شرح حديث علي رضي الله عنه قال : ( بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم والزبير بن العوام وكلنا فارس فقال انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا وبها امرأة معها كتاب من حاطب إلى المشركين ... )
A-
A=
A+
الشيخ : اسمعوا الآن القصة ، روى بإسناده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : سمعت عليًّا - رضي الله عنه - يقول : ( بَعَثَني النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والزبير بن العوام ، وكلنا فارس ، فقال : ( انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا ، وبها امرأة معها كتاب من حاطب إلى المشركين ، فأتوني بها ) ، فوافيناها تسير على بعير لها حيث وصف لنا النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقلنا : الكتاب الذي معك . قالت : ما معي كتاب . فبحثناها وبعيرها ، فقال صاحبي ما أرى . فقلت : ما كذب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، والذي نفسي بيده لُأُجرِّدَنَّكِ أو لَتُخرجِنَّه ، فأهوت بيدها إلى حجزتها ، وعليها إزار صوف ، فأخرجت ، فأتينا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال عمر : خان الله ورسوله والمؤمنين .
هنا الشاهد أن عمر يقول في حاطب وهو رجل من أهل بدر ممَّن شهد بدر كما ستسمعن فيما يأتي مع ذلك قال فيه عمر بن الخطاب : " خانَ الله ورسوله والمؤمنين " ، لكن قال هذا لما شاهد من الفعل القبيح فلم يؤاخذه الرسول - عليه السلام - وما طبق عليه الأحاديث السابقة : ( مَن قال لأخيه المسلم : يا كافر ؛ فقد باءَ به أحدهما ) ما طبق عليه هذا الحكم لأن عمر قال هذا الكلمة وخوَّنَ حاطبًا معتمدًا على ما بدا من عمله الذي هو عمل المنافقين قال : ( فقال عمر : خان الله ورسوله والمؤمنين ، دَعْني أضرِبْ عنقه . وقال : ( ما حملك ؟ ) . فقال : ما بي إلا أن أكون مؤمنًا بالله ، وأردت أن يكون لي عند القوم يد . قال : ( صدق يا عمر ، أوليس قد شهد بدرًا ؟! لعل الله اطَّلع إليهم فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فقد وجبت لكم الجنة ) . فدمعت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم .
نعود إلى الحديث ونسمع بعض الكلمات منه ثم نعلق عليه بما يسر .قال علي : ( بعثني النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والزبير بن العوام وكلانا فارس ) أي راكب كل واحد راكب على فرسه وكان ذلك للحاق بالمرأة التي أرسل الخطاب معها إلى المشركين هذه المرأة أرسل معها حاطب بن أبي بلتعة هذا خطابا إلى المشركين في مكة ينذرهم أن الرسول - عليه السلام - يريد أن يحاربهم وأن يهاجمهم ولا شك أن مثل هذا العمل فيه خطورة كبيرة جدًّا لأنه فيه تنبيه الأعداء المشركين أن استعدوا لمجيء الرسول - عليه السلام - مقاتل لكم هذا بلا شك عمل المنافقين لكن الله - عز وجل - الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء أوحى إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنه امرأة صفتها كذا وكذا ترسل معها خطاب إلى المشركين وهي في مكان كذا فأرسل الرسول - عليه السلام - هذين الصاحبين الجليلين علي والزبير وكلاهما على فرس منشان المطاردة والسرعة واللحاق بالمرأة قبل أن تفوتهم قال لهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا ) ، لم يفصح الراوي هنا عن اسم الروضة وهذا يشعر الباحثين بأنه مما ذهب عن حفظ الراوي اسم الروضة لأنه الرسول - عليه السلام - لا يمكن لا يعقل أن يقول لعلي والزبير حتى تأتوا روضة كذا وكذا لا بد ما يسميها بعينها كيف يقول الراوي هنا روضة كذا وكذا أي لم يحفظ الاسم أحد الرواة في هذا الكتاب ، ولكن الإمام البخاري نفسه في كتابه الصحيح وكذلك الإمام مسلم رويا هذه القصة بأكمل مما هنا وفيها فوائد أكثر مما هنا .من ذلك أن الرواية هناك كشفت عن اسم الروضة فقال لهما : ( حتى تأتوا روضة خاخ ) خائين بينهما ألف روضة خاخ هكذا اسم ذلك المكان الشاهد أن الرسول - عليه السلام - عيّن لهم المكان الذي على الفارسين علي والزبير أن يتقصَّداه ليجدا المرأة هناك قال لهما : ( انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا ، وبه امرأة معها كتاب من حاطب إلى المشركين ؛ فأتوني بها ) ، فهنا يقول : فوافيناها تسير على بعير لها هنا كلام فيه طي يعني فانطلقنا واستمررنا نسير حتى وجدناها تسير على بعير لها حيث وصف لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أي عند روضة خاخ فقلنا : " الكتاب الذي معك " ؛ يعني أخرجي الكتاب الذي معك . " قالت : ما معي كتاب " بطبيعة الحال امرأة مثل هذه آخذة أجر لتبليغ الكتاب للمشركين سوف لا تبادر إلى الاعتراف بالكتاب الذي معها ، وإنما تجحد وتنكر ، فبحثناها وبعيرها فتشوها تفتيش بقدر ما يساعد على ذلك الإسلام مبدئيًّا لأنه الرجل ممكن تفتيشه تفتيشًا أدق من المرأة ، ففتَّشوها تفتيش شكلي حتى فتشوا البعير الذي كانت تركبه ما وجدا الكتاب فما كان لهم إلا أن يهدداها لكن جرى نوع من المباحثة بين الصاحبين بين علي وبين الزبير قال صاحبي علي يقول عن صاحبه الزبير ( ما أرى ) يعني ما أظن الكتاب معها فقلت : " ما كذب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - " ، وهنا فائدة لغوية قول علي : " ما كذب النبي " لا يعني بلفظة الكذب الذي هو ضد الصدق ، وإنما يعني بالكذب الخطأ لأنه بعيد عن الزبير أن يدور في خلده أو في ذهنه إنه الرسول - عليه السلام - بيكذب هذا أبعد ما يكون خطوره على بال المسلم بل على بال رجل من العشرة المبشرين بالجنة لكن الذي ممكن أن يرد على بال أحد هو أن يكون الرسول أخطأ خطأ أما يتعمد الكذب فهذا ما يتصور لذلك قول علي ردًّا على الزبير لما قال : ما أرى الكتاب قوله : ( ما كذب النبي ) يعني ما أخطأ أبدًا ، ولا يمكن إلا أن يكون الأمر كما قال - عليه السلام - ما يخالفه شيء من الخطأ مطلقًا ، ومعنى هذا أن عليًّا كان أدقَّ نظرًا وأكثر إيمانًا بالرسول - عليه السلام - من صاحبه الزبير ، وهذه على كل حال درجات ، فقلت : " ما كذب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والذي نفسي بيده " ، توجَّه الآن بالخطاب إلى المرأة : " لَأُجَرِّدَنَّكِ أو لَتُخرجِنَّه " ؛ يعني بعد ما فتشناك التفتيش الذي يساعدنا عليه الإسلام والمروءة والغيرة وما وجدنا ونبينا صادق بالنسبة لهذه المرأة المشركة وليس بكاذب فإما أن تخرجي الكتاب باختيارك أو نجردك من ثيابك ربي كما خلقتني حينئذٍ لما وجدت حالها لا بد من أن تخرج الكتاب وإلا تعرضت للبهدلة قال الراوي هنا : " فأهوت بيدها إلى حجزتها " ، الحجزة هو تحت الخاصرة هو العظمة تبع الفخذ اللي هو معقد الإزار الدقّي يعني حيث لا يقع ولا تهبط هي الحجزة فهي كانت لابسة ثياب ثقيلة وحاطة هناك في حجزتها الخطاب مخبيته هذه الراوية هكذا تقول : " فأهوت بيدها إلى حجزتها ، وعليها إزار صوف فأخرجت " ، لكن رواية " الصحيحين " في البخاري ومسلم وهما بلا شك أصح من رواية كتابنا هذا تقول رواية " الصحيحين " بأنها أخرجت الكتاب من شعرها من ظفيرتها ولفظ الحديث هناك " فأخرجه من عقاصها " ؛ يعني علي أخرج الكتاب من عقاصها ، والعقاص هو الخيط الذي يعطف فيه أطراف الزوائد أو الشعر المظفور أنتم أعرف طبعًا بالخيطان اللي تشد فيها الظفائر والشعور فهناك كانت لافة الخطاب بطريقة سترتها هذه الثياب أخرجت الكتاب من هناك وهذه الرواية رواية " الصحيحين " أصح من هذه .
هنا الشاهد أن عمر يقول في حاطب وهو رجل من أهل بدر ممَّن شهد بدر كما ستسمعن فيما يأتي مع ذلك قال فيه عمر بن الخطاب : " خانَ الله ورسوله والمؤمنين " ، لكن قال هذا لما شاهد من الفعل القبيح فلم يؤاخذه الرسول - عليه السلام - وما طبق عليه الأحاديث السابقة : ( مَن قال لأخيه المسلم : يا كافر ؛ فقد باءَ به أحدهما ) ما طبق عليه هذا الحكم لأن عمر قال هذا الكلمة وخوَّنَ حاطبًا معتمدًا على ما بدا من عمله الذي هو عمل المنافقين قال : ( فقال عمر : خان الله ورسوله والمؤمنين ، دَعْني أضرِبْ عنقه . وقال : ( ما حملك ؟ ) . فقال : ما بي إلا أن أكون مؤمنًا بالله ، وأردت أن يكون لي عند القوم يد . قال : ( صدق يا عمر ، أوليس قد شهد بدرًا ؟! لعل الله اطَّلع إليهم فقال : اعملوا ما شئتم ؛ فقد وجبت لكم الجنة ) . فدمعت عينا عمر ، وقال : الله ورسوله أعلم .
نعود إلى الحديث ونسمع بعض الكلمات منه ثم نعلق عليه بما يسر .قال علي : ( بعثني النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والزبير بن العوام وكلانا فارس ) أي راكب كل واحد راكب على فرسه وكان ذلك للحاق بالمرأة التي أرسل الخطاب معها إلى المشركين هذه المرأة أرسل معها حاطب بن أبي بلتعة هذا خطابا إلى المشركين في مكة ينذرهم أن الرسول - عليه السلام - يريد أن يحاربهم وأن يهاجمهم ولا شك أن مثل هذا العمل فيه خطورة كبيرة جدًّا لأنه فيه تنبيه الأعداء المشركين أن استعدوا لمجيء الرسول - عليه السلام - مقاتل لكم هذا بلا شك عمل المنافقين لكن الله - عز وجل - الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء أوحى إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنه امرأة صفتها كذا وكذا ترسل معها خطاب إلى المشركين وهي في مكان كذا فأرسل الرسول - عليه السلام - هذين الصاحبين الجليلين علي والزبير وكلاهما على فرس منشان المطاردة والسرعة واللحاق بالمرأة قبل أن تفوتهم قال لهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا ) ، لم يفصح الراوي هنا عن اسم الروضة وهذا يشعر الباحثين بأنه مما ذهب عن حفظ الراوي اسم الروضة لأنه الرسول - عليه السلام - لا يمكن لا يعقل أن يقول لعلي والزبير حتى تأتوا روضة كذا وكذا لا بد ما يسميها بعينها كيف يقول الراوي هنا روضة كذا وكذا أي لم يحفظ الاسم أحد الرواة في هذا الكتاب ، ولكن الإمام البخاري نفسه في كتابه الصحيح وكذلك الإمام مسلم رويا هذه القصة بأكمل مما هنا وفيها فوائد أكثر مما هنا .من ذلك أن الرواية هناك كشفت عن اسم الروضة فقال لهما : ( حتى تأتوا روضة خاخ ) خائين بينهما ألف روضة خاخ هكذا اسم ذلك المكان الشاهد أن الرسول - عليه السلام - عيّن لهم المكان الذي على الفارسين علي والزبير أن يتقصَّداه ليجدا المرأة هناك قال لهما : ( انطلقوا حتى تبلغوا روضة كذا وكذا ، وبه امرأة معها كتاب من حاطب إلى المشركين ؛ فأتوني بها ) ، فهنا يقول : فوافيناها تسير على بعير لها هنا كلام فيه طي يعني فانطلقنا واستمررنا نسير حتى وجدناها تسير على بعير لها حيث وصف لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أي عند روضة خاخ فقلنا : " الكتاب الذي معك " ؛ يعني أخرجي الكتاب الذي معك . " قالت : ما معي كتاب " بطبيعة الحال امرأة مثل هذه آخذة أجر لتبليغ الكتاب للمشركين سوف لا تبادر إلى الاعتراف بالكتاب الذي معها ، وإنما تجحد وتنكر ، فبحثناها وبعيرها فتشوها تفتيش بقدر ما يساعد على ذلك الإسلام مبدئيًّا لأنه الرجل ممكن تفتيشه تفتيشًا أدق من المرأة ، ففتَّشوها تفتيش شكلي حتى فتشوا البعير الذي كانت تركبه ما وجدا الكتاب فما كان لهم إلا أن يهدداها لكن جرى نوع من المباحثة بين الصاحبين بين علي وبين الزبير قال صاحبي علي يقول عن صاحبه الزبير ( ما أرى ) يعني ما أظن الكتاب معها فقلت : " ما كذب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - " ، وهنا فائدة لغوية قول علي : " ما كذب النبي " لا يعني بلفظة الكذب الذي هو ضد الصدق ، وإنما يعني بالكذب الخطأ لأنه بعيد عن الزبير أن يدور في خلده أو في ذهنه إنه الرسول - عليه السلام - بيكذب هذا أبعد ما يكون خطوره على بال المسلم بل على بال رجل من العشرة المبشرين بالجنة لكن الذي ممكن أن يرد على بال أحد هو أن يكون الرسول أخطأ خطأ أما يتعمد الكذب فهذا ما يتصور لذلك قول علي ردًّا على الزبير لما قال : ما أرى الكتاب قوله : ( ما كذب النبي ) يعني ما أخطأ أبدًا ، ولا يمكن إلا أن يكون الأمر كما قال - عليه السلام - ما يخالفه شيء من الخطأ مطلقًا ، ومعنى هذا أن عليًّا كان أدقَّ نظرًا وأكثر إيمانًا بالرسول - عليه السلام - من صاحبه الزبير ، وهذه على كل حال درجات ، فقلت : " ما كذب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والذي نفسي بيده " ، توجَّه الآن بالخطاب إلى المرأة : " لَأُجَرِّدَنَّكِ أو لَتُخرجِنَّه " ؛ يعني بعد ما فتشناك التفتيش الذي يساعدنا عليه الإسلام والمروءة والغيرة وما وجدنا ونبينا صادق بالنسبة لهذه المرأة المشركة وليس بكاذب فإما أن تخرجي الكتاب باختيارك أو نجردك من ثيابك ربي كما خلقتني حينئذٍ لما وجدت حالها لا بد من أن تخرج الكتاب وإلا تعرضت للبهدلة قال الراوي هنا : " فأهوت بيدها إلى حجزتها " ، الحجزة هو تحت الخاصرة هو العظمة تبع الفخذ اللي هو معقد الإزار الدقّي يعني حيث لا يقع ولا تهبط هي الحجزة فهي كانت لابسة ثياب ثقيلة وحاطة هناك في حجزتها الخطاب مخبيته هذه الراوية هكذا تقول : " فأهوت بيدها إلى حجزتها ، وعليها إزار صوف فأخرجت " ، لكن رواية " الصحيحين " في البخاري ومسلم وهما بلا شك أصح من رواية كتابنا هذا تقول رواية " الصحيحين " بأنها أخرجت الكتاب من شعرها من ظفيرتها ولفظ الحديث هناك " فأخرجه من عقاصها " ؛ يعني علي أخرج الكتاب من عقاصها ، والعقاص هو الخيط الذي يعطف فيه أطراف الزوائد أو الشعر المظفور أنتم أعرف طبعًا بالخيطان اللي تشد فيها الظفائر والشعور فهناك كانت لافة الخطاب بطريقة سترتها هذه الثياب أخرجت الكتاب من هناك وهذه الرواية رواية " الصحيحين " أصح من هذه .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 44
- توقيت الفهرسة : 00:00:00