بيان ضلال من يجعل المؤمن والفاسق سواء في الإيمان ويبيحون للجميع أن يقول إيماني كإيمان جبريل.
A-
A=
A+
الشيخ : وهذا يصوننا أن نقع في خطيئة وقع فيها بعض الكبار الذين قالوا معبرين عن كل فرد من أفراد المؤمنين لا فرق عندهم بين كبيرهم وصغيرهم قالوا : إيماني كإيمان جبريل ، فأحقر وأفسق إنسان عند هؤلاء الذين يقولون الإيمان لا يقبل الزيادة والنقص أعظم إنسان وأفضل موجود عابد لله - عز وجل - وأحقر - أيضًا - إنسان وأفسق كل هؤلاء وهؤلاء عندهم إيمانهم سواء ، ولذلك يجوز لأحدهم أن يقول : إيماني كإيمان جبريل ، إيماني كإيمان جبريل ، فالذي يقوم الليل ويصوم النهار والذي لا يصلي الصلوات الخمس ويرتكب الفواحش والمنكرات إيمانهما سواء عند هؤلاء الذين تورطوا فقالوا الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، مع أن الله - عز وجل - مما وصف به عباده المؤمنين أن قال : (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )) ، وفي آيات أخرى ذكر مثل هذه الصفات للمؤمنين وختمها - تبارك وتعالى - بقوله : (( أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا )) ؛ إذًا فهناك مؤمنون حقًا وهناك مؤمنون بغير حق ، فكيف يجوز أن يقال بأن درجات الإيمان عند جميع الناس الطائعين والعصاة في مرتبة واحدة ؟! ولذلك فيجوز لكل أحد من هؤلاء أن يقول إيماني كإيمان جبريل ، فهذا من الأخطاء التي نجدها مصرحة في كتب العقائد التي تعرف بعلم التوحيد أو علم الكلام .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 6
- توقيت الفهرسة : 00:00:00