بيان أهمية إصلاح الظاهر وأنه عنوان الباطن .
A-
A=
A+
الشيخ : نحن بنحب ننبه الأخوات الحاضرت الآن أن نحن ندعو النساء والرجال للعمل بالكتاب والسنة ولا سيما فيما هو ظاهر من الأمور لأن الأمور الباطنة الخفية لا يعلمها إلا الله - تبارك وتعالى - والأمور الظاهرة هي التي أمرنا أن نحكم بها أما الباطن فعلمه عند الله - تبارك وتعالى - .ولكن من حكمة إيجاب الشارع الحكيم على المسلمين جميعًا نساءً ورجالًا أن يتناصحوا فيما يبدوا بعضهم لبعض أن إصلاح الظاهر هو مؤثر في إصلاح الباطن أي كما يقولون : " الظاهر عنوان الباطن " ، فإذا كان الباطن فيه شيء نقص والفساد ظهر ذلك على ظاهر الإنسان رجلًا كان أو أنثى ، فلذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يبادر إلى إصالح ظاهره ولا يغتر كما يقول كثير من الناس بأن قلبه طيب أو قلبه صالح لأنه : " مهما تكن عند امرئ من خليقة " " " وإن خالها تخفى على الناس تعلم " .إذا كان قلبه طيبًا نضح هذا القلب الطيب بالعمل الطيب الصالح ، وقد أشار الرسول - عليه الصلاة والسلام - إلى هذه الحقيقة حيث قال : ( إنَّ الحلال بيِّن ، وإن الحرام بيِّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس ، فمن اتَّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) ؛ فلذلك يجب إصلاح القلب بإصلاح الظواهر فلا يمكن إصلاح القلب بإفساد الظواهر ؛ فلذلك تأكيدًا لما ذكرنا قال رسولنا - صلوات الله وسلامه عليه - : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ، ولا إلى أجسادكم ، ولا إلى أموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ) زائد ( وأعمالكم ) ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم التي تترشَّح من قلوبكم إن صالحًا فصالح وإن طالحًا فطالح ؛ لذلك يجب علينا أن لا نغتر فنقول : والله العبرة بما في القلب لأن إن كان القلب صالحًا كانت الأعمال صالحة والعكس بالعكس ، تمامًا كما ذكرنا في درس مضى من الوجهة الطبية : إذا كان القلب سليمًا يكون الجسد سليمًا وإذا كان القلب مريضًا كان الجسد مريضًا وهكذا ، فإذا أراد الإنسان أن يصلح بدنه المادي فعليه أن يصلح قلبه المادي ، وإذا أراد أن يصلح بدنه الروحي والمعنوي فعليه أن يصلح قلبه أيضًا المعنوي الروحي ، ولا يكون ذلك إلا باتباع الإسلام كتابًا وسنة ، ولا نكون متعرضين لغير ما يجوز لأن الدين النصيحة أن نذكر الرجال والنساء كمثل لتوضيح لكلامي السابق : الشباب الذين يتشبهون بالنساء هؤلاء لا يمكن أن تكون قلوبهم صالحة ، لأن القلب الصالح ينبض بالعمل الصالح وينضح بالعمل الصالح ، كذلك النساء اللاتي يتشبهن بالرجال وتشبه النساء بالرجال يكون بنواحي شتى من أبرزها أن تظهر المرأة كما يظهر الرجل ، فالرجل مثلًا يظهر بوجهه وعنقه وقد يظهر بساعديه وقد يظهر بأكثر من ذلك بساقيه ونحو ذلك هذا جائز له ، لأن عورة الرجل من السرة إلى الركبة .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 14
- توقيت الفهرسة : 00:00:00