كيف نجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا عدوى ولا طيرة ) وبين قوله : ( فر من المجذوم ) ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، كيف نجمع بين قوله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح : ( لا عدوى ولا طيرة ) وقوله : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد ) ؟
الشيخ : هذا - أيضًا - تعرَّضنا لبيانه في المجلد الثاني أو الثالث - الله أعلم الثاني - من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " . قوله - عليه السلام - : ( لا عدوى ) المعنى : بنفسها وذاتها ، وإذا أنت عرفت هذا المعنى فحينئذٍ لا يتنافى مع قوله - عليه السلام - في الحديث الآخر الصحيح : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد ) كما أنه لا يتنافى مع قوله - عليه السلام - ( إذا سمعتم بالطاعون وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإذا وقع الطاعون في أرض فلا تدخلوها ) ، فهذا كقوله : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد ) في الأخذ بأسباب الوقاية والابتعاد عن العدوى ، لكن العدوى لا تعدي بنفسها وإنما بإرادة الله - عز وجل - ومشيئته .ويدل على هذا المعنى في هذه الجملة : ( لا عدوى ) أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما تحدث بهذا الحديث قال له ... أعرابي يعيش مع الإبل ، قال : يا رسول الله ، إنَّا نرى الإبل السليمة يدخل فيها الجمل الأجرب فيعديها . كأنه يقول : إن الذي تقوله يا رسول الله يخالف الواقع ، أنت تقول : لا عدوى ، نحن نرى العدوى بأعيننا ؛ نرى الجمال السليمة الفارهة الجميلة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها ، مع الزمن تسري العدوى هنا الى غيرها . قال - عليه الصلاة والسلام - : ( فَمَن أعدى الأول ؟! ) ، مَن أعدى الأول ؟ طبعًا جواب المؤمن : الله ، إذًا على حدِّ تعبير بعضهم : السبب الأول هو الله - تبارك وتعالى - ، فإذا دخل الجمل الأجرب بين الجمال السليمة يشاء ربُّنا أن ينقل هذه العدوى من الأجرب إلى السليم عدا وإلا فلا فإذن العدوى سبب لمرض ما ، لكن السبب قد لا يؤثر ، أي : قد يتأخر المسبب عن السبب بمشيئة الله - عز وجل - ، كما هو مثلًا في قصة إبراهيم - عليه السلام - ، فالنار تحرق لكن الله - عز وجل - أبطل تأثير النار التي أودع فيها ذاك التأثير كرامة لنبيه وخليله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - والآن انصرفوا راشدين حتى نتهيأ للصلاة .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
الشيخ : هذا - أيضًا - تعرَّضنا لبيانه في المجلد الثاني أو الثالث - الله أعلم الثاني - من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " . قوله - عليه السلام - : ( لا عدوى ) المعنى : بنفسها وذاتها ، وإذا أنت عرفت هذا المعنى فحينئذٍ لا يتنافى مع قوله - عليه السلام - في الحديث الآخر الصحيح : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد ) كما أنه لا يتنافى مع قوله - عليه السلام - ( إذا سمعتم بالطاعون وقع في أرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ، وإذا وقع الطاعون في أرض فلا تدخلوها ) ، فهذا كقوله : ( فرَّ من المجذوم فرارك من الأسد ) في الأخذ بأسباب الوقاية والابتعاد عن العدوى ، لكن العدوى لا تعدي بنفسها وإنما بإرادة الله - عز وجل - ومشيئته .ويدل على هذا المعنى في هذه الجملة : ( لا عدوى ) أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما تحدث بهذا الحديث قال له ... أعرابي يعيش مع الإبل ، قال : يا رسول الله ، إنَّا نرى الإبل السليمة يدخل فيها الجمل الأجرب فيعديها . كأنه يقول : إن الذي تقوله يا رسول الله يخالف الواقع ، أنت تقول : لا عدوى ، نحن نرى العدوى بأعيننا ؛ نرى الجمال السليمة الفارهة الجميلة يدخل بينها الجمل الأجرب فيعديها ، مع الزمن تسري العدوى هنا الى غيرها . قال - عليه الصلاة والسلام - : ( فَمَن أعدى الأول ؟! ) ، مَن أعدى الأول ؟ طبعًا جواب المؤمن : الله ، إذًا على حدِّ تعبير بعضهم : السبب الأول هو الله - تبارك وتعالى - ، فإذا دخل الجمل الأجرب بين الجمال السليمة يشاء ربُّنا أن ينقل هذه العدوى من الأجرب إلى السليم عدا وإلا فلا فإذن العدوى سبب لمرض ما ، لكن السبب قد لا يؤثر ، أي : قد يتأخر المسبب عن السبب بمشيئة الله - عز وجل - ، كما هو مثلًا في قصة إبراهيم - عليه السلام - ، فالنار تحرق لكن الله - عز وجل - أبطل تأثير النار التي أودع فيها ذاك التأثير كرامة لنبيه وخليله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - والآن انصرفوا راشدين حتى نتهيأ للصلاة .
السائل : جزاكم الله خيرًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 367
- توقيت الفهرسة : 00:00:00