تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... وصلوا كما رأيتموني أصلي ... ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... وصلوا كما رأيتموني أصلي ... ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ثم في تمام الحديث فوائد فقهية لا بد للمسلم من أن يعرفها لا سيما إذا كان له عناية بدراسة الفقه الإسلامي حيث يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - لهؤلاء النفر العشرون ( وصلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) . بعد أن أمر الرسول - عليه السلام - هؤلاء النفر بأن يقوموا بواجب تعليمهم لأولادهم وأمرهم بما يجب عليهم أمرهم هم أنفسهم بأن يصلوا كما رأوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي فقال : ( وصلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) ، فلا شك أن هذا يتضمَّن أن الرسول - عليه السلام - إذا أمر هؤلاء الشباب بأن يصلوا كما رأوه - عليه الصلاة والسلام - يصلي ، فمعنى ذلك أنه يلزم عليهم أن يأمروا من هم رعاة عليهم أن يصلوا - أيضًا - كما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يصلوا كما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، وهذا فيه تنبيه - أيضًا - لأن راعي أهل البيت إذا تعلَّم مسألة فقهية فلا ينبغي أن ينطوي هو عليها فقط ، فهو يصلي كما علم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي ثم لا يبالي بصلاة أولاده وعياله زوجته وابنته لا يباليه مبالاة ، فهذا يدلُّ على التقصير في تعليم الأولاد وفي أمرهم بما يجب عليهم ، ومن ذلك أن يقال لهم صلُّوا كما رأيتموني أصلي . وهذا بالطبع يقتضي التنبيه على أن حياة المسلمين اليوم العامة فيما يتعلق بهذه العبادة خاصة أي الصلاة وبسائر العبادات هم جميعًا مقصرون في تنفيذ هذا الأمر النبوي الكريم كلهم مقصرون إلا أفرادا قليلين جدًّا في المجتمع الإسلامي لأن أحدهم أولا في واقع أمره لا يصلي كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فكلنا يعلم فلان يصلي على المذهب الحنفي والثاني على المذهب المالكي والثالث على المذهب الشافعي ثم الرابع على المذهب الحنبلي أما أن أحدا يصلي على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فهذا مما لا يهتم به جماهير المسلمين اليوم بسبب بسبب جهلهم بالسنة أوَّلًا . وبسبب غلبة التعصب المذهبي على جماهير المسلمين ثانيًا . لذلك ففي هذا الحديث تنبيه هام على أنه يجب على الآباء وكذلك الأمهات أن أوَّلًا يتعلَّموا كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، وثانيًا أن يعلموا أولادهم أطفالهم وبناتهم يعلموهم كما ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه من الهدي في الصلاة فهذا يتطلب إذًا التفقه في السنة لأن الذي لم يتفقَّهْ على طريقة الكتاب والسنة فهو لا يستطيع أبدًا أن يحقِّق هذا الأمر النبوي الكريم ( صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) . ومن الأدلة أو ومن الدليل الواضح في ذلك وهذا مما نعلمه بالتجربة أننا لو التقينا مع أي رجل مع أي شيخ فضلًا عن طالب علم فقلنا له من فضلك أرنا كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يصلي فستسمع الجواب صراحة والله لا أدري كيف كان رسول الله يصلي لكني أدري كيف يصلي الإمام الحنفي فهذا إذا كان حنفيًّا وإن كان شافعيًّا قال أنا أدري كيف كان الإمام الشافعي يصلي وهكذا يقول المالكي وكذلك الحنبلي ولا ترى إلا نادرًا جدًّا رجل يجيبك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة وأول ما يتكلم به إنما هو الله أكبر إلى آخر ما هنالك ما تجد هذا البيان إطلاقًا لأنهم لا يعلمون السنة بل على العكس من ذلك سيبتدع وصف للصلاة بقوله أقوم استقبل القبلة وأقول نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات فرض العصر مبتدئا منفردا إلى آخره . فيفتتح الصلاة بخلاف السنة لأن السنة افتتاح الصلاة بالله أكبر وهؤلاء جميعًا يفتتحون الصلاة بترجمة ما أنزل الله بها من سلطان نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات مستقبل القبلة منفردا مبتدئا إلى آخره هذا ليس له أصل في السنة .إذن هل يصدق في هؤلاء أنهم حققوا أمر الرسول - عليه الصلاة والسلام - هذا الصحيح ( وصلُّوا كما رأيتموني أصلِّي ) لا وهذا كما يقولون مبين المكتوب من عنوانه أول الصلاة يبتدئونها بمخالفة صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما بال فما يكون الحال ما بعد ذلك من أمور - أيضًا - في الصلاة في وسطها وفي آخرها في كل ذلك يخالفون هدي الرسول - عليه السلام - وسنته في الصلاة .

مواضيع متعلقة