تتمة شرح حديث علي رضي الله عنه قال : ( فأتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال عمر خان الله ورسوله والمؤمنين ... ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فبعد ما أخرجا الكتاب قالا : " فأتينا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال عمر : خان الله ورسوله والمؤمنين " . واضح هنا جدًّا أن في الرواية اختصارًا كبيرًا لأنه ذكر أنهما رجعا بالكتاب إلى الرسول فقال عمر طيب شو فيه الكتاب هل قرئ الكتاب كل هذا مطوي ومعنى هذا الطي أو الكلام المطوي أنهما لما رجعا بالكتاب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأه مش الرسول الرسول لا يقرأ لكن عنده قراء يقرؤون له وإذا فيه خطاب من حاطب بن أبي بلتعة موجه إلى المشركين يقول لهم : إن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - سيغزوكم وهو يتهيأ لغزوكم فخذوا حذركم هذا خطاب من رجل من كبار الصحابة ومن أهل بدر وهو حاطب بن أبي بلتعة فعل هذا الفعل الذي هو فعل المنافقين فتوجه الناس إلى عمله هذا القبيح بالنقمة والشدة وخاصة عمر بن الخطاب الذي عرف بشدته في الله - عز وجل - ولذلك ما كان يسمع مضمون هذا الكتاب إلا واندفع بكل حرارة ليقول : ( خان الله ورسوله والمؤمنين ، دَعْني أضرب عنقه ) ، في تلك الرواية رواية " الصحيحين " : ( يا رسول الله ، إنه منافق ، دَعْني أضرب عنقه ) ، حكم هناك بأنه رجل منافق فالتفت الرسول - عليه السلام - بعد أن صاح عمر هذه الصيحة الإسلامية التفت بكل هدوء لأنه يعلم ما لا يعلم الناس كما قال عمر في آخر الحديث : ( الله ورسوله أعلم ) التفت إلى حاطب ليقول له : ( ما حملك ؟ ) يعني هذا العمل عمل المنافقين وأنت من المسلمين السابقين ومن الذين شهدوا بدرًا ما حملك على هذا هنا يقول كلام يجمع بين الأمرين بين اعترافه وتأكيده إسلامه واعترافه بالسبب الذي دفعه إلى هذه الكتابة قال : ( ما بي إلا أن أكون مؤمنًا بالله ) ؛ أي : أنا لست منافقًا ، وأنا لا أزال كما تعهدونني مؤمنًا بالله - عز وجل - ولا أكون إلا كذلك ، ( ولكن أردت أن يكون لي عند القوم يد ) ، في رواية " الصحيحين " قال حاطب : إنه أنا أردت أن يكون لي يد عند قريش لأني لست منهم لست قرشيًّا يعني له مصالح .
السائلة : هو يهودي .
الشيخ : مين يهودي ؟
السائلة : حاطب .
الشيخ : هذا حاطب بن أبي بلتعة فهذا كان له مصالح عند قريش وليس من قريش أنفسهم قال : " أردت أن أتَّخذ عندهم يدًا " ، حتى إذا ما وقعت حرب بين المسلمين وبين المشركين ما يعتدوا على من كان له هناك هو من أقارب لأنه دخيل في قريش وليس أصيلا فإذا هو وصل هذا الخطاب إليهم بيصير له يد عندهم يعني يشوفوا خاطره فيما إذا صار فيه غزو صار قتال فحينئذٍ لا يعتدون على أقاربه ولا يسلبون وينهبون أمواله طبعًا هذا ليس عذرا لكنه يبين الحقيقة فهو أتى عملًا منكرا جدًّا إلا أن الله - عز وجل - قد شمل فعله هذا بالعفو والمغفرة لأنه كان من أهل بدر ولذلك التفت الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى عمر بعد أن سمع اعتراف حاطب بقوله : " أردت أن يكون لي عند القوم يد . قال - عليه الصلاة والسلام - : ( صدق يا عمر ) ؛ يعني الرجل عم يحكي بدون يعني مراوغة وبدون إيش ... عم يحكي بكل صراحة ( صدق يا عمر ، أوليسَ قد شَهِدَ بدرًا ؟! لعل الله اطَّلعَ عليهم فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فقد وجبت لكم الجنة ) . الحديث في " الصحيحين " يقول الرسول - عليه السلام - لعمر : ( لعلَّ الله - عز وجل - اطَّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) ، اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ، معنى هذا الحديث تبشير للصحابة الذين ثبتوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاهدوا في غزوة بدر أن الله - عز وجل - قد غفر لهم ذنوبهم كلها المتقدمة منها والمتأخرة ، ( اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمر إنه هذا أتى عملًا مكره ولا شك في ذلك حيث كتب إلى المشركين يحذرهم منا ولكن هذا رجل من أهل بدر وقد قال الله - عز وجل - لأهل بدر ( اعملوا ما شئتم ؛ فإن الله قد غفر لكم ) حين ذاك دمعت عينا عمر وقال : ( الله ورسوله أعلم ) . لماذا بكى عمر يا ترى لأنه فوجئ بشيء لم يكن في حسبانه بينما اندفع بتلك الحرارة ليقول للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إنه هذا رجل منافق دعني أضرب عنقه وإذا به يصدم بخبر من الله - عز وجل - إنه هذا الذي تريد أن تضرب عنقه قد حشره الله - عز وجل - في زمرة من غفر الله له لأنه من أهل بدر فقال - عز وجل - كما حكى لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث : ( اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) ، حين ذاك بكى عمر متأسِّفًا على ما بدر منه من التهجم على حاطب بينما كان الرسول - عليه السلام - كما رأيتن هادئًا سائلًا : ( ما حملك على هذا ؟ ) فلما قال ما سمعتم قال - عليه السلام - : ( صدق ) ، ثم أتبعه بخبر إن الله - عز وجل - قد غفر لأهل بدر ، فبكى عمر ، ثم اعترف بقول الحقيقة وهي قوله : ( الله ورسوله أعلم ) .
السائلة : هو يهودي .
الشيخ : مين يهودي ؟
السائلة : حاطب .
الشيخ : هذا حاطب بن أبي بلتعة فهذا كان له مصالح عند قريش وليس من قريش أنفسهم قال : " أردت أن أتَّخذ عندهم يدًا " ، حتى إذا ما وقعت حرب بين المسلمين وبين المشركين ما يعتدوا على من كان له هناك هو من أقارب لأنه دخيل في قريش وليس أصيلا فإذا هو وصل هذا الخطاب إليهم بيصير له يد عندهم يعني يشوفوا خاطره فيما إذا صار فيه غزو صار قتال فحينئذٍ لا يعتدون على أقاربه ولا يسلبون وينهبون أمواله طبعًا هذا ليس عذرا لكنه يبين الحقيقة فهو أتى عملًا منكرا جدًّا إلا أن الله - عز وجل - قد شمل فعله هذا بالعفو والمغفرة لأنه كان من أهل بدر ولذلك التفت الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى عمر بعد أن سمع اعتراف حاطب بقوله : " أردت أن يكون لي عند القوم يد . قال - عليه الصلاة والسلام - : ( صدق يا عمر ) ؛ يعني الرجل عم يحكي بدون يعني مراوغة وبدون إيش ... عم يحكي بكل صراحة ( صدق يا عمر ، أوليسَ قد شَهِدَ بدرًا ؟! لعل الله اطَّلعَ عليهم فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فقد وجبت لكم الجنة ) . الحديث في " الصحيحين " يقول الرسول - عليه السلام - لعمر : ( لعلَّ الله - عز وجل - اطَّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) ، اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ، معنى هذا الحديث تبشير للصحابة الذين ثبتوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاهدوا في غزوة بدر أن الله - عز وجل - قد غفر لهم ذنوبهم كلها المتقدمة منها والمتأخرة ، ( اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول لعمر إنه هذا أتى عملًا مكره ولا شك في ذلك حيث كتب إلى المشركين يحذرهم منا ولكن هذا رجل من أهل بدر وقد قال الله - عز وجل - لأهل بدر ( اعملوا ما شئتم ؛ فإن الله قد غفر لكم ) حين ذاك دمعت عينا عمر وقال : ( الله ورسوله أعلم ) . لماذا بكى عمر يا ترى لأنه فوجئ بشيء لم يكن في حسبانه بينما اندفع بتلك الحرارة ليقول للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إنه هذا رجل منافق دعني أضرب عنقه وإذا به يصدم بخبر من الله - عز وجل - إنه هذا الذي تريد أن تضرب عنقه قد حشره الله - عز وجل - في زمرة من غفر الله له لأنه من أهل بدر فقال - عز وجل - كما حكى لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث : ( اعملوا ما شئتم ؛ فإني قد غفرت لكم ) ، حين ذاك بكى عمر متأسِّفًا على ما بدر منه من التهجم على حاطب بينما كان الرسول - عليه السلام - كما رأيتن هادئًا سائلًا : ( ما حملك على هذا ؟ ) فلما قال ما سمعتم قال - عليه السلام - : ( صدق ) ، ثم أتبعه بخبر إن الله - عز وجل - قد غفر لأهل بدر ، فبكى عمر ، ثم اعترف بقول الحقيقة وهي قوله : ( الله ورسوله أعلم ) .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 44
- توقيت الفهرسة : 00:00:00