كيف تقوم الحجة على بني آدم بالإشهاد في عالم الذر وهم لايذكرونه؟ ولماذا لم تؤثر الفطرة على أهل الفترة حيث وقعوا في الشرك ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف تقوم الحجة على بني آدم بالإشهاد في عالم الذر وهم لايذكرونه؟ ولماذا لم تؤثر الفطرة على أهل الفترة حيث وقعوا في الشرك ؟
A-
A=
A+
السائل : قضية مهمة شيخ متعلقة بقضية العذر بالجهل ، وهي أخذ ذرية آدم من ظهره كما ورد في الآية وكما صح فيها أحاديث عديدة .

الشيخ : نعم .

السائل : النقاش الآن أو السؤال ليس في صحة الحديث ولكن هل بما أننا لا نتذكر ذلك الموقف فكيف تقوم به الحجة على أبناء آدم إذا كان لا تقع به حجة فهل هي الفطرة ، فطرة الخلق ، وما علاقة ذلك بأهل الفترة اللي ذكرتهم قبل قليل ؟

الشيخ : ما علاقة ذلك .

السائل : بمعتقد أهل الفترة ... الأنبياء .

الشيخ : نعم إي .

السائل : يعني هم وقعوا في الكفر ومارسوا الكفر فما كانوا يذكرون تلك الأخذ ذلك الأخذ من الذرية من ظهر آدم .

الشيخ : إي ما كانوا يذكرون فهل أنت تتصور كونهم ما كانوا يذكرون عذر لهم وإلا حجة عليهم ؟

السائل : لا ، لا هذا ولا هذا .

الشيخ : إذن .

السائل : أرى ما موقع الفطرة إذن لو أخذنا أن الفطرة هي تفسير ذلك الأخذ أو هو الشيء الذي موجود في كل ابن آدم الآن من أثر ذلك الأخذ كيف ظهر فماذا كان أثر الفطرة في أعمالهم وقد وقعوا في الشرك ؟

الشيخ : أثر الفطرة يا أخي تظهر في الإنسان الذي لم تفسد فطرته وهذه حقيقة واقعة ، أثر الفطرة وأثر ذلك الاستشهاد الذي جاء في القرآن وفي الأحاديث التي أشرت إليها تظهر في كل إنسان عاش وفطرته لكن هذه الفطرة لا يوجد ما يدل على أنها لا تفسد ولا تنحرف بل على العكس من ذلك الحديث الذي جاء فيه ذكر الفطرة يدل على أنه قد يعرض لهذه الفطرة ما يخرجها عن فطرتها وعن طبيعتها وذلك حين قال - عليه الصلاة والسلام - : ( ما من مولودٍ إلا ويُولد على الفطرة ؛ فأبواه يهوِّدانه أو ، ينصِّرانه ، أو يمجسِّانه ) ؛ فإذًا الآباء يحملون الأبناء على أن يتدينوا بخلاف ما كانوا عليه مع فطرتهم ، فحينما تفسد هذه الفطرة يأتي هنا شريعة الله - عز وجل - والملازمة لإرساله الرسل وإنزاله الكتب لإعادة هؤلاء الشاردين الخارجين عن الفطرة إلى فطرتهم فمن استجاب لبعثة الرسل وحكمة نزول الكتب رجع إلى فطرته وكان من الناجين ومن أصر واستكبر فهو من الهالكين ؛ فإذًا لا منافاة بين ذلك الخلق الذي يسمى بعالم الذر وإقامة رب العالمين الحجة عليهم بقوله : ألست بربكم ؟ قالوا بلى ، لا يعني تنافي بين هذا الخلق يومئذٍ ونسياننا لتلك الحجة التي أقامها رب العالمين عليهم وبين إمكان انحراف الإنسان عن الفطرة واحتياجه بعد ذلك إلى من يذكره بالفطرة التي كان عليها وما ذلك إلا إنزال الكتب وإرسال الرسل فأهل الفترة إذن هم الذين انحرفوا عن فطرتهم ووقعوا في الضلال فكانوا بحاجة إلى من يبشرهم وينذرهم ألا وهم الرسل والأنبياء ، لعلي أجبتك عن سؤالك ؟

السائل : نعم ... استفسار صغير يتعلق بالموضوع .

الشيخ : تفضل .

السائل : إذا كان هذا الإشهاد قد ترك أثر الفطرة أو في الناس ، نستنتج من كلامك يعني الآن الله - سبحانه وتعالى - يحاسبهم على هذا الأثر أو لا يحاسبهم يعني هل إذا كان هناك إنسان خالف الفطرة ؟

الشيخ : لا ما يحاسبهم إلا إذا جاءتهم البينة كما قال تعالى في الآية السابقة : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) يعني ربنا - عز وجل - بحكمته وعدله أقام الحجة على الناس في عالم الذر قبل أن يدخلوا في طور التكليف ثم لما دخلوا في طور التكليف فمن كان على الفطرة وأرسل إليه النبي أو الرسول فهو ماشي على مقتضى الفطرة ، يعني صاحب الفطرة ما بخالف فطرته يعني مثل الملك بدك تتصور الموضوع مثل الملك فهو مفطور على ماذا ؟ على الطاعة وليس على المعصية ، ولكن الذي وقع مع الزمان كما قال - تعالى - : (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ )) ؛ أي : اختلفوا بعد أن كانوا إيش ؟ أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، فلما ينحرف الناس عن الفطرة فهم حين ذاك بحاجة إلى الرسل والأنبياء أما إذا كانوا على الفطرة فهم سيعيشون في حدود العقيدة على الفطرة شأنهم في ذلك شأن الملائكة ، لكن هل الغالب في طبيعة الناس من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة أن يظلوا مع الزمن على فطرتهم أم أن ينحرفوا ؟ لا شك هو الأمر الثاني وهو الانحراف أشار الرسول - عليه السلام - إلى سبب من أسباب الانحراف في الحديث السابق في أن الأبوين يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه وأشار إلى شيء آخر أو سبب آخر في حديث آخر في صحيح مسلم وهو قوله - عليه السلام - ( خلق الله الناس حنفاء ، ثم اجتاحَتْهم الشياطين ) ، ( ثم اجتاحتهم الشياطين ) ، فأخرجوهم عن الصراط المستقيم وأمروهم بأن يعبدوا من لا يستحق العبادة ممن لم ينزل الله على ذلك سلطانًا فبسبب إذن الآباء وبسبب الشياطين انحرف جماهير الناس عن الفطرة فاقتضى فضل الله - عز وجل - وعدله في الناس أن لا يؤاخذهم بعد الانحراف هذا إلا بعد أن يجدد الحجة عليهم بإرسال الرسل وإنزال الكتب .

السائل : إذن ... أخذ الذر لا تقوم به حجة حتى .

الشيخ : إي نعم حتى يرسل الرسل .

السائل : غير صحيح ما يقال في هذا أي أن هؤلاء القوم كفروا لأنهم خالفوا أهل الفترة .

الشيخ : لا ، أبدًا أبدًا .

مواضيع متعلقة