باب :
A-
A=
A+
الشيخ : ثم قال المصنف - رحمه الله - في باب جديد فيه بيان تعبير آخر للرسول - عليه السلام - باسم مهاجرة المسلم .قال " باب من هجر أخاه سنة " ثم روى بإسناده الصحيح .عن أبي خراش السلمي أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( مَن هجر أخاه سنة فهو بسفك دمه ) ، ( من هجر أخاه سنةً فهو بسفك دمه ) ، وفي رواية في " سنن أبي داود " يؤيدها رواية سيذكرها المصنف : ( مَن هجرَ أخاه سنةً فهو كسفك دمه ) ، هذه رواية المصنف بسفك دمه روى كسفك دمه والمعنى تقريبًا واحد أي إن مهاجرة المسلم لأخيه المسلم سنة كاملة يساوي كما لو قتله وسفك دمه هذا إثم كبير جدًّا . ولذلك فإذا ما وقع الإنسان لأمر ما لثورة نفسية غضبية كما قلنا آنفًا في مقاطعة أخيه المسلم بغير حق أما المقاطعة بحق فقد عرفتم مقاطعة السيدة عائشة لابن أختها عبد الله بن الزبير فإذا وقع المسلم في مقاطعة أخيه المسلم بغير حق فله فسحة من باب التنفيس عن النفس وعن الغضب ثلاث ليال فقط فهناك عليه أن يكبح من جماح نفسه ولا يشتط ولا يزيد على ثلاث ليال .ثم بعد ذلك إنسان لم يفيء إلى نفسه ولم يعد إلى رشده ودخل في الليلة الثالثة والليلة الرابعة واليوم الرابع وهكذا فعليه أن يبادر إلى التوبة والفيء والعودة وألا يستمر خشية أن يصبح ذلك عنده عادة فتدخل السنة على المقاطعة وهو سابغ في مقاطعته مستمر في ضلالة فحينئذٍ يكون كسفك دم ذلك الذي قاطعه وهاجره إذا ما بلغ في المقاطعة سنة . رواية ثانية من نفس الطريق الأولى لكن بلفظ قال أن رجلًا من أسلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثه يعني راوي الحديث وهو عمران بن أبي أنس عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( هجرة المؤمن سنة كدمه ) فهذه كرواية أبي داود رواية أبو داود تقول : ( كسفك دمه ) وهذه تقول ( كدمه ) وهذا المراد أنه كما لو سفك دمه تمام الحديث .
وفي المجلس محمد بن المنكدر وعبد الله بن أبي عتَّاب فقالا " قد سمعنا هذا عنه " يعني أن تابعي الحديث الذي هو هنا في هذا الحديث عمران بن أبي أنس لما حدث بهذا الحديث في مجلسه كان في ذلك المجلس محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب وكل منهما تابعي أدرك غير ما واحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هذان التابعيان محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب لما سمعا عمران بن أبي أنس يحدّث أن رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( هجرة المؤمن سنة كدَمِه ) ماذا قال هذان التابعيان محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب " قد سمعنا هذا عنه " . وهذه فائدة حديثية أعني أن عمران بن أبي أنس لم يتفرّد بسماع هذا الحديث من الرجل الصحابي الأسلمي ، وإنما - أيضًا - شاركه في ذلك تابعيان آخران أحدهما محمد بن المنكدر والآخر عبد الله بن أبي عتّاب . إذًا توفر في رواية هذا الحديث ثلاثة من التابعين المعروفين عن هذا الصحابي الأسلمي أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( هجرة المؤمن سنةً كسفك دَمِه ) .
وفي المجلس محمد بن المنكدر وعبد الله بن أبي عتَّاب فقالا " قد سمعنا هذا عنه " يعني أن تابعي الحديث الذي هو هنا في هذا الحديث عمران بن أبي أنس لما حدث بهذا الحديث في مجلسه كان في ذلك المجلس محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب وكل منهما تابعي أدرك غير ما واحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هذان التابعيان محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب لما سمعا عمران بن أبي أنس يحدّث أن رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حدثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( هجرة المؤمن سنة كدَمِه ) ماذا قال هذان التابعيان محمد بن المنكدر وعبدالله بن أبي عتّاب " قد سمعنا هذا عنه " . وهذه فائدة حديثية أعني أن عمران بن أبي أنس لم يتفرّد بسماع هذا الحديث من الرجل الصحابي الأسلمي ، وإنما - أيضًا - شاركه في ذلك تابعيان آخران أحدهما محمد بن المنكدر والآخر عبد الله بن أبي عتّاب . إذًا توفر في رواية هذا الحديث ثلاثة من التابعين المعروفين عن هذا الصحابي الأسلمي أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( هجرة المؤمن سنةً كسفك دَمِه ) .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:00:00