فائدة : موقف المسلم من الابتلاء .
A-
A=
A+
الشيخ : إذًا هذا الحديث الذي نحن في صدد التعليق عليه يبيِّن لنا أقل ما يمكن أن يطمئن إليه الإنسان في حياته المطمئنة العادية : ( أن يصبح آمنًا في سربه ، معافًى في بدنه ، عنده قوت يومه ) ، لكن هذا لا يعني أن المسلم لا يُبتلى وأن المسلم قد يمرض فيكون معافا في جسده ، هذا من الدنيا أن يصبح معافًى في بدنه هذ من الدنيا كذلك أن يصبح آمنًا مطمئنًّا في سربه وعنده قوت يومه كل هذا من أمور الدنيا التي ينبغي على المسلم أن يقنع لذلك وأن يتَّخذها نهجًا له في حياته لا يمد بصره إلى أكثر من ذلك ، ولكن الله - عز وجل - كما قلنا آنفًا يبتلي عباده بما يشاء ومن ذلك الابتلاء في البدن ، والابتلاء بالجوع كما ذكرنا في الآية السابقة ، وكما قال - عليه الصلاة والسلام - كأنه يواسي من قد يُبتلى في جسده أو في بدنه أو في حياته من المسلمين بشيء من الضنك والشدة يقول - عليه الصلاة والسلام - مواسيا لهؤلاء : ( نحن - معاشر الأنبياء - أشد ابتلاءً ؛ الأمثل فالأمثل ، المؤمن يُبتلى على قدر دينه ) ؛ ولذلك فإن أصيب أحدنا فإن أصيب أحدنا نساءً أو رجالًا بشيء منَّا لا يعجبه سواء في جسده أو في صحته أو في ماله ، فينبغي ألا يضجر وينبغي أن يرضى ويصبر على القدر حتى يوفيه الله - عز وجل - أجره يوم القيامة بلا حساب ، نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 20
- توقيت الفهرسة : 00:00:00