باب :
A-
A=
A+
الشيخ : ثم يقول : " باب من صنع إليه معروف فليكافئه " روى بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( مَن صُنِع إليه معروفٌ فليُجزِه ، فإن لم يجِدْ ما يُجزيه فليُثْنِ عَلَيهِ ، فَإِنَّهُ إِذَا أثنَى فَقَد شَكَرَهُ ، وَإِن كَتَمَه فَقَد كفَرَهُ ، وَمَن تَحَلَّى بِمَا لَم يُعطَ ؛ فكأنَّما لَبِس ثوبَي زُورٍ ) .
في هذا الحديث أدب من الآداب الإسلامية التي يجب على كل مسلم أن يتخلق بها حيث يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صُنِع إليه معروفٌ فليُجزِه ) ؛ يعني أيما مسلم أحسن إليه محسن فكافأه بمكافأة ما فعلى المكافأ أن يقابل المكافأة بمكافأة مثلها فإن جزاه مالًا جزاه مالًا وإن جزاه خدمة جزاه خدمة ، أي يقابل الحسنة بالحسنة ، ولا يكون أنانيًّا يتطلب من الناس أن يخدموه وأن يجزوه خيرًا ، أما هو فلا يقابل إحسانهم بإحسان مثله ، ليس هذا من أدب الإسلام ، بل الإسلام يقول كما سمعتم في حديث الرسول - عليه السلام - : ( مَن صُنِع إليه معروفٌ فليُجزِه ) كما قال - عليه الصلاة والسلام - في حديث آخر : ( مَن صَنَعَ إليكم معروفًا فكافئوه ) ، ثم يتحدث الرسول - عليه السلام - بحالة ما إذا كان المكافأ لا يجد ما يكافئ به من أحسن إليه فيقول : ( فليجزه ، فإن لم يجِدْ ما يُجزيه فليُثْنِ عَلَيهِ ) هذا طريق لمقابلة المكافأة بمكافأة مثلها فيما إذا كان المكافأ لم يستطع أن يقابل المكافأ بمكافئة مثلها ، فحين ذاك يجب أن يثني خيرًا ، يعني رجل أهدى إلى إنسان ما هدية مادية أي شيء كان ثم المهدى إليه لا يستطيع أن يقابل الهدية بهدية مثلها فعلى الأقل يقول الرسول - عليه السلام - : ( فليُثْنِ خيرًا ) أي ليذكر الذي أحسن إليه وأهدى إليه بخير فليثن خيرًا ، وقد جاء بيان هذا الإثناء الذي أمر به الرسول - عليه السلام - كيف يكون في حديث آخر فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صنع إليه معروف فقال : جزاك الله خيرًا ؛ فقد أبلغ الثناء ) في هذا الحديث الذي رواه المؤلف - رحمه الله - الأمر بالثناء لمن ؟ للذي أحسن إليك أو أهدى إليك وهذا الأمر يأتي في المرحلة الثانية كما هو نص الحديث ، المرحلة الأولى أن تقابل المكافأة بالمكافأة فإن لم تستطع قابلت المكافأة بالثناء بالكلام الحسن الجميل وأحسن شيء في هذه المكافأة التي هي الثناء ماجاء بيانه في الحديث الآخر ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صُنِعَ إليه معروف فقال : جزاك الله خيرًا ؛ فقد أبلغ الثناء ) .
إذًا هنا مرحلتان إحداهما أحسن من الأخرى ، الأولى : أن تقابل المكافأة بمكافأة مثلها سواء كانت معنوية أو كانت مادية ، فإن عجزت عن مقابلة المكافأة بالمكافأة فتثني خيرًا على من قدم إليه تلك المكفأة ، أيّ كلام حسن يشعر الرجل المكافئ بأنك قبلت هذه المكافأة بنفس طيبة رضية وأنت تقابل ذلك بالثناء على المكافئ ، لكن أحسن ما يقول المثني على المكافئ خيرًا هو كلمة جزاك الله خيرًا ، وينبغي أن نذكر بهذه المناسبة أنه قد جرى عرف حادث الآن يعتبر ذلك من الآداب الإجتماعية وهو أن المحسن إليه يقابل المحسِن بكلمة شكرًا فأقل شيء يفعله الإنسان مع آخر يقول هذا الآخر للمحسن إليه شكرًا ، فالذي أريد التنبيه عليه هو أن هذه الكلمة لا بأس بها لأنه سيأتي بعد قليل من أحاديث الكتاب قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) فمن أحسن إليك خيرًا فقلت له شكرًا فقد طبقت هذا الحديث الآتي وهو قوله - عليه السلام - : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) ولكن يجب أن نعلم أن استعمال هذه الكلمة أي شكرًا هي بديل ما علمنا الرسول - عليه السلام - من الدعاء بالخير مما سبق ذكره ، ألا وهو قولنا : جزاك الله خيرًا فهذه الكلمة خير من كلمة شكرًا وذلك من وجهين اثنين : الوجه الأول أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قد ذكر أن قول القائل : جزاك الله خيرًا أو أبلغ الثناء ( من صنع إليه معروفًا فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ الثناء ) فإذا قال القائل شكرًا ما أبلغ الثناء ، صحيح أنه شكر المحسن إليه وعمل بمقتضى قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يشرك الله من لا يشكر الناس ) ولكن لم يعمل بالحديث الآخر ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ الثناء ) إذن يجب أن نستعمل هذه الكلمة جزاك الله خيرًا بديل شكرًا ما دام أن الرسول - عليه السلام - قد ذكرها ووصفها بأنها أبلغ الثناء .
في هذا الحديث أدب من الآداب الإسلامية التي يجب على كل مسلم أن يتخلق بها حيث يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صُنِع إليه معروفٌ فليُجزِه ) ؛ يعني أيما مسلم أحسن إليه محسن فكافأه بمكافأة ما فعلى المكافأ أن يقابل المكافأة بمكافأة مثلها فإن جزاه مالًا جزاه مالًا وإن جزاه خدمة جزاه خدمة ، أي يقابل الحسنة بالحسنة ، ولا يكون أنانيًّا يتطلب من الناس أن يخدموه وأن يجزوه خيرًا ، أما هو فلا يقابل إحسانهم بإحسان مثله ، ليس هذا من أدب الإسلام ، بل الإسلام يقول كما سمعتم في حديث الرسول - عليه السلام - : ( مَن صُنِع إليه معروفٌ فليُجزِه ) كما قال - عليه الصلاة والسلام - في حديث آخر : ( مَن صَنَعَ إليكم معروفًا فكافئوه ) ، ثم يتحدث الرسول - عليه السلام - بحالة ما إذا كان المكافأ لا يجد ما يكافئ به من أحسن إليه فيقول : ( فليجزه ، فإن لم يجِدْ ما يُجزيه فليُثْنِ عَلَيهِ ) هذا طريق لمقابلة المكافأة بمكافأة مثلها فيما إذا كان المكافأ لم يستطع أن يقابل المكافأ بمكافئة مثلها ، فحين ذاك يجب أن يثني خيرًا ، يعني رجل أهدى إلى إنسان ما هدية مادية أي شيء كان ثم المهدى إليه لا يستطيع أن يقابل الهدية بهدية مثلها فعلى الأقل يقول الرسول - عليه السلام - : ( فليُثْنِ خيرًا ) أي ليذكر الذي أحسن إليه وأهدى إليه بخير فليثن خيرًا ، وقد جاء بيان هذا الإثناء الذي أمر به الرسول - عليه السلام - كيف يكون في حديث آخر فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صنع إليه معروف فقال : جزاك الله خيرًا ؛ فقد أبلغ الثناء ) في هذا الحديث الذي رواه المؤلف - رحمه الله - الأمر بالثناء لمن ؟ للذي أحسن إليك أو أهدى إليك وهذا الأمر يأتي في المرحلة الثانية كما هو نص الحديث ، المرحلة الأولى أن تقابل المكافأة بالمكافأة فإن لم تستطع قابلت المكافأة بالثناء بالكلام الحسن الجميل وأحسن شيء في هذه المكافأة التي هي الثناء ماجاء بيانه في الحديث الآخر ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( مَن صُنِعَ إليه معروف فقال : جزاك الله خيرًا ؛ فقد أبلغ الثناء ) .
إذًا هنا مرحلتان إحداهما أحسن من الأخرى ، الأولى : أن تقابل المكافأة بمكافأة مثلها سواء كانت معنوية أو كانت مادية ، فإن عجزت عن مقابلة المكافأة بالمكافأة فتثني خيرًا على من قدم إليه تلك المكفأة ، أيّ كلام حسن يشعر الرجل المكافئ بأنك قبلت هذه المكافأة بنفس طيبة رضية وأنت تقابل ذلك بالثناء على المكافئ ، لكن أحسن ما يقول المثني على المكافئ خيرًا هو كلمة جزاك الله خيرًا ، وينبغي أن نذكر بهذه المناسبة أنه قد جرى عرف حادث الآن يعتبر ذلك من الآداب الإجتماعية وهو أن المحسن إليه يقابل المحسِن بكلمة شكرًا فأقل شيء يفعله الإنسان مع آخر يقول هذا الآخر للمحسن إليه شكرًا ، فالذي أريد التنبيه عليه هو أن هذه الكلمة لا بأس بها لأنه سيأتي بعد قليل من أحاديث الكتاب قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) فمن أحسن إليك خيرًا فقلت له شكرًا فقد طبقت هذا الحديث الآتي وهو قوله - عليه السلام - : ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) ولكن يجب أن نعلم أن استعمال هذه الكلمة أي شكرًا هي بديل ما علمنا الرسول - عليه السلام - من الدعاء بالخير مما سبق ذكره ، ألا وهو قولنا : جزاك الله خيرًا فهذه الكلمة خير من كلمة شكرًا وذلك من وجهين اثنين : الوجه الأول أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قد ذكر أن قول القائل : جزاك الله خيرًا أو أبلغ الثناء ( من صنع إليه معروفًا فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ الثناء ) فإذا قال القائل شكرًا ما أبلغ الثناء ، صحيح أنه شكر المحسن إليه وعمل بمقتضى قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( لا يشرك الله من لا يشكر الناس ) ولكن لم يعمل بالحديث الآخر ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من صنع إليه معروف فقال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ الثناء ) إذن يجب أن نستعمل هذه الكلمة جزاك الله خيرًا بديل شكرًا ما دام أن الرسول - عليه السلام - قد ذكرها ووصفها بأنها أبلغ الثناء .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 5
- توقيت الفهرسة : 00:00:00