شرح الحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : ( أربع خلال إذا أعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا حسن خليقة وعفاف طعمة وصدق حديث وحفظ أمانة ) .
A-
A=
A+
الشيخ : والحديث الرابع : وهو حديث موقوف ولكن فيه أيضًا توجيه إلى بعض الاتصاف لمكارم الأخلاق يرويه المصنف بإسناده الصحيح : عن عبد الله بن عمرو قَالَ : أربعُ خِلالٍ إِذَا أُعطِيتَهُنَّ فَلا يَضُرُّكَ مَا عُزِلَ عَنكَ مِن الدُّنيا : حُسنُ خَلِيقةٍ ، وعَفافُ طُعمَةٍ ، وصِدقُ حَديثٍ ، وحَفظُ أَمَانَةٍ .
هذه الخصال الأربعة إذا أعطيها مسلم يقول عبد الله بن العاص - رضي الله عنه - وهو صحابي ابن صحابي وهو من كبار زُهّاد الصحابة وعُبّادهم رضي الله عنه ، فهو لما زوجه والده لفتاة من قريش وبعد أيام سأل والده كَنّته زوجة ابنه هذا عبد الله : " كيف أنت وكيف حالك مع زوجك ؟ " فكان جوابها غريبًا بالنسبة لعمّها زوج أبيها حيث قالت له : " إنه لم يطأ لنا بعد فراشًا " تكني والكناية أدب وأسلوب من أسلوب العرب ، فهي تقول : نحن كأننا لم نتزوج بعد ، فثقل الأمر على عمرو بن العاص والد عبد الله فشكاه إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنه قال له يا رسول الله زوجت ابني وكأنه لم يتزوج وأني سألت زوجته فقالت : لم يطَأْ لنا بعد فراشًا يعني كأنه فلّت الزوجة ونام في مكان آخر ، يقول عبد الله بن عمرو : فإما لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإما أرسل إليَّ فقال يا عبد الله : ( بَلَغَني أنَّك تقوم الليل ، وتصوم النهار ، ولا تقرب النساء ) ، فقال : " حقًّا ذلك يا رسول الله " فأمره - عليه الصلاة والسلام - في قصّة طويلة لسنا الآن في صدد بيانها وقد ذكرناها أكثر من مرّة إنما الرسول - عليه السلام - أمره أن يعتدل في عبادته : ألَّا ينام الليل كله ، وألَّا يصوم الدهر كله ، وإنما تارةً يفطر وتارةً يصوم ، والرسول - عليه السلام - انتهى به في آخر الأمر في هذه القصة أن قال له : ( اقرأ القرآن في كلِّ ثلاث ) اقرأ القرآن يعني اختم القرآن كله في كل ثلاث ليالي ، هو كان يختم القرآن في كل ليلة كان يختم في كل شهر ثلاثين ختمة قرآن ، وكان يصوم الدهر كلّه لا يعرف الإفطار إطلاقًا ، فبطبيعة الحال رجل يقوم الليل كله ويصوم الدهر كله هذا لا حاجة له بالنساء بطبيعة الحال ، ولذلك كانت الشكوى من زوجة عبد الله فأمره - عليه السلام - أن يقوم الليل بحيث يترسّل في ختم القرآن في ثلاث ليالي ما يصير يختم كل ليلة ، أو في الليتين وإنما في ثلاث ليالي وإنما أجاز له الرسول - عليه السلام - أن يختم القرآن في ثلاث ليالي وفي خصوص الصيام قال له في آخر الأمر : ( صُمْ يومًا وأفطر يومًا ؛ فإنه أفضل الصيام ، وهو صوم داود - عليه السلام - ، وكان لا يفرُّ إذا لاقى ) . فكان داود - عليه السلام - مع صيامه لا يزال محتفظًا على قوّته وبطولته فكان إذا لاقى العدو صبر أمامه ولم ينهزم ، لأن الذي ينهزم من أمام العدو إنما هو رجل مريض ضعيف القوّة ، فكأن الرسول يقول لعبد الله : إنك إن حافظت على هذا الصيام تصوم يومًا وتفطر يومًا جمعت به بين المحافظة على طاعتك لربك وبين المحافظة على قوتك لبدنك ولجسدك ، ولكن الأيام تمضي وعبد الله بن عمرو بن العاص يشيب ويسن -يختير يعني- وبطبيعة الحال سنة الله - عز وجل - في خلقه أن الإنسان إذا كبر سنّه أن تضعف قوته وهذا معروف في القرآن الكريم ، ولذلك هو لما فارق الرسول - عليه السلام - على أن يختم في كل ثلاث لياليختمة ، وأن يصوم يومًا ويفطر يومًا لما كبر سنه شعر بالضعف فكان يقول : يا ليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأنه الآن لما عجز وأسن وختير صار يعني بكل نفس متعبة يستطيع أن يحافظ على ما فارق عليه الرسول - عليه السلام - من ختم القرآن في ثلاثة ليالي ومن متابعة صيام يصوم يومًا ويفطر يومًا فكان يتأسف أنه لم يقبل رخصة الرسول - عليه السلام - الأولى ، حيث قال له : ( اقرأ القرآن في كلِّ شهر مرَّة ) ما قبل ، إلا أن يريد زيادة ، يريد زيادة حتى وصل به الرسول - عليه السلام - بأن يقراءة القرآن في ثلاث ليالي فندم في آخر حياته ولكن هو لا يريد أن يترك ما فارق الرسول عليه - عليه الصلاة والسلام - .عبد الله بن عمرو هذا الذي ما سمعتموه هو بعض ترجمته اكتسب من تجربته من حياته هذه النصيحة فقال : ( أربع خلال أي خصال ) إذا أعطيتهن أيها المسلم سواء كنت رجلًا أو امرأة فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا ، لا يضرك إذا تخلّقت بهذه الأخلاق لأربعة ما فاتك من الدنيا من زينتها من مالها من متاعها .
هذه الخصال الأربعة إذا أعطيها مسلم يقول عبد الله بن العاص - رضي الله عنه - وهو صحابي ابن صحابي وهو من كبار زُهّاد الصحابة وعُبّادهم رضي الله عنه ، فهو لما زوجه والده لفتاة من قريش وبعد أيام سأل والده كَنّته زوجة ابنه هذا عبد الله : " كيف أنت وكيف حالك مع زوجك ؟ " فكان جوابها غريبًا بالنسبة لعمّها زوج أبيها حيث قالت له : " إنه لم يطأ لنا بعد فراشًا " تكني والكناية أدب وأسلوب من أسلوب العرب ، فهي تقول : نحن كأننا لم نتزوج بعد ، فثقل الأمر على عمرو بن العاص والد عبد الله فشكاه إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كأنه قال له يا رسول الله زوجت ابني وكأنه لم يتزوج وأني سألت زوجته فقالت : لم يطَأْ لنا بعد فراشًا يعني كأنه فلّت الزوجة ونام في مكان آخر ، يقول عبد الله بن عمرو : فإما لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإما أرسل إليَّ فقال يا عبد الله : ( بَلَغَني أنَّك تقوم الليل ، وتصوم النهار ، ولا تقرب النساء ) ، فقال : " حقًّا ذلك يا رسول الله " فأمره - عليه الصلاة والسلام - في قصّة طويلة لسنا الآن في صدد بيانها وقد ذكرناها أكثر من مرّة إنما الرسول - عليه السلام - أمره أن يعتدل في عبادته : ألَّا ينام الليل كله ، وألَّا يصوم الدهر كله ، وإنما تارةً يفطر وتارةً يصوم ، والرسول - عليه السلام - انتهى به في آخر الأمر في هذه القصة أن قال له : ( اقرأ القرآن في كلِّ ثلاث ) اقرأ القرآن يعني اختم القرآن كله في كل ثلاث ليالي ، هو كان يختم القرآن في كل ليلة كان يختم في كل شهر ثلاثين ختمة قرآن ، وكان يصوم الدهر كلّه لا يعرف الإفطار إطلاقًا ، فبطبيعة الحال رجل يقوم الليل كله ويصوم الدهر كله هذا لا حاجة له بالنساء بطبيعة الحال ، ولذلك كانت الشكوى من زوجة عبد الله فأمره - عليه السلام - أن يقوم الليل بحيث يترسّل في ختم القرآن في ثلاث ليالي ما يصير يختم كل ليلة ، أو في الليتين وإنما في ثلاث ليالي وإنما أجاز له الرسول - عليه السلام - أن يختم القرآن في ثلاث ليالي وفي خصوص الصيام قال له في آخر الأمر : ( صُمْ يومًا وأفطر يومًا ؛ فإنه أفضل الصيام ، وهو صوم داود - عليه السلام - ، وكان لا يفرُّ إذا لاقى ) . فكان داود - عليه السلام - مع صيامه لا يزال محتفظًا على قوّته وبطولته فكان إذا لاقى العدو صبر أمامه ولم ينهزم ، لأن الذي ينهزم من أمام العدو إنما هو رجل مريض ضعيف القوّة ، فكأن الرسول يقول لعبد الله : إنك إن حافظت على هذا الصيام تصوم يومًا وتفطر يومًا جمعت به بين المحافظة على طاعتك لربك وبين المحافظة على قوتك لبدنك ولجسدك ، ولكن الأيام تمضي وعبد الله بن عمرو بن العاص يشيب ويسن -يختير يعني- وبطبيعة الحال سنة الله - عز وجل - في خلقه أن الإنسان إذا كبر سنّه أن تضعف قوته وهذا معروف في القرآن الكريم ، ولذلك هو لما فارق الرسول - عليه السلام - على أن يختم في كل ثلاث لياليختمة ، وأن يصوم يومًا ويفطر يومًا لما كبر سنه شعر بالضعف فكان يقول : يا ليتني قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لأنه الآن لما عجز وأسن وختير صار يعني بكل نفس متعبة يستطيع أن يحافظ على ما فارق عليه الرسول - عليه السلام - من ختم القرآن في ثلاثة ليالي ومن متابعة صيام يصوم يومًا ويفطر يومًا فكان يتأسف أنه لم يقبل رخصة الرسول - عليه السلام - الأولى ، حيث قال له : ( اقرأ القرآن في كلِّ شهر مرَّة ) ما قبل ، إلا أن يريد زيادة ، يريد زيادة حتى وصل به الرسول - عليه السلام - بأن يقراءة القرآن في ثلاث ليالي فندم في آخر حياته ولكن هو لا يريد أن يترك ما فارق الرسول عليه - عليه الصلاة والسلام - .عبد الله بن عمرو هذا الذي ما سمعتموه هو بعض ترجمته اكتسب من تجربته من حياته هذه النصيحة فقال : ( أربع خلال أي خصال ) إذا أعطيتهن أيها المسلم سواء كنت رجلًا أو امرأة فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا ، لا يضرك إذا تخلّقت بهذه الأخلاق لأربعة ما فاتك من الدنيا من زينتها من مالها من متاعها .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 17
- توقيت الفهرسة : 00:00:00