شرح أثر يزيد رضي الله عنه : ( أثنى رجل على رجل في وجه عمر بن الخطاب ، فقال: عقرت الرجل، عقرك الله )
A-
A=
A+
الشيخ : فقد روى بعد الحديثين الصحيحين - أي : الإمام البخاري - بالإسناد الصحيح عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، عن أبيه -واسم أبيه : إبراهيم بن يزيد فاسم أبيه يزيد- قال : ( كُنَّا جُلُوسًا عِندَ عُمر ، فَأَثنَى رجلٌ عَلَى رجلٍ فِي وَجهِهِ . فَقَالَ : عَقَرْتَ الرَّجُلَ ، عَقَرَكَ الله ) . هذه شدة عمر - رضي الله عنه - ، " عَقَرْتَ الرَّجُلَ " بمعنى قطعته المنصوص عليه بالحديث السابق ، لكن هو زاد على ذلك في الدعاء على هذا الذي يمدح ذاك الرجل بقوله إياه : ( عَقَرَكَ اللهُ ) أي : ذبحك وأهلكك ، لماذا يقول عمر هذا ؟ لأنه لم يتأدب بأدب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لأنه لم يقل حينما أثنى أظنك كذا وكذا وإنما جزم ، ولعل عمر - رضي الله عنه - كان قد سبق أن علم من هذا الرجل المادح أنه يعلم أن الجزم بالمدح في وجه الممدوح لا يجوز شرعًا ؛ ولذلك قطع عليه فدعا عليه بقوله : ( عَقَرَكَ اللهُ ) .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 22
- توقيت الفهرسة : 00:00:00