بيان معنى قول الله تبارك وتعالى : (( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ))
A-
A=
A+
الشيخ : للطواف حول الكعبة قال الله - تعالى - : (( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )) ما معنى (( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )) في الآية الكريمة ؟ هذه الآية استشكلها عروة السابق الذكر ابن الزبير ابن أخت السيدة عائشة ، قال ذات يوم للسيدة عائشة : " ما أرى إلا أن الرجل إذا حج وما طاف بالبيت ولا سعى بين الصفا والمروة " قال : " ما أرى إلا أن حجه صحيح ، قالت له خالته عائشة : " ولم ذلك ؟ " فتلا هذه الآية ؛ أي : (( فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا )) " هو فهم كما يفهم كل إنسان أوَّلًا ما عنده الأسلوب العربي وثانيًا ما يعرف المناسبة التي نزلت من أجلها هذه الآية : فلا جناح عليه أن يطوف بهما يعني ما عليه إثم .. يطوف فمفهوم هذا إنه كمان ما عليه شيء إنو إيش ؟ ما يطوف ، هيك فهم عروة ، شو قالت له السيدة عائشة ؟ قالت " لو كان الأمر كما تقول لكانت الآية : فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما " ، لكن الآية تقول : فلا جناح عليه أن يطوف مش أن لا يطوف كمان بهذا المقدار ما بينتهي المراد ولكن بينت السيدة عائشة القضية بيانًا شافيًا فقالت وأفادت ما خلاصته أن هذه الآية نزلت بعد ما المسلمين بعد ما الصحابة آمنوا وأسلموا وعرفوا الإسلام فصاروا يبتعدوا عن جاهليتهم السابقة ، كانوا قبل الإسلام إذا جاؤوا عند الكعبة وطافوا بين الصفا والمروة كانوا يهلون بطاغوت من طواغيتهم هناك ولصنم من أصنامهم فلما هداهم الله - تبارك وتعالى - للتوحيد والإسلام ترفعوا أنه يهلوا يعني يلبوا بالتلبية عند الكعبة وبين الصفا والمروة لأنهم كانوا يعبدون هناك ذلك الصنم ما وجدوا من المناسب لتوحيدهم وإيمانهم بالله إنه يرجعوا يطوفوا بالمكان اللي كانوا يهلوا فيه ويلبوا فيه باسم الطاغوت سابقًا فكانوا يتحرجوا فأنزل الله هذه الآية فالآية نزلت برفع الحرج الذي صار في نفوسهم ، لا ليبين لهم إنه ما عليه شيء إن طفت وإلا ما طفت لا كأنه يقول : الطواف أمرتكم به ولا حرج عليكم أن تطوفوا لأنكم كنتم سابقًا تطوفون هناك وتهلون باسم الصنم فما دام أنكم كفرتم بهذا الصنم وآمنتم بالله وحده لا شريك له فلا جناح عليكم أن تطوفوا الآن بالبيت العتيق ولذلك أكد هذا الأمر أن الرسول - عليه السلام - قال : ( كتب الله عليكم السعي فاسعوا ) ، ( كتب الله عليكم السعي فاسعوا ) ؛ أي : فرض الله عليكم السعي فاسعوا ، ومن الجهل بالسنة الذي عَمَّ الناس بهذه الأمة بهذه الآونة أنني رأيت بعض مَن ألَّفَ بعض الرسائل الصغيرة وأورد فيه نتفا من الأحاديث التي تعجبه ، كان من الأحاديث التي أوردها : أحاديث فيها الحض على طلب الرزق لأنه العصر الحاضر الآن سيطرت المادية على أذهان الناس وكانوا من قبل توجد أذكار فيها الحض على الزهد وترك العمل فلما دخلنا في زمن مادي وتأثر فيه كثيرون من المسلمين صاروا يظهروا مفاخر الإسلام بعضها صحيح وطيب وكثير وبعضها ليس بصحيح من مفاخر الإسلام أنه يأمر بالعمل ففي القرآن مثلًا : (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ )) ما قال كلوا من رزقه قبل أن تسعوا ، وإنما قال : (( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )) ، فبعض الكتاب في بلدنا هذا ألف رسالة صغيرة وجمع فيها أحاديث من هذه النوعية التي تبين فضل الإسلام وكماله فجاب في صدد الحض على السعي في الرزق هذا الحديث : ( إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا ) هو فهم السعي إيش ؟ وراء الرزق والمقصود السعي بين الصفا والمروة ليه ؟ لأنه وجد الحديث مثلًا في الجامع الصغير ما بيعرف شو المناسبة تبعه اخذه عربية ( إن الله كتب عليكم السعي ) فاسعوا في مناكبها الآية القرآنية فاسعوا إذن اطلبوا الرزق بينما المقصود : إن الله كتب عليكم السعي بين الصفا والمروة فاسعوا لأن الله فرض ذلك عليكم هذا تفسير معنى هذه الآية الكريمة ، فلا جناح عليه أن يطوف بهما في الوقت الذي كان يتحرج من الطواف فيهما .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 355
- توقيت الفهرسة : 00:00:00