حكم تقصد الصعاب في العبادات بحجة قاعدة - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم تقصد الصعاب في العبادات بحجة قاعدة
A-
A=
A+
الشيخ : ولكن هنا نكتة يحسن بنا أن ننبه عليها وهي أن قول الفقهاء اعتمادًا على الحديث السابق أن الثواب على قدر المشقة لا ينبغي أن نفهم من هذه القاعدة أو ذاك الحديث النبوي الشريف أن الإنسان المسلم يجوز له أن يتقصد الصعاب والمشاق في العبادات بزعم أنه كلما كانت عبادته شاقة كان عمله أكثر أجرًا وثوابًا عند الله ، مثلًا بدل ما يحج بالطائرة يحج بالسيارة بدل ما يقطع المسافة بساعتين يقطعها بيومين ، بدل ما يحج بالسيارة يحج على الدابة ، بدل ما يحج على الدابة يحج على أقدامه والثواب على قدر المشقة فيأتي الرد هنا " خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - " فإنه لم يحج ماشيًا علمًا بأنه كان أقوى الرجال مطلقًا وكان باستطاعته أن يحج ماشيًا وإنما حج على ناقته - عليه الصلاة والسلام -فهنا لا يقال : الأفضل للمسلم أن يحج ماشيًا بل ولا راكبًا على الجمل أو الحمار أو الفرس بل ولا - أيضًا - راكبًا على السيارة إذا كان متيسر له المال للطائرة وإلا ينزل هكذا درجات (( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا )) ، الذي يتيسر له الطيارة فهذا هو الأفضل له أن يحج بها وذاك الذي لم يتيسر له إلا أن يحج على قدميه فهنا يقال : " الثواب على قدر المشقة " لأنه لم يتصنع ولم يتكلف المشقة تمامًا كما وقع للسيدة عائشة - رضي الله عنها - .

مواضيع متعلقة