شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( لا تباغضوا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا ) .فيه ذم التنافس المؤدي إلى التحاسد.
A-
A=
A+
الشيخ : ثم روى المصنف في الباب حديثًا آخر عن أبي هريرة بإسناده الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( لا تباغضوا ، ولا تنافسوا ، وكونوا عباد الله إخوانًا ) . هذا الحديث الثالث جاء في الحديث الأول حيث في الحديث الأول : ( لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانًا ) هنا رواه باختصار ولكنه جاء بلفظة جديدة حيث قال : ( لا تباغضوا ، ولا تنافسوا ، وكونوا عباد الله إخوانًا ) شو معنى ( ولا تنافسوا ) لا تنافسوا على وزان لا تباغضوا قلنا في تفسير لا تباغضوا أي لا تتعاطوا أسباب التباغض كذلك قوله - عليه السلام - : ( لا تنافسوا ) أي لا تتعاطوا أسباب التنافس والتنافس إنما هو من معنى الرغبة في الشيء والحب له ومحاولة الانفراد به هذا الشيء النفيس فهذا التنافس هذا يحب أن يتفرد بهذا الشيء النفيس الجميل كالمال مثلًا أو العطاء أو ما شابه ذلك وذاك يحب كذلك فسيؤدي هذا التنافس إلى التحاسد وهذا ما أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث في صحيح مسلم أخبر أن أمته - عليه الصلاة والسلام - في آخر الزمان يقعون في هذا التنافس المنهي عنه فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( تتنافسون ، ثم تتحاسدون ) فهذا الحديث في صحيح مسلم كالتفسير لقوله في هذا الحديث : ( ولا تنافسوا ) أي لا يحاول كل منكم أن ينفرد بشيء نفيس ويمتاز به على غيره فإن ذلك يؤدي بكم إلى أن تتحاسدوا وذلك يؤدي بكم إلى أن تتباغضوا وذلك كله يؤدي بكم إلى أن تتفرَّقوا والله - عز وجل - أمركم أن تكونوا إخوانا في الله - تبارك وتعالى - كما قال : ( وكونوا عباد الله إخوانًا ) .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 40
- توقيت الفهرسة : 00:00:00