بيان كرم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسبب نذرها ألا تكلم ابن الزبير
A-
A=
A+
الشيخ : السيدة عائشة - رضي الله عنها - كانت كريمة جدًّا وكانت هي وبعض ضراتها من نساء الرسول - عليه الصلاة والسلام - يتسابقان في الجود والكرم ولكن كانت عائشة جودها بالجملة أما ضرتها وأظنها زينب فكان جودها على خلاف ذلك لا تمسك شيئًا وكان مضى معنا حديث بهذا المعنى في درس سابق إنه عائشة كانت تجمع تجمع ثم توزع وهذيك ما بيجيها شيء إلا تصرفه وذلك في حديث مضى عن عبد الله بن الزبير نفسه قال " ما رأيت امرأتين أجود من عائشة وأسماء " أسماء أختها وجودهما مختلف " أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا كان اجتمع عندها قسمت وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئًا لغد " .فبناء على هذا الجود الذي كانت تجود به السيدة عائشة رضي الله عنها ذات يوم أعطت عطاء كريما سخيا فيما بيدو أو باعته بثمن بخس الراوي يشك هل كان ذلك بطريق البيع أم العطاء لكن كيفما كان الأمر فعبدالله بن الزبير لم يتحمل هذا التصرف من خالته فحلف بإنه إما أن تنتهي من مثل هذه التصرفات الغير معقولة أو لأحجرن عليها . والتحجير كما لا يخفى على الجميع هو فرض الحجر على إنسان يسيء التصرف في ملكه الخاص فيعطى منه الشيء القليل الذي يقيته ويعينه وباقي المال بيتم في يد الوصي عليه ولا يخفى حينئذٍ أن كلام عبدالله بن الزبير فيه استعلاء على خالته السيدة عائشة وفيه طعن فيها إنه هي كأنها سفيهة لا تحسن التصرف في مالها لذلك كان جزاء عبدالله بن الزبير من خالته السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت لما بلغها قوله " لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها " أهو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة " هو لله علي نذر ألا أكلم ابن الزبير أبدا " هذه هي المقاطعة حلفت ما دام إنه ابن أختها وهو أصغر منها سنا قال هذا الكلام الثقيل في حقها هاللي ما فيه تقدير لجلالة علمها وانتسابها إلى زوجية الرسول - عليه السلام - ونحو ذلك من الخصال المشرفة حلفت ألا تكلم ابن الزبير طيلة حياتها .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 39
- توقيت الفهرسة : 00:00:00