تتمة لباب :
A-
A=
A+
الشيخ : يعينه على ذلك ، لو فرضنا مثلًا أنت صاحب مهنة نجار نجارة ... فأنت إذا أعنته وهو ليس باستطاعته أن يصنع شيئًا من ذلك بنفسه فهذه صدقة ولو أنك لم تدفع له دراهم أو دنانير ، إذن إذا لم تستطع أن تعمل بعض العمل لتكسب به مالًا وتتصدَّق به فلا أقل من أن تعين فقيرًا ذا عيال على حاجاته ببدنه أو تصنع لأخرق بمهنته ، فالسائل يتتبع الرسول - عليه السلام - في ذات نفسه مرحلة مرحلة ويضيّق الأمر ، وبعد ذلك يستجيب ففي الأول سأل عن أفضل الرقاب فتبيّن له أن أفضل الرقاب معناه أن يكون عنده عبد له ثمن وهو يتصدّق به فهو لا يستطيع ...العمل ويتصدق به قال له فإذا كان لا يستطيع العمل يتصدق به فأحاله على أن يعين بعض المحتاجين في حاجة بدنه ، قال : أفرأيت إن ضعفت لا أنا أستطيع أجمع المال ولا أنا بالذي أستطيع أن أعينه ببدنه أو في نفسه ، قال : ( تدع الناس من الشَّرِّ ؛ فإنها صدقةٌ تصدَّقَها على نفسك ) . فأنت إذا لم تنفق الغالي الثمن عنده ولم تستطع أن تعمل عملًا لتجمع مالًا تتصدَّق به ، ولم تستطع أن تعين فقيرًا ببدنك أو آخر بمهنتك فعلى الأقل ابتعد عن الشر وخلص الناس من شرِّك ، فهذا الابتعاد عن الشر هو صدقة تتصدق بها على نفسك ، وهذا في الواقع من فضل الله على عباده المؤمنين حيث جعل ابتعاد المسلم عن الشر والإضرار بغيره صدقة منه تعود على نفسه .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 21
- توقيت الفهرسة : 00:00:00