إثبات صفة العلو لله عز وجل من الناحية العقلية النظرية المحضة.
A-
A=
A+
الشيخ : الآن إذا أخذنا المسألة من الناحية النظرية العقلية المحضة : لاشك أن الله - عز وجل - كما ذكرنا في مطلع هذه المحاضرة أنه كان ولا مكان ولا زمان ، فهو من هذه الحيثية أي : من حيث أنه كان وليس في مكان فهو الآن كما كان ليس في مكان ، فإذن بعد أن خلق المخلوقات لا بد أن نعتقد صورة من صورٍ ثلاث : الأولى : أن الله - عز وجل - خلق المخلوقات وهو قد علاها واستعلى عليها ، وإما أن يكون العكسُ أن تكون المخلوقات فوقه وهذا مستحيل ينافي العقل والشرع معًا لأنه هو الأعلى .وإما أن يقال كما توحي بذلك تلك الكلمة الشائعة على ألسنة العامة وبعض الخاصة والتي يقولون : إن الله - عز وجل - في كل مكان والتي يعبر عن هذه العقيدة الباطلة كلمة من كلمات غلاة الصوفية حينما يقول قائلهم : " وما الله في التمثال إلا كثلجة بها الماء " هل يمكن الفصل بين الماء والثلج ؟ الجواب : لا ، الثلج هو الماء والماء هو الثلج ، وهكذا الرب والخلق عند القائلين بأن الله - عز وجل - لا شيء إلا هذا الكون ، كما قال قائلهم : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ذلك هو الضلال البعيد .إذن عقلًا وشرعًا لا بد من القول بأن الله فوق المخلوقات كلها .بعد هذا الآن أحب أن أسمع بعض الملاحظات أو الإشكالات إن صح أن يكون هناك إشكال على هذه النصوص المقطوع بِدلالتها على أن الله - عز وجل - فوق المخلوقات كلها .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 352
- توقيت الفهرسة : 00:00:00