فائدة : الأصل في تفسير
A-
A=
A+
الشيخ : نتلو عليكنَّ الحديث السابق ليتمَّ التعليق على بقية الفقرات وقد كنا علقنا على الفقرة الأولى منه .والحديث عن أبي ذرٍّ قال : سُئل النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : أَيُّ الأعمَال خَيرٌ ؟ قَالَ : ( إِيمَانُ بِاللَّهِ وجهادٌ في سَبِيلهِ ) . قَالَ : فَأَيُّ الِّرقابِ أَفضلُ ؟ قَالَ : (أَغلاهَا ثَمَنًا ، وأَنفَسُها عِندَ أَهلِهَا ) . قَالَ : أَفَرَاَيْتَ إِن لَم أَستَطِع بعضَ العَمَلِ ؟ قَالَ : (فَتُعِينَ ضَائِعًا أَو تَصنَعُ لَأخرَقَ ) . قَالَ : أَفرَأَيتَ إِن ضَعُفْتُ ؟ قَالَ : ( تَدَعُ النَّاسَ مِن الشَّرِّ ؛ فَإِنَّها صَدَقَةٌ تصدَّقُ بها على نَفسِكَ ) .
تكلمنا في الدرس الماضي بشيء من التفصيل عن الإيمان وذكرنا أن الإيمان ليس فقط عقيدة ، وإنما عقيدة وعمل أول هذا العمل عمل القلب ثم يُنضح على الجوارح .والآن نقول : عطف الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على الإيمان وأنه من أفضل الأعمال فقال : ( وجهاد في سبيله ) ليس هنا كبير شيء ينبغي ذكره وتوضيحه إلا شيء واحد ، وهو أن الجهاد إذا أطلق في نصوص الشرع فالمقصود به القتال في سبيل الله - عز وجل - ، كذلك السبيل سبيل الله إذا أطلق فالمقصود به الجهاد في سبيل الله ، إلا أنه كل من الجهاد ومن " سبيل الله أحيانًا يأتي بمعنى أوسع وأعم من الجهاد الذي هو قتال الأعداء وسبيل الله الذي هو الجهاد في قتال الأعداء يأتي بما هو أعم من ذلك ، ولكن الأصل أن يُفسر لفظ الجهاد ولفظ سبيل الله قتال الأعداء ، فإن كان هناك قرينة تحملنا على تفسير الجهاد أو تفسير سبيل الله بمعنى أعم فعلنا ، أما الأصل فهو تفسير الجهاد وتفسير سبيل الله بمعناه الضيق وهو قتال الأعداء .مثلا هناك حديث أن رجلًا من الصحابة مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحوله بعض الصجابة ، فعجب أصحاب النبي من فتوة ومن جلد وقوة ذلك الصحابي الذي معهم فتمنوا أن يكون ذلك في سبيل الله ، تمنى أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذين حوله حينما مر بهم ذلك الرجل الشاب أن يكون هذا الشباب وأن تكون تلك القوة جهادًا في سبيل الله - عز وجل - ، فقال - صلوات الله وسلامه عليه - إن كان هذا هذا الشاب الذي رأيتم من فتوته وقوته إذا كان هذا خرج يسعى على أولاد صغار له فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على شيخين كبيرين يعني أبويه فهو في سبيل الله فمثل هذا الحديث وسّع فيه معنى سبيل الله حتى سعي الرجل وراء رزقه لنفسه وأولاده وأبويه فهذا في سبيل الله ، لكن إذا جاءت لفظة سبيل الله وحدها فينبغي أن تُفسّر فقط بالجهاد أي قتال الأعداء . من هنا يخطئ بعض المعاصرين من الكتّاب الإسلاميين حينما يأتون إلى آية مصاريف الزكاة : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) و و و في الأخير يقول : (( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ )) ، يخطئون حين يفسرون في سبيل الله بالمعنى العام ، والمعنى هنا كما قلنا آنفًا حينما يُطلق سبيل الله المقصود به الجهاد قتال الأعداء فقط أما هذا المعنى الواسع الذي ضربنا له مثلًا بكتلة ذلك الرجل الجلد هذا المعنى الواسع لا بد له من دليل خاص ، هنا آية الصدقات ومصارف الزكاة جاءت مطلقة في سبيل الله فيجب أن تُحمل على قتال الأعداء ولا سيما وقد نص الله - عز وجل - في هذه الآية على مصاريف الزكاة واحدة واحدة فكان مجموعها ثمانية : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) فلو أن الله - عز وجل - كان يعني بقوله : (( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ )) ذلك المعى العام الشامل في كل سبل الخير لم يبق هناك فائدة من هذا التفصيل لم يبق بلاغة لهذا القرآن الكريم وهو أفصح كتاب على وجه الدنيا بطبيعة الحال كيف يقول : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ )) كذا وكذا وكذا وكذا ثم بعد ذلك يقول وفي سبيل الله بالمعنى الواسع أو هذا المعنى الواسع الذي يدخل فيه الفقراء والمساكين والعاملين وفي الرقاب وو إلى آخره ، هذا تعطيل لفصاحة القرآن وبلاغته ، لا سيما والله - عز وجل - صدّر هذه الآية بقوله : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ )) وإنما هذه في علم اللغة للحصر ، إنما الصدقات يعني لا تُصرف الزكوات إلا في هذه الأصناف الثمانية ، فلو كان الله - عز وجل - يريد من قوله : (( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ )) كل سبل الخير لعطّلنا أوَّلًا أدات الحصر " إنما " وثانيًا هذا العد واحد اثنان ثلاثة ثمانية ما معنى وفي سبيل الله زعموا أنه بالمعنى الواسع ، لذلك هذا تفسير عصري جديد مبتع لا أصل له في الكتاب ولا في السنة ولا في تفسير الصحابة ولا في أقوال السلف الصالح ، وإنما أوحى بها التفسير الجديد إلى هؤلاء الناس أوحت إليهم بذلك عواطفهم الإسلامية يريدون أن يُظهروا الإسلام بأنه شرع الزكاة وفرض الزكاة في كل سبل الخير تعمر مدرسة من مال الزكاة ، تبني مستشفى من مال الزكاة تبني جسور تعبّد الطرق كل هذه حيل فجعلوا ذلك من مصاريف الزكاة هذا خطأ الزكاة لا تُصرف إلا في نوع من هذه الأنواع الثمانية المنصوص عليها لفظا وحرفًا .إذن قوله - عليه السلام - في هذا الحديث جوابا عن سؤال السَّائل : ( أيُّ الأعمال خير ؟ قال : إيمان بالله ، وجهاد في سبيله ) . أي الجهاد هذا ؟ جهاد الأعداء ، ذلك أن الإنسان يتعرَّض في هذا الجهاد ليبيع نفسه وهي أغلى شيء يملكه يبيعها رخيصة في سبيل الله - عز وجل - ، لذلك كان هذا الجهاد مثل الإيمان في أنه أفضل الأعمال .
تكلمنا في الدرس الماضي بشيء من التفصيل عن الإيمان وذكرنا أن الإيمان ليس فقط عقيدة ، وإنما عقيدة وعمل أول هذا العمل عمل القلب ثم يُنضح على الجوارح .والآن نقول : عطف الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على الإيمان وأنه من أفضل الأعمال فقال : ( وجهاد في سبيله ) ليس هنا كبير شيء ينبغي ذكره وتوضيحه إلا شيء واحد ، وهو أن الجهاد إذا أطلق في نصوص الشرع فالمقصود به القتال في سبيل الله - عز وجل - ، كذلك السبيل سبيل الله إذا أطلق فالمقصود به الجهاد في سبيل الله ، إلا أنه كل من الجهاد ومن " سبيل الله أحيانًا يأتي بمعنى أوسع وأعم من الجهاد الذي هو قتال الأعداء وسبيل الله الذي هو الجهاد في قتال الأعداء يأتي بما هو أعم من ذلك ، ولكن الأصل أن يُفسر لفظ الجهاد ولفظ سبيل الله قتال الأعداء ، فإن كان هناك قرينة تحملنا على تفسير الجهاد أو تفسير سبيل الله بمعنى أعم فعلنا ، أما الأصل فهو تفسير الجهاد وتفسير سبيل الله بمعناه الضيق وهو قتال الأعداء .مثلا هناك حديث أن رجلًا من الصحابة مر على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحوله بعض الصجابة ، فعجب أصحاب النبي من فتوة ومن جلد وقوة ذلك الصحابي الذي معهم فتمنوا أن يكون ذلك في سبيل الله ، تمنى أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذين حوله حينما مر بهم ذلك الرجل الشاب أن يكون هذا الشباب وأن تكون تلك القوة جهادًا في سبيل الله - عز وجل - ، فقال - صلوات الله وسلامه عليه - إن كان هذا هذا الشاب الذي رأيتم من فتوته وقوته إذا كان هذا خرج يسعى على أولاد صغار له فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على شيخين كبيرين يعني أبويه فهو في سبيل الله فمثل هذا الحديث وسّع فيه معنى سبيل الله حتى سعي الرجل وراء رزقه لنفسه وأولاده وأبويه فهذا في سبيل الله ، لكن إذا جاءت لفظة سبيل الله وحدها فينبغي أن تُفسّر فقط بالجهاد أي قتال الأعداء . من هنا يخطئ بعض المعاصرين من الكتّاب الإسلاميين حينما يأتون إلى آية مصاريف الزكاة : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) و و و في الأخير يقول : (( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ )) ، يخطئون حين يفسرون في سبيل الله بالمعنى العام ، والمعنى هنا كما قلنا آنفًا حينما يُطلق سبيل الله المقصود به الجهاد قتال الأعداء فقط أما هذا المعنى الواسع الذي ضربنا له مثلًا بكتلة ذلك الرجل الجلد هذا المعنى الواسع لا بد له من دليل خاص ، هنا آية الصدقات ومصارف الزكاة جاءت مطلقة في سبيل الله فيجب أن تُحمل على قتال الأعداء ولا سيما وقد نص الله - عز وجل - في هذه الآية على مصاريف الزكاة واحدة واحدة فكان مجموعها ثمانية : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ )) فلو أن الله - عز وجل - كان يعني بقوله : (( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ )) ذلك المعى العام الشامل في كل سبل الخير لم يبق هناك فائدة من هذا التفصيل لم يبق بلاغة لهذا القرآن الكريم وهو أفصح كتاب على وجه الدنيا بطبيعة الحال كيف يقول : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ )) كذا وكذا وكذا وكذا ثم بعد ذلك يقول وفي سبيل الله بالمعنى الواسع أو هذا المعنى الواسع الذي يدخل فيه الفقراء والمساكين والعاملين وفي الرقاب وو إلى آخره ، هذا تعطيل لفصاحة القرآن وبلاغته ، لا سيما والله - عز وجل - صدّر هذه الآية بقوله : (( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ )) وإنما هذه في علم اللغة للحصر ، إنما الصدقات يعني لا تُصرف الزكوات إلا في هذه الأصناف الثمانية ، فلو كان الله - عز وجل - يريد من قوله : (( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ )) كل سبل الخير لعطّلنا أوَّلًا أدات الحصر " إنما " وثانيًا هذا العد واحد اثنان ثلاثة ثمانية ما معنى وفي سبيل الله زعموا أنه بالمعنى الواسع ، لذلك هذا تفسير عصري جديد مبتع لا أصل له في الكتاب ولا في السنة ولا في تفسير الصحابة ولا في أقوال السلف الصالح ، وإنما أوحى بها التفسير الجديد إلى هؤلاء الناس أوحت إليهم بذلك عواطفهم الإسلامية يريدون أن يُظهروا الإسلام بأنه شرع الزكاة وفرض الزكاة في كل سبل الخير تعمر مدرسة من مال الزكاة ، تبني مستشفى من مال الزكاة تبني جسور تعبّد الطرق كل هذه حيل فجعلوا ذلك من مصاريف الزكاة هذا خطأ الزكاة لا تُصرف إلا في نوع من هذه الأنواع الثمانية المنصوص عليها لفظا وحرفًا .إذن قوله - عليه السلام - في هذا الحديث جوابا عن سؤال السَّائل : ( أيُّ الأعمال خير ؟ قال : إيمان بالله ، وجهاد في سبيله ) . أي الجهاد هذا ؟ جهاد الأعداء ، ذلك أن الإنسان يتعرَّض في هذا الجهاد ليبيع نفسه وهي أغلى شيء يملكه يبيعها رخيصة في سبيل الله - عز وجل - ، لذلك كان هذا الجهاد مثل الإيمان في أنه أفضل الأعمال .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 20
- توقيت الفهرسة : 00:00:00