باب : باب
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا الآن في الباب الثامن والستين بعد المئة وهو : " باب يعطي الثمرة أصغر من حضر من الولدان " : بنلاحظ كتفقه في أبواب الحافظ الإمام البخاري دقة الإمام البخاري في التبويب وفي العناوين ، كان سبق معنا باب ثلاثة وستين بعد المئة : " فضل الكبير " ، بعد منه : " إجلال الكبير " ، بعد منه : " يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " ، بعد منه : " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " ، والباب الأخير من الدرس الماضي : " باب تسويد الأكابر " هالسلسلة العديدة من الأبواب يبيِّن الأدب العملي مع الأجلاء ومع الأكابر . الآن على العكس من ذلك يسرد أبوابًا يوضح كيف ينبغي معاملة الصغار والتأدب والتلطف معهم ، فأول باب يعقده الآن في صدد ذلك : يقول : " باب يعطي الثمرة " يعني الفاكهة الجديدة حينما تحضر " أصغر من حضر من الولدان " .ويسوق في ذلك حديثًا بإسناده الصحيح : عن أبي هريرة قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا أُتي بالزَّهو - نوع من التمر في أوائل النضج- قال الرسول - عليه السلام - : اللهم بارِكْ لنا في مدينتنا ومُدنا وصاعنا بركة مع بركة ، ثم ناوله أصغر من يليه من الولدان ) .
عن أبى هريرة قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِذا أُتِيَ بالزَّهوِ - نوعٌ من التَّمر في أوائل النُّضج - قَالَ : ( اللهُمَّ بَارِكْ لَنا فِي مَدينَتِنا ومُدِّنَا وصَاعِنَا بَركةً مَع بَركةٍ ) ، ثُم نَاوَلَهُ أَصغرَ مَن يَليهِ مِن الوِلدان " .
فهذا أدب من الآداب النبوية التي قلَّ مَن يعرفها وأقل من ذلك من يعملها ، أول ما تحضر الفاكهة الجديدة تقدم للطفل الصغير ، هكذا السنة ، هكذا كان الرسول - عليه السلام - يفعل ، حينما تأتيه هذه الفاكهة يدعو للمدينة بالخير أولًا يقول : ( اللهم بارِكْ لنا في مدينَتِنا ) المدينة التي من أسمائها طَيبة ، وبهذه المناسبة أذكّر بأن كثيرًا من الكُّتَّاب الإسلاميين يسمونها بيثرب ، وهذه تسمية جاهلية لا ينبغي للمسلم أن يتابع بل يتايع في الجاهليين فيها فهو إما أن يسميها باسمها المشهور المدينة ، والأفضل أن يسمِّيها طَيبة ؛ لأن الله سمَّاها كذلك على لسان محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فإذًا إما أن نقول طيبة وإما أن نقول المدينة ، أما يثرب فهذا من أسماء الجاهلية . ومن المؤسف أن الشَّيخ محمد الغزالي في كتابه " فقه السيرة " يُكثر من استعمال هذا الاسم للمدينة يثرب ، ولما كنت خرجت أحاديثه نبهته على هذه القضية . فههنا جاء الحديث على الاسم المشهور : ( كان - عليه الصلاة والسلام - إذا أُتِيَ بالزَّهو ) : الزهو هو البُسر من التمر والبسر هو أول بدء نضج التمر يكون عادة التمر حينما يكون مثل الحصرم للعنب أخضر ثم يبدأ بصفر يصفر أو بيحمر على حسب لونه أجناس هو ، فبدء اصفراره واحمراره معناها بدء تسرب الحلاوة إليه ، ولكن لا تزال فيه المادة العصيِّة شديدة العصّ فلا يؤكل إلا حينما يبدأ يشتد احمراره من ذنبه من أسفل ، فمنشوف نحن في المدينة في كثير من الفترات البُسر كل بدن التمرة قاسي وبادئ إما يصفر أو يحمر أما الأسفل محمّر بزيادة وطريان ، هذا هو البسر ، هذا كله كناية عن أنه هذا التمر أول بدء نضجه ، فكان - عليه الصلاة والسلام - إذا جاءه هذا الزهو اسمه البسر واسمه الزهو . دعا لأهل المدينة فقال : ( اللهم بارك لنا في مدينتنا ومدنا وصاعنا ) ، حيث كانوا ولا يزالون يستعملون المد والصاع للكيل ، وقلَّما يستعملون الميزان في الحب القمح والشعير .ويقول في هذا الحديث : ( بركة مع بركة ) ، في بعض الأحاديث ( بركتين ) وقد دعا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لمكة وذكر الرسول - عليه السلام - فقال : ( اللهمَّ إنَّ إبراهيم دعا لمكة فقال : اللهم بارك لها . وأنا أقول : اللهم بارِكْ لنا في مدينتنا ، في مدِّنا ، وصاعنا ؛ البركة بركتين ) . ثم يناول هذه الفاكهة الجديدة إلى أصغر مَن كان أقرب إليه من الصبيان جلوسًا .
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
درسنا الآن في الباب الثامن والستين بعد المئة وهو : " باب يعطي الثمرة أصغر من حضر من الولدان " : بنلاحظ كتفقه في أبواب الحافظ الإمام البخاري دقة الإمام البخاري في التبويب وفي العناوين ، كان سبق معنا باب ثلاثة وستين بعد المئة : " فضل الكبير " ، بعد منه : " إجلال الكبير " ، بعد منه : " يبدأ الكبير بالكلام والسؤال " ، بعد منه : " إذا لم يتكلم الكبير هل للأصغر أن يتكلم " ، والباب الأخير من الدرس الماضي : " باب تسويد الأكابر " هالسلسلة العديدة من الأبواب يبيِّن الأدب العملي مع الأجلاء ومع الأكابر . الآن على العكس من ذلك يسرد أبوابًا يوضح كيف ينبغي معاملة الصغار والتأدب والتلطف معهم ، فأول باب يعقده الآن في صدد ذلك : يقول : " باب يعطي الثمرة " يعني الفاكهة الجديدة حينما تحضر " أصغر من حضر من الولدان " .ويسوق في ذلك حديثًا بإسناده الصحيح : عن أبي هريرة قال : ( كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا أُتي بالزَّهو - نوع من التمر في أوائل النضج- قال الرسول - عليه السلام - : اللهم بارِكْ لنا في مدينتنا ومُدنا وصاعنا بركة مع بركة ، ثم ناوله أصغر من يليه من الولدان ) .
عن أبى هريرة قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِذا أُتِيَ بالزَّهوِ - نوعٌ من التَّمر في أوائل النُّضج - قَالَ : ( اللهُمَّ بَارِكْ لَنا فِي مَدينَتِنا ومُدِّنَا وصَاعِنَا بَركةً مَع بَركةٍ ) ، ثُم نَاوَلَهُ أَصغرَ مَن يَليهِ مِن الوِلدان " .
فهذا أدب من الآداب النبوية التي قلَّ مَن يعرفها وأقل من ذلك من يعملها ، أول ما تحضر الفاكهة الجديدة تقدم للطفل الصغير ، هكذا السنة ، هكذا كان الرسول - عليه السلام - يفعل ، حينما تأتيه هذه الفاكهة يدعو للمدينة بالخير أولًا يقول : ( اللهم بارِكْ لنا في مدينَتِنا ) المدينة التي من أسمائها طَيبة ، وبهذه المناسبة أذكّر بأن كثيرًا من الكُّتَّاب الإسلاميين يسمونها بيثرب ، وهذه تسمية جاهلية لا ينبغي للمسلم أن يتابع بل يتايع في الجاهليين فيها فهو إما أن يسميها باسمها المشهور المدينة ، والأفضل أن يسمِّيها طَيبة ؛ لأن الله سمَّاها كذلك على لسان محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فإذًا إما أن نقول طيبة وإما أن نقول المدينة ، أما يثرب فهذا من أسماء الجاهلية . ومن المؤسف أن الشَّيخ محمد الغزالي في كتابه " فقه السيرة " يُكثر من استعمال هذا الاسم للمدينة يثرب ، ولما كنت خرجت أحاديثه نبهته على هذه القضية . فههنا جاء الحديث على الاسم المشهور : ( كان - عليه الصلاة والسلام - إذا أُتِيَ بالزَّهو ) : الزهو هو البُسر من التمر والبسر هو أول بدء نضج التمر يكون عادة التمر حينما يكون مثل الحصرم للعنب أخضر ثم يبدأ بصفر يصفر أو بيحمر على حسب لونه أجناس هو ، فبدء اصفراره واحمراره معناها بدء تسرب الحلاوة إليه ، ولكن لا تزال فيه المادة العصيِّة شديدة العصّ فلا يؤكل إلا حينما يبدأ يشتد احمراره من ذنبه من أسفل ، فمنشوف نحن في المدينة في كثير من الفترات البُسر كل بدن التمرة قاسي وبادئ إما يصفر أو يحمر أما الأسفل محمّر بزيادة وطريان ، هذا هو البسر ، هذا كله كناية عن أنه هذا التمر أول بدء نضجه ، فكان - عليه الصلاة والسلام - إذا جاءه هذا الزهو اسمه البسر واسمه الزهو . دعا لأهل المدينة فقال : ( اللهم بارك لنا في مدينتنا ومدنا وصاعنا ) ، حيث كانوا ولا يزالون يستعملون المد والصاع للكيل ، وقلَّما يستعملون الميزان في الحب القمح والشعير .ويقول في هذا الحديث : ( بركة مع بركة ) ، في بعض الأحاديث ( بركتين ) وقد دعا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لمكة وذكر الرسول - عليه السلام - فقال : ( اللهمَّ إنَّ إبراهيم دعا لمكة فقال : اللهم بارك لها . وأنا أقول : اللهم بارِكْ لنا في مدينتنا ، في مدِّنا ، وصاعنا ؛ البركة بركتين ) . ثم يناول هذه الفاكهة الجديدة إلى أصغر مَن كان أقرب إليه من الصبيان جلوسًا .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 31
- توقيت الفهرسة : 00:00:00