تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : ( ... لا يدخل الجنة قتات ) .
A-
A=
A+
الشيخ : أخيرًا بقي في الحديث نقطة هامة لن أظن أن يكفي الإشارة إليها لكثرة ما مر معنا التعليق على مثلها ، ( لَا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ ) هل معنى هذا أن القتات أو النمام أو الديوث أو أي إنسان قيل فيه في الأحاديث لا يدخل الجنّة هل معنى ذلك أن النميمة صاحبها كافر حرام عليه دخول الجنة ؟ هكذا يقول الحديث : ( لَا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ ) ، ولكن يجب ألا نفهم الحديث بلفظه وإنما مضمومًا إليه كل النصوص من الكتاب والسنة التي تساعدنا على فهم الحديث فهمًا صحيحًا ، لو نحن فهمنا الحديث على ظاهره : ( لَا يدخُلُ الجنَّةَ قتَّاتٌ ) ؛ يعني حرّمت عليه الجنة مثل الكافر حينئذٍ تعارض هذا الفهم مع نصوص من الكتاب والسنة من أشهرها وأقواها دلالة قول الله - عز وجل - : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) فكيف يقال : ( لا يدخل الجنة قتات ) وربنا يقول : (( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) في هذه الآية ونصوص كثيرة كما أشرت إليها فسر العلماء مثل هذا النص بعدّة تفاسير : أوَّلًا لا يدخل الجنة قتات ؛ أي : لا يدخل الجنة مطلقًا ، من يستحلُّ النميمة هذه يستحلُّها بقلبه ؛ لأن الاستحلال للمعصية بالقلب هو كفر وردَّة ، وحينئذٍ يُفهم الحديث على ظاهره : لا يدخل الجنة مطلقًا لأنه استحلال لهذه لمعصية استحلالا قلبيا صار كافرًا ... هذا المعنى الأول . المعنى الثاني : لا يدخل الجنة مع السابقين الأولين يعني لا يدخل الجنة بدون حساب بدون عذاب يعني هو مفهوم حينئذٍ أنه يدخل الجنة ولكن بعد زمن . وأخيرًا : الوجه الثالث لا يدخل الجنة إلا بعد أن يأخذ نصيبه من العذاب لقاء معصيته سواء كان نميمة أو كان زنًا أو كان دياثة أو كان أي شيء مما جاء فيه مثل هذا النص : ( لا يدخلُ الجنَّةَ ديوثٌ ) جاء في بعض الأحاديث ، فمن قيل فيه مثل هذا القول آخر وجه .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 21
- توقيت الفهرسة : 00:00:00