هل حديث ابن عباس أنه مر بين يدي الصف يدل على جواز المرور بين يدي المأموم وأن السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد ؟
A-
A=
A+
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
" عن ابن عباس قال : ( أقبلت راكباً على أتان وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فممرت بين يدي بعض الصف، فأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر علي ذلك أحد ) رواه الجماعة ".
السؤال : فهل في هذا الحديث ما يدل على جواز المرور بين يدي المأموم وأن السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد ؟
لا شك أن سترة الإمام سترة لمن خلفه، ولكن هذا الحديث لا يدل على جواز مرور المار بين يدي الصف هكذا عبثاً بدون عذر، لأن هذه الحادثة هي كما يقول الأحناف حادثة عين ليس في الحديث بيان السبب الذي من أجله دخل ابن عباس والأتان في الصف أي مر بين يدي الصف لا ندري ما هو السبب، لعله مثلاً كان لا يستطيع النزول من مكان بعيد كأن يكون مثلاً في منحدر في كذا فهو اضطر إلى أن يقترب من الصف فينزل من الدابة وينضم هو إلى الصف هذا ممكن أن يقال، وليس في الحديث مطلقاً أن ابن عباس فعل هكذا عبثاً حتى يتخذ دليلاً على جواز المرور بين يدي المصلين الواقفين في الصف بدون سبب وبدون عذر شرعي، وكون الإمام سترة لمن خلفه هذا يسقط عن المقتدين وراءه أن يتخذوا سترة كالإمام ولكن هذا لا يسوغ للناس أن يمروا بين يدي الصفوف عبثاً لغير عذر شرعي، وهذا مما نراه في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يقع تارة بعذر وتارة بغير عذر، فيجب أن نلاحظ أن المرور بين يدي الصف عبث فيه إشغال للمصلين وإلفاتهم عن الإقبال على صلاتهم وآنفاً كنا نناقش قول من يقول بأن تغميض العين في الصلاة إذا كان يحصل الخشوف بسبب زخارف هناك يجوز بل هو الأفضل فكيف الآن نقول يجوز للناس أن يمروا بين يدي الصف بدون عذر شرعي فهذا فيه إلهاء لهم وفيه تشغيل عن إقبالهم على ربهم تبارك وتعالى بقلوبهم فلا يجوز المرور بين يدي الصف إلا لعذر هذا العذر نتلمسه في مثل المسجد النبوي والمسجد المكي فالمسجد النبوي مثلاً له أبواب شارعة إلى الجهة الشرقية والغربية والشمالية فيأتي الآتي إلى الصلاة فيجد الناس قياماً يأتي مثلاً من باب السلام الباب الغربي للمسجد النبوي فهو لو أراد أن يدور حتى يصلي وراء الصفوف لسلم الإمام وانتهت الصلاة فهو يدخل من أقرب باب إليه فيجد الناس قياماً في الصفوف فيمر بين الصفين إما حتى يجد فرجة في صف ما فيسدها أو أنه يعقد هو وبعض الأشخاص الآخرين صفاً بين الصفوف هذا يقع كثيراً في المسجد النبوي وكذلك في المسجد المكي فلا بأس من هذا، أما كما يفعلون أيضاً هناك في المسجدين أنت تصلي لوحدك فتجد الناس يمرون بين يديك وهناك مجال للمرور إما من خلفك أو بعيد عنك هذا لا يجوز بوجه من الوجوه إطلاقاً، وهذا مما اعتبره الشارع الحكيم شيطاناً، فأفاد بأن المار إذا أراد أن يمر بين يدي المصلي فعلى المصلي أن يقاتله، فإن أبى فليدفعه فإنما هو شيطان، إذن حديث ابن عباس ليس فيه دلالة على جواز المرور بين يدي الصفوف، لأنه لم يذكر في الحديث أنه فعل ذلك بدون عذر .
" عن ابن عباس قال : ( أقبلت راكباً على أتان وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى فممرت بين يدي بعض الصف، فأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف فلم ينكر علي ذلك أحد ) رواه الجماعة ".
السؤال : فهل في هذا الحديث ما يدل على جواز المرور بين يدي المأموم وأن السترة إنما تشرع بالنسبة للإمام والمنفرد ؟
لا شك أن سترة الإمام سترة لمن خلفه، ولكن هذا الحديث لا يدل على جواز مرور المار بين يدي الصف هكذا عبثاً بدون عذر، لأن هذه الحادثة هي كما يقول الأحناف حادثة عين ليس في الحديث بيان السبب الذي من أجله دخل ابن عباس والأتان في الصف أي مر بين يدي الصف لا ندري ما هو السبب، لعله مثلاً كان لا يستطيع النزول من مكان بعيد كأن يكون مثلاً في منحدر في كذا فهو اضطر إلى أن يقترب من الصف فينزل من الدابة وينضم هو إلى الصف هذا ممكن أن يقال، وليس في الحديث مطلقاً أن ابن عباس فعل هكذا عبثاً حتى يتخذ دليلاً على جواز المرور بين يدي المصلين الواقفين في الصف بدون سبب وبدون عذر شرعي، وكون الإمام سترة لمن خلفه هذا يسقط عن المقتدين وراءه أن يتخذوا سترة كالإمام ولكن هذا لا يسوغ للناس أن يمروا بين يدي الصفوف عبثاً لغير عذر شرعي، وهذا مما نراه في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة يقع تارة بعذر وتارة بغير عذر، فيجب أن نلاحظ أن المرور بين يدي الصف عبث فيه إشغال للمصلين وإلفاتهم عن الإقبال على صلاتهم وآنفاً كنا نناقش قول من يقول بأن تغميض العين في الصلاة إذا كان يحصل الخشوف بسبب زخارف هناك يجوز بل هو الأفضل فكيف الآن نقول يجوز للناس أن يمروا بين يدي الصف بدون عذر شرعي فهذا فيه إلهاء لهم وفيه تشغيل عن إقبالهم على ربهم تبارك وتعالى بقلوبهم فلا يجوز المرور بين يدي الصف إلا لعذر هذا العذر نتلمسه في مثل المسجد النبوي والمسجد المكي فالمسجد النبوي مثلاً له أبواب شارعة إلى الجهة الشرقية والغربية والشمالية فيأتي الآتي إلى الصلاة فيجد الناس قياماً يأتي مثلاً من باب السلام الباب الغربي للمسجد النبوي فهو لو أراد أن يدور حتى يصلي وراء الصفوف لسلم الإمام وانتهت الصلاة فهو يدخل من أقرب باب إليه فيجد الناس قياماً في الصفوف فيمر بين الصفين إما حتى يجد فرجة في صف ما فيسدها أو أنه يعقد هو وبعض الأشخاص الآخرين صفاً بين الصفوف هذا يقع كثيراً في المسجد النبوي وكذلك في المسجد المكي فلا بأس من هذا، أما كما يفعلون أيضاً هناك في المسجدين أنت تصلي لوحدك فتجد الناس يمرون بين يديك وهناك مجال للمرور إما من خلفك أو بعيد عنك هذا لا يجوز بوجه من الوجوه إطلاقاً، وهذا مما اعتبره الشارع الحكيم شيطاناً، فأفاد بأن المار إذا أراد أن يمر بين يدي المصلي فعلى المصلي أن يقاتله، فإن أبى فليدفعه فإنما هو شيطان، إذن حديث ابن عباس ليس فيه دلالة على جواز المرور بين يدي الصفوف، لأنه لم يذكر في الحديث أنه فعل ذلك بدون عذر .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 6
- توقيت الفهرسة : 00:00:00