فائدة : تغيير خلق الله الملعون صاحبه هو الذي يكون للحسن والتجمل.
A-
A=
A+
الشيخ : ثم قال - عليه الصلاة والسلام - في ختام هذا الحديث بعد قوله : ( والفالجات المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) ، أرجو من كل من يسمع هذا الحديث أن يتنبَّه لهذه الجملة الأخيرة في هذا الحديث فإن تحته فقهًا عظيمًا جدًّا حيث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يلفت النظر في هذه الجملة ( المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) إلى ناحيتين هامتين : الناحية الأولى : أن التغيير الملعون صاحبه إنما هو الذي يغير من أجل الحسن ومن أجل تظريف البدن أما إذا فعل الفاعل ذلك لا للحسن وإما لضرورة أو لضرر يصيبه في بدنه نفترض مثلًا صورة أن إنسانًا خلق وبأحد جفني عينه طابق ونازل على الجفن الآخر فأجرى عملية جراحية ففتح الجفن فهنا يقال : أن هذا التغيير لم يكن للحسن وإنما كان للرؤية فهذا جائز لأن الرسول - عليه السلام - علل لعن تلك النساء المغيرات لخلق الله للحسن فإذا كان ليس للحسن خرجن عن كون ذلك معصية . الشيء الآخر الذي تدل عليه هذه الجملة التعليلية ( المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) هو أنه كل شيء في بدن الإنسان المرأة أو الرجل غير للحسن فيشمله اللعن لوجود العلة فكثير من الناس اليوم مثلًا نسمع أنهم يقولون أن بعض الخطباء أو المدرسين يقولون أن النمص هو فقط الحاجب وبعضهم يزيد فيقول الحاجب الخد وبعضهم يزيد فيقول والوجه ونحن نقول : أولًا إن النمص معناه عام كما شرحنا آنفًا وثانيًا : إن التغيير في أي مكان من البدن وليكن هو موضع السؤال ألا وهو الساق فإذا كانت امرأة مشعرانية لها شعر كثيف في ساقها فهذا خلق الله فإذا جاءت المرأة ونتفته فقد غيرت خلق الله للحسن والتزين ... والتجمل فحينئذٍ شملها اللعن المنصب على النامصات بصورة عامة وعلى الواشمات وعلى الفالجات إذن قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( المغيِّرات لخلق الله للحُسْن ) ، أفادنا أن كل تغيير الباعث عليه هو الحسن والتجمل فهو ملعون في أيِّ مكان وبأيِّ صورة كان هذا التغيير سواء كان بالنمص أو كان بالوشم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 347
- توقيت الفهرسة : 00:00:00