ما صحة نسبة كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة، وقد جاء في شرحه لعلي القارئ ، صفحة 51: - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما صحة نسبة كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة، وقد جاء في شرحه لعلي القارئ ، صفحة 51:
A-
A=
A+
الشيخ : نحن الآن نفترض أن هذا القول أو هذا الكتاب كله صحيح النسبة لأبي حنيفة وقال هذا الكلام نحن لا نقبله ، لماذا ؟لأننا نعلم أن المبتدعة الذين خالفوا عقيدة السنة وأهل السنة وأهل الحديث هم الذين يقولون بنفي هذه الأشياء أي الحروف واللفظ ونحو ذلك يتوصلون منها لنفي ما صرَّح القرآن الكريم والسنة الصحيحة ، مثلًا أنا أربطك الآن بالمشكلة الأساسية : لاشك أن الله - عز وجل - من صفته الكلام حيث قال رب الأنام : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ، والقرآن باتفاق المسلمين هو كلام الله - عز وجل - ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( مَن قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات ، لا أقول : ألم حرف ، بل ألف حرف ، لام حرفُ ، ميم حرف ) ؛ إذًا قد قال الله : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا )) ، إذًا نُثبت كلام الله - عز وجل - ولا ننفيه بشيء من التأويل ، ونُثبت أن كلام الله حروف كما سمعت من قوله - عليه السلام - : ( مَن قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات ) لكننا حينما نُثبت هذا وذاك لا نقول كلام الله ككلامنا ولا نقول الحرف الذي يخرج من كلام الله - عز وجل - هو ككلامنا (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ )) فنثبت ما أثبت وننفي ما نفى ، ما الذي نفى ؟ (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )) ، ما الذي أثبت ؟ أثبت السمع والبصر ، هذا هو السمع هو هذا ؟ الذي أثبته لنفسه هو هذا ؟! حاشا ، أثبت لنفسه السمع هو هذا ؟ حاشا ، إنما هنا كلمة لبعض المحدثين وهو بالضبط أبو بكر الخطيب صاحب " تاريخ بغداد " تسمع به ولا بد ، يقول كلمة حق لو وقف عندها الفرق التي اختلفت في الكلام الإلهي اختلافًا كبيرًا لاتفقوا جميعًا على كلمة سواء كما قال - تعالى - : (( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )) كذلك لو اتفقوا على هذه الكلمة التي ذكَّرنا بها الخطيب - رحمه الله - لزال الخلاف وهو : " يقال في الصفات ما يقال في الذات " ، هل نحن نعلم كيفية الذات ؟

السائل : لا .

الشيخ : لا نعلم كيفية الذات ؛ أليس كذلك ؟

السائل : بلى .

الشيخ : لكننا نؤمن بأن الله ذات ، مش معنى ذهني قائم فقط ليس له وجود خارج ، فالذي نقوله في الذات نقوله في الصفات ، لأن الصفات متعلقة بالذات ، فكما نؤمن بوجود الذات الإلهية نؤمن تمامًا بوجود الصفات الإلهية ، كما نؤمن بأن ذاته ليست كالذوات كذلك نقول : صفاته ليست كالصفات .

مواضيع متعلقة