تتمة شرح حديث هشام بن عامر رضي الله عنه : ( ... وإن أولهما فيئا يكون كفارة عنه سبقه بالفيء ).فيه بيان كفارة الهجر والمقاطعة.
A-
A=
A+
الشيخ : وكفارة التقاطع كما أفادنا هذا الحديث هو أن يبادر الذي يريد أن يرجع إلى الله - عز وجل - وأن يتوب إليه يبادر أخاه المقاطع بالسلام فقد يصر أحدهما على المقاطعة ولا يريد أن يتوب إلى الله - عز وجل - ولكن الذي يريد أن يتوب فحسبه أن يبادر ذلك المقاطع بالسلام فيكون سلامه عليه رفعا للإثم السابق والواقع عليه ثم إن الله - تبارك وتعالى - بفضله وكرمه يسخّر ملكا من الملائكة إذا سلم أحد المتقاطعين على الآخر فأبى هذا الآخر أن يرد السلام رد عليه من هو خير منه فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( وإن ماتا على صرامهما لم يدخُلَا الجنة جميعًا أبدًا ، وإن سلَّم عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه ) هكذا الرواية هنا في الكتاب وفيها شيء من الاختصار بيّن هذا الاختصار رواية أحمد لأنه شو معنى فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه معناه في رواية أحمد ( فأبى أن يقبل تسليمه ورَدَّ سلامه عليه ) يعني أبى أن يتقبل بالنفي وأبى أن يرد باللفظ ماذا قال ( رد عليه ملك وإن سلم عليه فأبى أن يقبل تسليمه ورد سلامه عليه رد عليه ملك ) بدل الرجل المقاطع الذي سلم عليه التائب من المقاطعة الله - عز وجل - يسخر ملكا فيرد على الذي تاب عن المقاطعة يرد - عليه السلام - ( ورد على الآخر الشيطان ) هكذا ربنا - عز وجل - يعامل كل إنسان بحسب عمله إن صالح فصالحًا وإن طالح فطالحًا .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:00:00