فائدة : لماذا نفهم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ؟
A-
A=
A+
الشيخ : هؤلاء شاهد والشواهد كثيرة جدًّا في إلفات نظر المكلف المسلم العاقل إلى أنه لا يكفي الإيمان بالنصوص يعني بحرفية النصوص وألفاظها بل لا بد من الإيمان بمعانيها أيضًا ، أي النص من القرآن أو السنة يكون له أحيانا أكثر من معنى فبأي معنى نأخذ هنا نأتي إلى بيت القصيد من هذه الكلمة الموجزة نحن نقول : نأخذ بما فسر به النصوص علماء السلف الصالح ، لأنهم كانوا أعلم أوَّلًا من الناحية العربية وثانيا لقربهم من عهد النبوة والرسالة فهم أعلم بمفاهيم ومعاني نصوص الكتاب والسنة ، وها هو هذا المثال بين أيدينا ، علماء المسلمين الطيبين وليس المنحرفين الضالين كالقاديانيين لهم خمسة أقوال في تفسير قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( احثوا في وجوه المدَّاحين التراب ) خمسة أقوال ، هنا يحتار الإنسان علماء المسلمين بأيِّ قول يأخذون من هذه الأقوال ؟ نحن نرجع إلى منهجنا السلف الصالح كيف فهموا هذا النص ؟ رأيتن وسمعتن بأن راوي الحديث الأول المقداد بن الأسود فسره على ظاهره وطبقه عمليًّا ، كذلك راوي الحديث الثاني : عبد الله بن عمر بن الخطاب فسره أيضًا على ظاهره وطبقه وحثا في وجه المادح التراب ، من أجل هذه المعاني الكثيرة التي يضيع العالم فضلًا عن طالب العلم فضلًا عن العامي في شيء من معانيها ، من أجل ذلك اخترنا نحن أن ننتمي إلى السلف الصالح في فهم النصوص من الكتاب والسنة خشية أن نقع في الانحراف الذي وقع فيه كل الفرق الكثيرة التي تحدث النبي - عليه الصلاة والسلام - عنها في الحديث الصحيح المشهور حين قال : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ) . قالوا : مَن هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) . إذًا يجب أن نعرف ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وليس هذا فقط بل وما كنا عليه أصحابه ، فهنا شرطان : أن نعرف ما كان عليه الرسول وما كان عليه أصحابه ، ذلك لأن بعض ما كان عليه الرسول - عليه السلام - يقبل التأويل وهذا هو المثال بين أيديكم هو الذي قال : ( احثوا في وجوه المدَّاحين التراب ) فنحن يجب أن نتمسك بهذا لأن هذا كان عليه الرسول - عليه السلام - ، لكن يأتي خصلة أخرى كيف نفسر هذا الحديث كيف نفهمه كيف نطبقه ؟ ما كان عليه اصحابي فعلى ما كان أصحاب الرسول - عليه السلام - في تفسير هذا الحديث ؟ على ظاهره حثو التراب في وجه المادح انتهى الأمر هذا هو الصواب ، أن نكون على ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وأصحابه ، وإلا فمن زعم التمسك بالكتاب والسنة دون قيد على ما كان عليه الصحابة أخذ يمينًا ويسارًا وضَلَّ ضلالًا بعيدًا . نسأل الله العصمة وأن يوفقنا للتمسُّك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 23
- توقيت الفهرسة : 00:00:00