شرح حديث أبي جبيرة بن الضحاك رضي الله عنه قال: ( فينا نزلت، في بني سلمة: (( ولا تنابزوا بالألقاب )) قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس منا رجل إلا له اسمان، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يا فلان ، فيقولون: يا رسول الله، إنه يغضب منه )
A-
A=
A+
الشيخ : فقد وصل درسنا الماضي إلى الحديث الثلاثين بعد المئة وهو من الأحاديث التي رواها المصنِّف بإسناده الصحيح عن أبي جَبِيرَةَ بنُ الضَّحَّاكِ قَالَ : " فِينَا نَزَلَت - فِي بَنِي سَلِمَةَ - (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) قَالَ : قَدِمَ عَلَينَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَيسَ مِنَّا رَجُلٌ إِلَّا لَهُ اسمَانِ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : (يا فلان ! ) . فيقولون: يا رسول الله ، إنه يغضب منه .
الغرض من هذا الحديث شيئان الأول : بيان سبب نزول هذه الآية والآخر حكم شرعي ، فسبب نزول هذه الآية كما يقول أبو جبيرة بن الضحاك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء المدينة كان عندهم عادة أن كل رجل له اسمان اسم حسن يرضاه واسم قبيح يرفضه ، فكان من عادتهم أن ينادي الرجل الآخر فيما إذا أراد أن ينتقم منه ناداه باسمه القبيح ، وبالعكس إذا كان راضيًا عنه ناداه باسمه الطيب ، لما جاء الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - ووجد الناس ولهم هذه العادة وهو لا يلاحظ أنهم اعتادوا أن الرجل يُنادى باسم له وهو لا يرضاه ، فنادى الرسول - عليه السلام - رجلًا باسمه يعرفه أنه اسمه فقيل له يا رسول الله إنه يغضب لهذا الاسم ، فأنزل الله - عز وجل - : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) هذا سبب نزول الآية ، ومعنى هذا أن الرجل الصالح ولا أصلح في الصالحين بعد نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ينجر لبعض العادات السيئة لأنه لا يلاحظ فهذا رسولنا صلوات الله وسلامه وعليه ينادي بعض الناس باسم له لا يرضاه ، وهو - عليه الصلاة والسلام - ليس مسؤولا بهذه المناداة التي لا يرضاها المناجى ليس مسؤولًا لأنه كان حديث عهد بالمدينة وسكّانها ومع ذلك فقد أنزل الله - عز وجل - هذه الآية الكريمة : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) أي لا ينادي أحدكم أخاه باسم له لا يرضاه ، أو بلقب له ما تبّناه وإنما يناديه باسمه الذي سماه أبوه وأهله به . فبالأولى والأحرى الآن يأتي الحكم الفقهي بالأولى والأحرى ألا يجوز للمسلم أن يتقصَّد إيذاء أخيه المسلم بتلقيبه بلقب يزعجه ولا يرضاه ، لأن الآية أعود أذكِّر الآية نزلت عدم التنابز بالألقاب ولو كان ذلك من عادة الناس في بعض البلاد ، فالله - عز وجل - أدَّب نبيَّه - عليه السلام - أحسن الأدب ، ومن ذلك أن أنزل عليه هذه الآية : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) لا ينادي بعضكم بعضًا بألقاب سيئة ولو كان لا يريد إزعاج وإغضاب ذاك الذي يلقبه ذاك اللقب الذي لا يرضاه ، فمن باب أولى ألا يجوز في الإسلام ابتكار وابتداع لقب لإنسان مسلم بقصد إزعاجه وإغضابه .فهذا أدب من آداب الإسلام نجد مع الأسف الشديد كثيرًا من المسلمين قد ابتعدوا عن التأدب بأدبه فلا ينبغي للمسلم أن يلقِّب أخاه المسلم بلقب لا يرضاه ولا يريده . أنا أذكِّر بلقب شاع وعم البلاد باتهام أمثالنا نحن الذين ندعو إلى اتباع الكتاب والسنة فيلقبوننا بالوهابيين ، هذا التلقيب من حيث لفظه لا شيء فيه في الحقيقة ليس يشكل وإنما الشيء الكثير يأتي فيه من جهة قصد المستعمل له ، ذلك بأن لفظة الوهابي هو لفظ مبارك في الحقيقة لأنه نسبة إلى اسم من أسماء الله - عز وجل - ألا وهو الوهَّاب فوهابي على وزن رباني لفظًا ومعنى فلان رباني معناه أن فلان منسوب إلى الله - عز وجل - ولا نسبة أشرف منها ، كذلك وهابي نسبة إلى الوهاب وهو الله - تبارك وتعالى - ، فهذه النسبة وهذا التلقيب بالوهابي من حيث النسبة من أحسن الألقاب بل هو يدخل في نوع آخر من الآداب الإسلامية سيأتي لو كان المطلق به يعني ما يدل عليه هذا اللفظ ألا وهو باب التمادح فيدخل حينئذٍ إذا قلنا لإنسان أنت وهابي بالمعنى اللغوي الأصيل منه ، وقلنا أن ذلك كما لو قلنا له أنت رباني حين ذاك ينتقل الموضوع وينقلب رأسا على عقب يدخل في باب قوله - تعالى - : (( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) ، لكن الخطأ يأتي من هذا الاستعمال من جهة افتراض معنى سيء من هذه اللفظة الطيبة وهابي لأنه يساوي عندهم كأنه زنديق والعياذ بالله ، وهم يصرحون مع الأسف بجهلهم بأن هذا الوهابي لا يحب الرسول ولا يصلي على الرسول ونحو ذلك من الافتراءات الكثيرة ، فتلقيب المسلم بمثل هذا اللقب يزعجه هذا مما نهى عنه الرسول - عليه السلام - وأدّب المسلمين بقوله : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ )) . فربُّنا يذم الإثم الفاسق الخارج عن الأدب الإسلامي وعن طاعة الرسول - عليه الصلاة والسلام - فيجب أن نلاحظ هذا في كل استعمالاتنا بعضنا مع بعض فلا نلقب إنسانا بلقب أو باسم لا يرضاه ولا يحبه وإنما نناديه باسمه الذي اختاره هو لنفسه أو أهله له .
الغرض من هذا الحديث شيئان الأول : بيان سبب نزول هذه الآية والآخر حكم شرعي ، فسبب نزول هذه الآية كما يقول أبو جبيرة بن الضحاك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاء المدينة كان عندهم عادة أن كل رجل له اسمان اسم حسن يرضاه واسم قبيح يرفضه ، فكان من عادتهم أن ينادي الرجل الآخر فيما إذا أراد أن ينتقم منه ناداه باسمه القبيح ، وبالعكس إذا كان راضيًا عنه ناداه باسمه الطيب ، لما جاء الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - ووجد الناس ولهم هذه العادة وهو لا يلاحظ أنهم اعتادوا أن الرجل يُنادى باسم له وهو لا يرضاه ، فنادى الرسول - عليه السلام - رجلًا باسمه يعرفه أنه اسمه فقيل له يا رسول الله إنه يغضب لهذا الاسم ، فأنزل الله - عز وجل - : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) هذا سبب نزول الآية ، ومعنى هذا أن الرجل الصالح ولا أصلح في الصالحين بعد نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ينجر لبعض العادات السيئة لأنه لا يلاحظ فهذا رسولنا صلوات الله وسلامه وعليه ينادي بعض الناس باسم له لا يرضاه ، وهو - عليه الصلاة والسلام - ليس مسؤولا بهذه المناداة التي لا يرضاها المناجى ليس مسؤولًا لأنه كان حديث عهد بالمدينة وسكّانها ومع ذلك فقد أنزل الله - عز وجل - هذه الآية الكريمة : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) أي لا ينادي أحدكم أخاه باسم له لا يرضاه ، أو بلقب له ما تبّناه وإنما يناديه باسمه الذي سماه أبوه وأهله به . فبالأولى والأحرى الآن يأتي الحكم الفقهي بالأولى والأحرى ألا يجوز للمسلم أن يتقصَّد إيذاء أخيه المسلم بتلقيبه بلقب يزعجه ولا يرضاه ، لأن الآية أعود أذكِّر الآية نزلت عدم التنابز بالألقاب ولو كان ذلك من عادة الناس في بعض البلاد ، فالله - عز وجل - أدَّب نبيَّه - عليه السلام - أحسن الأدب ، ومن ذلك أن أنزل عليه هذه الآية : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ )) لا ينادي بعضكم بعضًا بألقاب سيئة ولو كان لا يريد إزعاج وإغضاب ذاك الذي يلقبه ذاك اللقب الذي لا يرضاه ، فمن باب أولى ألا يجوز في الإسلام ابتكار وابتداع لقب لإنسان مسلم بقصد إزعاجه وإغضابه .فهذا أدب من آداب الإسلام نجد مع الأسف الشديد كثيرًا من المسلمين قد ابتعدوا عن التأدب بأدبه فلا ينبغي للمسلم أن يلقِّب أخاه المسلم بلقب لا يرضاه ولا يريده . أنا أذكِّر بلقب شاع وعم البلاد باتهام أمثالنا نحن الذين ندعو إلى اتباع الكتاب والسنة فيلقبوننا بالوهابيين ، هذا التلقيب من حيث لفظه لا شيء فيه في الحقيقة ليس يشكل وإنما الشيء الكثير يأتي فيه من جهة قصد المستعمل له ، ذلك بأن لفظة الوهابي هو لفظ مبارك في الحقيقة لأنه نسبة إلى اسم من أسماء الله - عز وجل - ألا وهو الوهَّاب فوهابي على وزن رباني لفظًا ومعنى فلان رباني معناه أن فلان منسوب إلى الله - عز وجل - ولا نسبة أشرف منها ، كذلك وهابي نسبة إلى الوهاب وهو الله - تبارك وتعالى - ، فهذه النسبة وهذا التلقيب بالوهابي من حيث النسبة من أحسن الألقاب بل هو يدخل في نوع آخر من الآداب الإسلامية سيأتي لو كان المطلق به يعني ما يدل عليه هذا اللفظ ألا وهو باب التمادح فيدخل حينئذٍ إذا قلنا لإنسان أنت وهابي بالمعنى اللغوي الأصيل منه ، وقلنا أن ذلك كما لو قلنا له أنت رباني حين ذاك ينتقل الموضوع وينقلب رأسا على عقب يدخل في باب قوله - تعالى - : (( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى )) ، لكن الخطأ يأتي من هذا الاستعمال من جهة افتراض معنى سيء من هذه اللفظة الطيبة وهابي لأنه يساوي عندهم كأنه زنديق والعياذ بالله ، وهم يصرحون مع الأسف بجهلهم بأن هذا الوهابي لا يحب الرسول ولا يصلي على الرسول ونحو ذلك من الافتراءات الكثيرة ، فتلقيب المسلم بمثل هذا اللقب يزعجه هذا مما نهى عنه الرسول - عليه السلام - وأدّب المسلمين بقوله : (( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ )) . فربُّنا يذم الإثم الفاسق الخارج عن الأدب الإسلامي وعن طاعة الرسول - عليه الصلاة والسلام - فيجب أن نلاحظ هذا في كل استعمالاتنا بعضنا مع بعض فلا نلقب إنسانا بلقب أو باسم لا يرضاه ولا يحبه وإنما نناديه باسمه الذي اختاره هو لنفسه أو أهله له .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 22
- توقيت الفهرسة : 00:00:00