بيان شرط حشر المسلم مع من أحب، وبيان أدب زيارة المسلم لأخيه المسلم.
A-
A=
A+
الشيخ : لا بد من أن نلاحظ وقد قرأنا هذه الأحاديث الصحيحة في هذا الباب شيئًا هامًّا في قوله - عليه السلام - : ( المرء مع مَن أحَبَّ ) : هو يمكن جعل ذلك أمرين اثنين : الأمر الأول : هو أن هذه المنقبة وهذه الفضيلة وهو أن يُحشر الإنسان مع الشخص الذي يُحبه ولو كان دونه في العمل لا بد أن يكون صادقًا في حُبه إياه كما قال ذلك الأعرابي : " إني أحبُّ الله ورسوله " مع اعترافه بالتقصير هو يحب الله ورسوله .الأمر الثاني : لوازم الحب في الله ورسوله ، لوازمه أن يسعى الإنسان حثيثًا وبقدر ما يستطيع أو تساعده ظروفه أن يعمل بعمل مَن يحبه كما قال الشاعر تمامًا :
" فتشبَّهوا إن لَم تَكُونُوا مثلَهم *** إنَّ التشبُّهَ بالكرامِ فَلَاحُ "
إذا كان المحبُّ الصادق في حبِّه لله من أحب كان صادقًا في الحب فعليه أن يعمل بعمل هذا المحبوب لكن بحدود استطاعته وظروفه كما ذكرنا ، حين ذاك بهذين الشرطين الشرط الأول : أن يكون مخلصًا في حبه لذلك الإنسان في الله ، والشرط الثاني أن يحرص على العمل بمثل عمله حين ذاك يأتي هذا الحديث : ( المرء مع مَن أحبَّ ) . والغرض من هذا البيان ومِن التذكير بهذين الأمرين هو أن لا يأتي رجل ويقول أنا أُحب الله ورسوله وهو لا يعمل لله ورسوله أي شيء سوى أنه يقنع بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، حين ذاك إذا ادَّعى مثل هذا الإنسان حبه لله ولرسوله كذبه عمله المقصر فيه بالمرة ، أيضًا كما قال الشاعر :
" تعصي الإلهَ وأنتَ تُظهِرُ حبَّه *** هذا لَعمرُكَ في القياسِ بديعُ
لو كانَ حبُّك صادقًا لَأطَعْتَه *** إنَّ المحبَّ لِمَن يُحِبُّ مطيعُ "
هذا هو المقصود مِن شرحنا للأمرين السابقين ، حتى لا يغتر إنسان فيقول أنا والله بحب الله والرسول ثم هو واقعيًا أبعد ما يكون عن الله ورسوله عملًا . الغرض من هذا الحديث هو فعلًا الإنسان المخلص في حب الله ورسوله فهو لا يعصي الله والرسول ، هو يأتي بالفرائض ويأتي بالواجبات وينتهي عن المحرمات ولكن الإسلام واسع ، خصال الإسلام التي بها يتقرب الإنسان إلى الله كثيرة وكثيرة جدًّا فهو سيكون مقصرًا بالنسبة للسابقين الأولين ، ما دام أنه فعلًا يحب الله ورسوله فمثل هذا الإنسان يُحشر مع من أحب ، هذه هي نقطة الفصل ليس يحشر الرجل المقصّر في الفرائض والممتلك للحرمات هذا لا يحشر مع من زعم أنه أحبه من المقربين والصالحين ، لأنه ليس صادقًا في حبه لله ورسوله . أما إذا كان يأتي ويحرص بأن يأتي بكل ما فرض الله عليه مِن جهة ويحرص أن ينتهي عن كل ما حرمه الله من جهة ولكن هو مقصر في الاستزادة من الأعمال الصالحة من جهة ، ثم هو قد تزل به القدم أحيانًا مِن جهة أخرى فيواقع شيئًا مما حرَّم الله ولكن هذا ليس دَيدَنه وليس عادته إنه دائمًا يعصي الله ويواقع مختلف المنكرات والمحرمات ، وإنما العكس هو الصواب عادته دائمًا وأبدًا أن يأتي بما أمر الله وينتهي عما حرم الله ولكن قد يخطئ فهذا يَشفع له ويكون سببًا لأن يغفر الله له ذنبه بأن يحشره يوم القيامة مع مَن أحبه ، لأنه كان مخلصًا في حبه إياه .
وبهذا القدر كفاية ، والحمدلله رب العالمين .
" فتشبَّهوا إن لَم تَكُونُوا مثلَهم *** إنَّ التشبُّهَ بالكرامِ فَلَاحُ "
إذا كان المحبُّ الصادق في حبِّه لله من أحب كان صادقًا في الحب فعليه أن يعمل بعمل هذا المحبوب لكن بحدود استطاعته وظروفه كما ذكرنا ، حين ذاك بهذين الشرطين الشرط الأول : أن يكون مخلصًا في حبه لذلك الإنسان في الله ، والشرط الثاني أن يحرص على العمل بمثل عمله حين ذاك يأتي هذا الحديث : ( المرء مع مَن أحبَّ ) . والغرض من هذا البيان ومِن التذكير بهذين الأمرين هو أن لا يأتي رجل ويقول أنا أُحب الله ورسوله وهو لا يعمل لله ورسوله أي شيء سوى أنه يقنع بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، حين ذاك إذا ادَّعى مثل هذا الإنسان حبه لله ولرسوله كذبه عمله المقصر فيه بالمرة ، أيضًا كما قال الشاعر :
" تعصي الإلهَ وأنتَ تُظهِرُ حبَّه *** هذا لَعمرُكَ في القياسِ بديعُ
لو كانَ حبُّك صادقًا لَأطَعْتَه *** إنَّ المحبَّ لِمَن يُحِبُّ مطيعُ "
هذا هو المقصود مِن شرحنا للأمرين السابقين ، حتى لا يغتر إنسان فيقول أنا والله بحب الله والرسول ثم هو واقعيًا أبعد ما يكون عن الله ورسوله عملًا . الغرض من هذا الحديث هو فعلًا الإنسان المخلص في حب الله ورسوله فهو لا يعصي الله والرسول ، هو يأتي بالفرائض ويأتي بالواجبات وينتهي عن المحرمات ولكن الإسلام واسع ، خصال الإسلام التي بها يتقرب الإنسان إلى الله كثيرة وكثيرة جدًّا فهو سيكون مقصرًا بالنسبة للسابقين الأولين ، ما دام أنه فعلًا يحب الله ورسوله فمثل هذا الإنسان يُحشر مع من أحب ، هذه هي نقطة الفصل ليس يحشر الرجل المقصّر في الفرائض والممتلك للحرمات هذا لا يحشر مع من زعم أنه أحبه من المقربين والصالحين ، لأنه ليس صادقًا في حبه لله ورسوله . أما إذا كان يأتي ويحرص بأن يأتي بكل ما فرض الله عليه مِن جهة ويحرص أن ينتهي عن كل ما حرمه الله من جهة ولكن هو مقصر في الاستزادة من الأعمال الصالحة من جهة ، ثم هو قد تزل به القدم أحيانًا مِن جهة أخرى فيواقع شيئًا مما حرَّم الله ولكن هذا ليس دَيدَنه وليس عادته إنه دائمًا يعصي الله ويواقع مختلف المنكرات والمحرمات ، وإنما العكس هو الصواب عادته دائمًا وأبدًا أن يأتي بما أمر الله وينتهي عما حرم الله ولكن قد يخطئ فهذا يَشفع له ويكون سببًا لأن يغفر الله له ذنبه بأن يحشره يوم القيامة مع مَن أحبه ، لأنه كان مخلصًا في حبه إياه .
وبهذا القدر كفاية ، والحمدلله رب العالمين .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 26
- توقيت الفهرسة : 00:00:00