باب :
A-
A=
A+
الشيخ : وصلنا الدرس الماضي إلى الباب الثاني عشر بعد المائة وهو . " باب من لم يشكر الناس " . روى المصنف - رحمه الله - بإسناده الصحيح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يشكر الله مَن لا يشكر الناس ) . سبق في معنى هذا الحديث بل في تفصيله عدة أحاديث ويتلقف منها أن شكر المحسن من الواجب شرعًا ، ويكون ذلك بشيئين اثنين ...الثناء عليه ، والشيء الآخر الدعاء له بالخير وأن الشارع يعتبر هذا الشكر من المنعم عليه للمنعم عليه في هذا الحديث يعتبره شكرًا لله - عز وجل - حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يشكر الله مَن لا يشكر الناس ) فكما يجب على المسلم أن يشكر الله - تبارك وتعالى - على كلِّ ما أنعم الله عليه من نعم فكذلك يجب على المسلم أن يشكر من كان سببًا لهذه النعم عليه ، لأن السبب والواسطة كما يقولون لا تنكر الواسطة المشروعة لا تنكر ، فإذا سخر الله - عز وجل - لك أيها المسلم شخصًا سخره لك ليقدم إليك نعمة من نعم الله - عز وجل - فيجب عليك ههنا أمران اثنان ، الأمر الأول أن تشكر الله الذي هو الأصل في هذه النعمة والشيء الآخر أن تشكر هذا الوسيط هذا العبد الذي سخره الله لك فقدم إليك تلك النعمة ، فشكرك لهذا الإنسان الوسيط هو من تمام شكرك لله - عز وجل - ، فإن أنت لم تقم بشكرك للوسيط فهذا الحديث يدل أنك لم تشكر الله أصلًا ؛ لذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) ؛ لذلك يجب على المسلم على التفصيل السابق في الدرس الماضي إذا أنعم الله عليه نعمة بواسطة هذا الإنسان أن يقابله بنعمة مثلها ، فإن عجز عن ذلك جاء دور الشكر بالثناء عليه بالخير والدعاء له أيضًا بالخير ، هكذا ربى ربنا - تبارك وتعالى - المسلمين بهذه التربية الحسنة أنه إن أحسن إلينا محسن وجب علينا أن نقابله بالمثل إذا استطعنا فإن لم نستطيع فيجب علينا هذا الأمر الآخر الذي لا يعجز عنه إنسان وهو أن نثني عليه خيرًا وأن ندعو له بالخير .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 6
- توقيت الفهرسة : 00:00:00