تتمة شرح حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما : ( ... ما كان بينك وبين حذيفة فقال سلمان (( وكان الإنسان عجولاً )) )
A-
A=
A+
الشيخ : فقال : يا أبا عبد الله - كنية سلمان الفارسي أبو عبد الله - : " ما كان بينك وبين حذيفة ؟ " لم يصبِرْ أبو قرَّة على سلمان حتى يدخل بيته ويجلس من أعباء عمله ، بل بادَرَه رأسًا أول ما لَقِيَه في الطريق ، قال له : ما كان بينك وبين حذيفة ؟ فقال : " سلمان : (( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) " ، يعني بادره بهذه الآية الكريمة ليلفت نظره إلى أنك مستعجل كتير ، اصبر علينا شوي لنروح البيت ونهدأ ونتحدث ، قال : يقول سلمان : (( وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا )) . " فانطلقا حتى أتيا دار سلمان ، فدخل سلمان الدار فقال : السلام عليكم " وهذا أدب إسلامي لا يزال كثير من المسلمين اليوم يحافظون على هذا الأدب والحمد لله ، ولكن الأكثرين منهم قد أهملوه ، وأصبح عندهم نسيًا منسيًّا ، فيدخل الداخل منهم البيت فيمسي بالخير ويصبح بالخير ، أما كلمة السلام عليكم فقليل منهم مَن يحافظ عليها ، لا سيما إذا دخل على زوجته كأن زوجته يعني ما بتستحق إلقاء السلام عليها أو لقي ولده في البيت ما بيستحقُّ إلقاء السلام عليه ؛ لا ، يجب أن يلقى السلام على الصغير والكبير ، وإن كان هناك آداب في إلقاء السلام ( يسلِّم الصغير على الكبير ، والقليل على الكثير ، والراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ) ، وهذا كله سيأتي في أبواب هذا الكتاب إن شاء الله تعالى .
فالشاهد فسلمان حينما دخل بيته ألقى السلام ؛ أي : على مَن فيه أهله وزوجته التي سبق ذكرها ، فقال : السلام عليكم ، ثم أذن لأبي قرَّة بعد ما دخل يعني أخذ طريق أذن لأبي قرَّة بالدخول ، " فدخل فإذا نمط موضوع على باب ، وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط ) ، الغرض من هذه العبارة هو أن أبو قرَّة يصف بيت سلمان المتواضع ، فماذا رأى ؟ ما رأى سرر ولا رأى فرش ولا رأى كراسي ولا رأى ستر ، وإنما رأى نمط يعني بساط عادي ، ورأى لبنات يعني آجر من طين لبن معروف وقرطاط ، وهو ما يوضع على الدابة مثل السرج ونحو ذلك ، فقال سلمان لأبي قرَّة : اجلس على فراش مولاتك ذات النمط يقول له : اجلس على فراش مولاتك يعني اللي هو كان كانت عبدة له وتزوَّجها التي تمهِّد لنفسها ؛ أي : تعمل لنفسها بيدها .
فالشاهد فسلمان حينما دخل بيته ألقى السلام ؛ أي : على مَن فيه أهله وزوجته التي سبق ذكرها ، فقال : السلام عليكم ، ثم أذن لأبي قرَّة بعد ما دخل يعني أخذ طريق أذن لأبي قرَّة بالدخول ، " فدخل فإذا نمط موضوع على باب ، وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط ) ، الغرض من هذه العبارة هو أن أبو قرَّة يصف بيت سلمان المتواضع ، فماذا رأى ؟ ما رأى سرر ولا رأى فرش ولا رأى كراسي ولا رأى ستر ، وإنما رأى نمط يعني بساط عادي ، ورأى لبنات يعني آجر من طين لبن معروف وقرطاط ، وهو ما يوضع على الدابة مثل السرج ونحو ذلك ، فقال سلمان لأبي قرَّة : اجلس على فراش مولاتك ذات النمط يقول له : اجلس على فراش مولاتك يعني اللي هو كان كانت عبدة له وتزوَّجها التي تمهِّد لنفسها ؛ أي : تعمل لنفسها بيدها .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 7
- توقيت الفهرسة : 00:00:00