تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم ... ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فقال لهم مؤذنًا بالانصراف : ( ارجعوا إلى أهليكم ، فعلِّموهم ومُرُوهم ) هذه الفقرة هي موضع الشاهد من هذا الحديث ؛ فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام - على الرغم من علمه بأن بقاء هؤلاء النفر العشرون عنده مما هو أمر ضروري لهم لأنهم يتعلَّمون الفقه من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على الرغم من ذلك لما تبين له اشتياق هؤلاء النفر إلى الرجوع إلى أهاليهم أذن لهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - بالانصراف والعودة إلى أهلهم ، ولكنه ذكَّرَهم بأنه يجب عليهم تجاه أهليهم شيئان اثنان . الأول : أن يأمروهم أي بما أمرهم الله ورسوله والمقصود بهذا أن ينصحوا أهليهم ولا يسكتوا عن إهمالهم أو عن كسلهم بالقيام بما فرض الله عليهم ونحو ذلك .والشيء الثاني : أن يعلموهم الحرام والحلال ولا يدعوا أهاليهم في جهل بحيث أنهم يقعون في مخالفة الشارع وهم لا يشعرون فقال - عليه الصلاة والسلام - ( ارجعوا إلى أهليكم ، فعلِّموهم وأمروهم ) العلم شيء والأمر شيء ، فعلى الوالد أن يعلِّم الأولاد ، ثم عليه أن يراقبهم ؛ هل هم يطبِّقون ما تعلَّموا من الواجبات من الأوامر ؟ هل هم - مثلًا - يقومون بالصلوات ؟ هل هم يحافظون على الصدق فلا يكذبون ؟ هل ؟ هل ؟ إلى آخره .
فلا يكفي على الوالد أن يعلم الولد ، بل عليه أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؛ ولذلك حينما نسمع هذا الحديث أن الرسول - عليه السلام - يأمر هؤلاء أن يرجعوا إلى أهليهم فيعلموهم ويأمروهم نتبين حين ذاك مبلغ تقصير الآباء مع الأولاد حيث أن جماهير هؤلاء الآباء يهتمون بتعليم أولادهم فيدخلونهم مدارس وقد ينفقون عليهم أموالا طائلة لا سيما إذا بلغوا في دراستهم الدراسة العالية حيث تكلف هذه الدراسة على الآباء ألوف مؤلفة من الليرات فهذا يدل على اهتمام الآباء بتعليم الأولاد ولكن ينكشف فيما بعد بأن هذا الاهتمام بالتعليم لم يكن لوجه الله - عز وجل - بدليل أن الولد يتعلَّم وبيتخرج فيصبح - مثلًا - دكتورًا في الطب أو في علم الفلك أو في أيِّ علم من العلوم الأخرى ، ولكنه لا يفقه من الإسلام شيئًا ، ولكنه يعرف مثلًا على الأقل بأن الله فرض عليه الصلوات فهو لا يحافظ على الصلاة والوالد والوالدة ساكتون لا يأمرونهم بالمحافظة على الصلاة وعلى الآداب الإسلامية ، فحين ذاك يكونوا قد قصروا بالقيام بهذه الواجبات التي يلفت النظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث : ( كلُّكم راعٍ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته ) . وفي هذا الحديث الذي نحن الآن في صدده حيث يقول - عليه السلام - ( علِّموهم ومروهم ) .
إذًا لا يكفي أن نقنع بتعليم الأولاد فقط ، بل لا بد من أمرهم بأن يكونوا على الاستقامة كما قال - تعالى - : (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ )) ، هكذا يجب العناية بالأهل حتى نكون قد قمنا بواجب الرعاية عليهم والمحافظة عليهم أن يكونوا هم وأهلهم وقودا للنار يوم القيامة لا سمح الله . فمن أجل هذه الفقرة أورد المصنف - رحمه الله - هذا الحديث تحت باب الرجل راعٍ في أهله فيشرح بذلك نوعا من أنواع الرعاية كما ذكرت آنفًا ليس المقصود فقط من الرعاية هو -وعليكم السلام- هو فقط القيام بالواجب المادي من طعام وشراب ونحو ذلك بل الأوجب من كل هذا هو تعليمهم ما يهمهم من أمر دينهم ثم تربيتهم على هذا العلم وذلك يستدعي أمرهم بما قد يقصرون فيه من الواجبات الدينية .
فلا يكفي على الوالد أن يعلم الولد ، بل عليه أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؛ ولذلك حينما نسمع هذا الحديث أن الرسول - عليه السلام - يأمر هؤلاء أن يرجعوا إلى أهليهم فيعلموهم ويأمروهم نتبين حين ذاك مبلغ تقصير الآباء مع الأولاد حيث أن جماهير هؤلاء الآباء يهتمون بتعليم أولادهم فيدخلونهم مدارس وقد ينفقون عليهم أموالا طائلة لا سيما إذا بلغوا في دراستهم الدراسة العالية حيث تكلف هذه الدراسة على الآباء ألوف مؤلفة من الليرات فهذا يدل على اهتمام الآباء بتعليم الأولاد ولكن ينكشف فيما بعد بأن هذا الاهتمام بالتعليم لم يكن لوجه الله - عز وجل - بدليل أن الولد يتعلَّم وبيتخرج فيصبح - مثلًا - دكتورًا في الطب أو في علم الفلك أو في أيِّ علم من العلوم الأخرى ، ولكنه لا يفقه من الإسلام شيئًا ، ولكنه يعرف مثلًا على الأقل بأن الله فرض عليه الصلوات فهو لا يحافظ على الصلاة والوالد والوالدة ساكتون لا يأمرونهم بالمحافظة على الصلاة وعلى الآداب الإسلامية ، فحين ذاك يكونوا قد قصروا بالقيام بهذه الواجبات التي يلفت النظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث : ( كلُّكم راعٍ ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته ) . وفي هذا الحديث الذي نحن الآن في صدده حيث يقول - عليه السلام - ( علِّموهم ومروهم ) .
إذًا لا يكفي أن نقنع بتعليم الأولاد فقط ، بل لا بد من أمرهم بأن يكونوا على الاستقامة كما قال - تعالى - : (( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ )) ، هكذا يجب العناية بالأهل حتى نكون قد قمنا بواجب الرعاية عليهم والمحافظة عليهم أن يكونوا هم وأهلهم وقودا للنار يوم القيامة لا سمح الله . فمن أجل هذه الفقرة أورد المصنف - رحمه الله - هذا الحديث تحت باب الرجل راعٍ في أهله فيشرح بذلك نوعا من أنواع الرعاية كما ذكرت آنفًا ليس المقصود فقط من الرعاية هو -وعليكم السلام- هو فقط القيام بالواجب المادي من طعام وشراب ونحو ذلك بل الأوجب من كل هذا هو تعليمهم ما يهمهم من أمر دينهم ثم تربيتهم على هذا العلم وذلك يستدعي أمرهم بما قد يقصرون فيه من الواجبات الدينية .
- شرح كتاب الأدب المفرد - شريط : 4
- توقيت الفهرسة : 00:00:00