باب :
A-
A=
A+
الشيخ : ثم عقد المصنف - رحمه الله - بابا آخر . فقال : " باب ما ذكر في المكر والخديعة " .روى بإسناد حسن لغيره عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( الُمؤمنُ غِرٌّ كَريمٌ ، والفَاجِرُ خَبٌّ لَئيمٌ ) .
إذًا ليس لنا مثل السوء فهل يكون المسلم خبًّا مكَّارًا خدَّاعًا لئيمًا أم يكون غرًّا كريمًا جاء هذا الحديث يعطينا الجواب ( المؤمنُ غرٌّ كريمٌ ) شو معنى غر كريم قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن المقصود بكلمة غر يعني إنسان مغفل أبله لا يحسن أن يعالج أمور دنياه وآخرته ولذلك فهو غر وقد تورط بهذا المعنى بعض المعاصرين فأنكر هذا الحديث فالحقيقة أن المقصود بلفظة غر هنا ( الُمؤمنُ غِرٌّ كَريمٌ ) ليس هو ذاك المعنى اللئيم ، وإنما المقصود أن المسلم من طبيعته أنه على عكس الفاجر اللئيم الفاجر اللئيم هو خب هو يخادع الناس ويسلك طرقًا ليست مشروعة في معاملته وفي مخالطته للناس أما المؤمن فهو غر أي يمكن أن نعبر بلفظة أخرى لتفسير هذه الكلمة هو الرجل المؤمن الطيب القلب الذي لا يحسن أن يمكر الناس أن يمكر للناس بينما الناس يمكرون به هذا هو غر فيما يتعلق بأمور دنياه لكن فيما يتعلق بأمور دينه فهو من أنبه الناس وأيقظ الناس وأعقل الناس فإذن الوصف هذا غر هو ما يتعلق بأمور دنياه وعلاقته مع الناس فلحسن ظنه بالناس وسلامة سريرته فهو يعامل الناس بهذه النية الحسنة .والناس أكثرهم كما جاء في الشطر الثاني من الحديث ( والفاجرُ خبٌّ لئيمٌ ) أكثر الناس اليوم إذا ما تمكنوا من أن ينالوا من إنسان ما من ماله من متاعه بأي طريق كان ما بيقصروا هذا ليس من طبيعة المسلم هذا طبيعة الفاجر الخب المخادع اللئيم إذن المؤمن غر كريم والفاجر خب أي مخادع لئيم .
فهاتان صفتان تتماشيان معا وهو أن المؤمن غر كريم النفس سخي جواد أما الفاجر فخب لئيم فهما صفتان مع المؤمن يقابلهما صفتان مع الفاجر المؤمن غر أي طيب النفس صافي السريرة كريم يجود بالمال ويسخى به على الناس على العكس من الفاجر فهو خب مخادع يحاول بكل طريق أن يتسلط على أموال الناس بما لا يحل له ثم هو ليس كريما بل هو كما جاء في هذا الحديث لئيم .في الدرس الآتي إن شاء الله باب في السباب .
وبهذا القدر كفاية ، والحمدلله رب العالمين .
إذًا ليس لنا مثل السوء فهل يكون المسلم خبًّا مكَّارًا خدَّاعًا لئيمًا أم يكون غرًّا كريمًا جاء هذا الحديث يعطينا الجواب ( المؤمنُ غرٌّ كريمٌ ) شو معنى غر كريم قد يتبادر إلى أذهان بعض الناس أن المقصود بكلمة غر يعني إنسان مغفل أبله لا يحسن أن يعالج أمور دنياه وآخرته ولذلك فهو غر وقد تورط بهذا المعنى بعض المعاصرين فأنكر هذا الحديث فالحقيقة أن المقصود بلفظة غر هنا ( الُمؤمنُ غِرٌّ كَريمٌ ) ليس هو ذاك المعنى اللئيم ، وإنما المقصود أن المسلم من طبيعته أنه على عكس الفاجر اللئيم الفاجر اللئيم هو خب هو يخادع الناس ويسلك طرقًا ليست مشروعة في معاملته وفي مخالطته للناس أما المؤمن فهو غر أي يمكن أن نعبر بلفظة أخرى لتفسير هذه الكلمة هو الرجل المؤمن الطيب القلب الذي لا يحسن أن يمكر الناس أن يمكر للناس بينما الناس يمكرون به هذا هو غر فيما يتعلق بأمور دنياه لكن فيما يتعلق بأمور دينه فهو من أنبه الناس وأيقظ الناس وأعقل الناس فإذن الوصف هذا غر هو ما يتعلق بأمور دنياه وعلاقته مع الناس فلحسن ظنه بالناس وسلامة سريرته فهو يعامل الناس بهذه النية الحسنة .والناس أكثرهم كما جاء في الشطر الثاني من الحديث ( والفاجرُ خبٌّ لئيمٌ ) أكثر الناس اليوم إذا ما تمكنوا من أن ينالوا من إنسان ما من ماله من متاعه بأي طريق كان ما بيقصروا هذا ليس من طبيعة المسلم هذا طبيعة الفاجر الخب المخادع اللئيم إذن المؤمن غر كريم والفاجر خب أي مخادع لئيم .
فهاتان صفتان تتماشيان معا وهو أن المؤمن غر كريم النفس سخي جواد أما الفاجر فخب لئيم فهما صفتان مع المؤمن يقابلهما صفتان مع الفاجر المؤمن غر أي طيب النفس صافي السريرة كريم يجود بالمال ويسخى به على الناس على العكس من الفاجر فهو خب مخادع يحاول بكل طريق أن يتسلط على أموال الناس بما لا يحل له ثم هو ليس كريما بل هو كما جاء في هذا الحديث لئيم .في الدرس الآتي إن شاء الله باب في السباب .
وبهذا القدر كفاية ، والحمدلله رب العالمين .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 41
- توقيت الفهرسة : 00:00:00