ضرب الشيخ لمثال من القدامى الذين حادوا عن فهم الكتاب والسنة على نهج السلف وهو في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ضرب الشيخ لمثال من القدامى الذين حادوا عن فهم الكتاب والسنة على نهج السلف وهو في مسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة.
A-
A=
A+
الشيخ : أضرب مثلًا واحدًا فقط من الخلافات القديمة وأنهي حين ذاك الجواب عن هذا السؤال فأقول : من الخلاف المعروف القديم بين طوائف المسلمين هو : هل يرى المسلمين ربهم يوم القيامة ؟أهل السنة يقولون صراحة وهذا هو الحق ، المعتزلة ينكرون ذلك أشد الإنكار ، فحينما أنكروا ذلك هل أنكروا مثل قوله - تعالى - : (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) ؟ هل أنكروا ... أنهم ينظرون إلى نعيم الله - عز وجل - عليهم في الجنة ، فليتأمَّل المسلم كم الفرق بين أن ينظر المؤمن إلى خالقه يوم القيامة ، وبين أن ينظر إلى مخلوقاته من آلائه وأنعامه في الجنة ، هذا انحرافهم في تفسيرهم لهذه الآية نبع من اعتمادهم فقط على فهمهم وإعراضهم عن تفسير السلف الصالح لمثل هذه الآية الذي تلقَّوه عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - . كذلك فعلوا بالنسبة للآية السابقة : (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )) جاء تفسير هذه الآية الكريمة في " صحيح مسلم " من رواية سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( (( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى )) : الجنة ، (( وَزِيَادَةٌ )) : رؤية الله فيها ) ، أنكروا هذا التفسير أيضًا ؛ لأنهم لم يعتمدوا على سلفنا الصالح وفي مقدمتهم كما ذكرنا أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .

هذا المثال من عشرات بل مئات الأمثلة ، والمثالين السابقين بالنسبة لفرقة القاديانية في العصر الحاضر يكفي المسلم ليفهم أنه لا تستقيم عقيدته ولا يكون على سبيل المؤمنين إذا لم يعتمد في فهم الكتاب والسنة على ما كان عليه سلفنا الصالح . ينتج من وراء ذلك أمر هام جدًّا وهو أنه لا يكفي للمسلم أن يكون اطِّلاعه على الكتاب والسنة ، بل لا بد أن يكون واسع الاطلاع على آثار السلف الصالح ، هذه الآثار التي بها يستعين على فهم نصوص الكتاب والسنة كما ذكرنا وشرحنا آنفًا .هذا جوابي عن سؤال السلفية عن ما هي وما أدلة وجوب الرجوع إليها حتى يكون المسلم على هدى من ربه - تبارك وتعالى - . وبهذا أُنهي الجواب عن هذا السؤال ، والحمد لله رب العالمين .

السائل : جزاك الله خيرًا يا شيخنا .

الشيخ : وإياكم .

مواضيع متعلقة