أهمية الرجوع إلى فهم السلف للقرآن والسنة. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أهمية الرجوع إلى فهم السلف للقرآن والسنة.
A-
A=
A+
الشيخ : وثمة ضميمة أخرى لا بد منها دل عليها حديث العرباض والذي قبله ألا وهو التمسك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أي لا يجوز أن نأتي إلى نص في القرآن أو إلى حديث من أحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - وقد فسره السلف أو فسرها بنوع من التفسير والبيان لا يجوز لنا أن نخالفهم فنأتي بتفسير على خلاف ما فهموه لما سبق بيانه من أن السلف إذا فسروا النص بوجه فذلك معناه أنهم تلقوا هذا التفسير من الرسول - عليه الصلاة والسلام - كما تلقوا اللفظ المفسر هذا حينما يكون على اتفاق في تفسير وصف ما ، أما إذا اختلفوا فهنا يرد كلمة للإمام أبي حنيفة - رحمه الله - : " فهم رجال ونحن رجال " أما إذا اتفقوا فلا يجوز مخالفتهم لقول ربنا - تبارك وتعالى - في القرآن الكريم : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) الشاهد من هذه الآية قوله - تعالى - : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ، إن الله - عز وجل - عطف هذه الجملة على قوله : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى )) قال : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ترى ما النكتة وما الحكمة في هذه الجملة المعطوفة على قوله : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ )) هل ثمة فرق بين الآية كما أنزلت وبين ما لو كانت على النحو الآتي : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) نوله ما تولى إلى آخر الآية هل هناك فرق ؟ قد لا يتنبه لهذا الفرق بعض الناس وهو فرق جوهري عظيم ذلك أن الله - عز وجل - أراد بهذه الآية أن يتمسك الخلف بالمفهوم للدين الذي كان عليه السلف وإلا فكل فرقة من تلك الفرق الضالة التي أشار إليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ورأينا بعضها قديمًا أو سمعنا ببعضها قديمًا ورأينا بعضها حديثًا كل هذه الفرق إلا الطائفة الأولى القرآنيين يصرحون بأننا نحن على الكتاب والسنة ولكنك حينما تبحث معهم تفاصيل عقائدهم وآرائهم تجدهم قد جاؤوك بدين ليس هو الإسلام إلا بالدعوى فقط ، فالله - عز وجل - تنبيهًا للمسلم أن لا يتورط مع هؤلاء الضالين قال : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) ؛ يعني أن كل مسلم لا يُكتفى منه أن يقول : أنا على الكتاب والسنة وإنما يجب - أيضًا - أن يكون على سبيل المؤمنين ذلك لأن الكتاب يحتمل وجوهًا من المعاني كثيرة والسنة قريبًا من ذلك ولكنها أوضح وأوضح لذلك روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : " إذا جادلكم أهل الرأي بالقرآن فجادلوهم بالسنة فإن القرآن ذو وجوه " يعني يتحمل أكثر من معنى واحد ولهذا كلف الله - عز وجل - نبيه ببيان القرآن ليضع كما يقال اليوم النقاط على الحروف فسبيل المؤمنين هذه الجملة التي ذكرت في الآية أراد بها أن الذي يخالف النص القرآني الذي جرى المسلمون على تفسيره بوجه ما فنوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا إذن الآن نحن نعيش بين طائفتين خرجتا من الإسلام باسم الإسلام وما خطيئتهما إلا اعراضهما عن التمسك بالسنة ذلك جزاء من يخالف الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - المأمور باتباعه كتابًا وسنة الواقع أن هاتين الطائفتين لا أخشى على كثير من الشباب المسلم أن يضل بضلالهما لظهور ضلالهما .

مواضيع متعلقة