شرح حديث أنس رضي الله عنه : ( أتدرون ما العضه ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم ).
A-
A=
A+
الشيخ : الآن يرويه بإسناد آخر .عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( المستبَّان ما قالا فعلى البادي حتى يعتديَ المظلوم ) . لكن في هذا الإسناد وفي هذه الرواية فائدة أخرى حيث .قال : وقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( أتدرون ما العَضْه ؟ ) : أتدرون ما العضه بالضاد والهاء . ( قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم ) : في هذا الحديث يسأل الرسول - عليه السلام - أصحابه عن لفظة هي عربية ، لكن لعلها عربية ما هي مشهورة بينهم فقال لهم : ( أتدرون ما العضْه ؟ ) . قالوا : الله ورسوله أعلم . فأجاب - عليه الصلاة والسلام - بأنه هو النميمة التي هي عبارة عن نقل كلام من هؤلاء إلى هؤلاء بقصد الإفساد بين الفريقين ، فالعضه هو النميمة ، ثم النميمة تفسيرها - أيضًا - كما جاء في هذا الحديث : " نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم " .
وفي هذه الجملة ( ليفسدوا بينهم ) : هذه الجملة جملة تعليلية ، يعني فيها بيان أن نقل الكلام من ناس إلى آخرين إنما يكون عَضْهًا ويكون نميمة محرمة فيما إذا كان الناقل مِن هؤلاء إلى هؤلاء ومن هؤلاء إلى هؤلاء يقصد بذلك الإيقاع والإفساد بينهم ، فخرج بهذا التعليل ما إذا كان النقل لا يُقصد به الإفساد ، مثلًا لو فرضنا جاء رجل إلى عالم فسأله عن مسألة فأجاب بجواب ، رجع هذا السائل إلى عالم آخر سأله نفس السؤال ، فأجابه بغير ذاك الجواب ، قال له : فلان العالم فلان الشيخ ما قال مثل حكايتك ، قال كذا وكذا ، بيشرح له ما عنده مثلًا أن هذا الجواب مبني على فهم للآية خطأ أو للحديث فهم خطأ أو مبني على حديث إسناده ضعيف أو أي جواب من عنده ، بيرجع السَّائل نفسه إلى العالم الأول ، يقول له : رحت عند فلان وقال لي كذا وكذا ، وقال كذا وكذا يعني رد على جوابك ، بيرجع هذا الثاني قد يجيب بجواب ضد جواب الثاني وهكذا ، فإذا ظل هذا السائل يتنقل مِن عالم إلى آخر بقصد الإفساد بينهما فهي النميمية ، وهي العَضْه ، لا ، هو غرضه فقط يفهم وجهة نظر هذا ووجهة نظر هذا لحتى يطمئن وليس قصده الإيقاع بينهما فحينئذٍ هذا ليس محرمًا وكلٌّ من الصورتين في الواقع يقع اليوم ، يقع اليوم وقبل اليوم ، يعني إنسان يستفتي عالم بيعطيه الجواب ، بينقل الجواب إلى عالم ثاني ، العالم الثاني بيرد على الأول فيعود ينقل الرد إلى العالم الأول وهكذا ، فإذا كان غرضه الإفساد بين العالِمين وإيغار صدور الاثنين فهذا بلا شك حرام وهي النميمة والعَضْه ، وإن كان لا يقصد شيء من ذلك إطلاقًا ، وإنما كل قصده وكل مُراده أن يفهم ليش هذاك قال حرام مثلًا وهذا قال حلال لحتى يطمئن قلبه ويتفقه في دينه . إذًا العَضْه : " نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم وهذه هي النميمة " .
وفي هذه الجملة ( ليفسدوا بينهم ) : هذه الجملة جملة تعليلية ، يعني فيها بيان أن نقل الكلام من ناس إلى آخرين إنما يكون عَضْهًا ويكون نميمة محرمة فيما إذا كان الناقل مِن هؤلاء إلى هؤلاء ومن هؤلاء إلى هؤلاء يقصد بذلك الإيقاع والإفساد بينهم ، فخرج بهذا التعليل ما إذا كان النقل لا يُقصد به الإفساد ، مثلًا لو فرضنا جاء رجل إلى عالم فسأله عن مسألة فأجاب بجواب ، رجع هذا السائل إلى عالم آخر سأله نفس السؤال ، فأجابه بغير ذاك الجواب ، قال له : فلان العالم فلان الشيخ ما قال مثل حكايتك ، قال كذا وكذا ، بيشرح له ما عنده مثلًا أن هذا الجواب مبني على فهم للآية خطأ أو للحديث فهم خطأ أو مبني على حديث إسناده ضعيف أو أي جواب من عنده ، بيرجع السَّائل نفسه إلى العالم الأول ، يقول له : رحت عند فلان وقال لي كذا وكذا ، وقال كذا وكذا يعني رد على جوابك ، بيرجع هذا الثاني قد يجيب بجواب ضد جواب الثاني وهكذا ، فإذا ظل هذا السائل يتنقل مِن عالم إلى آخر بقصد الإفساد بينهما فهي النميمية ، وهي العَضْه ، لا ، هو غرضه فقط يفهم وجهة نظر هذا ووجهة نظر هذا لحتى يطمئن وليس قصده الإيقاع بينهما فحينئذٍ هذا ليس محرمًا وكلٌّ من الصورتين في الواقع يقع اليوم ، يقع اليوم وقبل اليوم ، يعني إنسان يستفتي عالم بيعطيه الجواب ، بينقل الجواب إلى عالم ثاني ، العالم الثاني بيرد على الأول فيعود ينقل الرد إلى العالم الأول وهكذا ، فإذا كان غرضه الإفساد بين العالِمين وإيغار صدور الاثنين فهذا بلا شك حرام وهي النميمة والعَضْه ، وإن كان لا يقصد شيء من ذلك إطلاقًا ، وإنما كل قصده وكل مُراده أن يفهم ليش هذاك قال حرام مثلًا وهذا قال حلال لحتى يطمئن قلبه ويتفقه في دينه . إذًا العَضْه : " نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم وهذه هي النميمة " .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 45
- توقيت الفهرسة : 00:00:00