بيان سبب جمع المحدثين الحديث في كتبهم دون التمييز بين صحيحه وسقيمه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان سبب جمع المحدثين الحديث في كتبهم دون التمييز بين صحيحه وسقيمه ؟
A-
A=
A+
الشيخ : لكي لا يقول غافل أو جاهل وقد سمعنا هذا مرارًا وتكرارًا : ما بال أولئك المحدثين الذين جمعوا الحديث في كتبهم دون التمييز بين صحيحه وسقيمه كما فعل الإمامان البخاري ومسلم ؟ يقولون هذا بالاستفهام الاستنكاري جاهلين هذه الحقيقة التي أشرت إليها وهي أن هذا الجمع الذي كان عمل الجمهور الكبير من علماء الحديث أمر لا بد منه وهو كما ذكرنا أيضًا توطئة لتمييز الصحيح من الضعيف فنحن مثلًا نجد من الكتب المشهورة الآن بين المسلمين " مسند الإمام أحمد بن حنبل " - رحمه الله - في ستة مجلدات ضخمة ، ولكن واقع هذا الكتاب العظيم هو أن فيه من كل أنواع الحديث من الصحيح والحسن بقسميه الصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن لذاته والصحيح لغيره .

الطالب : والحسن لغيره .

الشيخ : لا ، فيه الصحيح بقسميه : الصحيح لذاته والصحيح لغيره ، وفيه الحسن بقسميه الصحيح لذاته والحسن لغيره ، وفيه الضعيف وهو - أيضًا - بقسميه المعروفين في مصطلح الحديث : الضعيف الذي لم يشتد ضعفه والذي يصلح أن يقوي غيره مما كان مثله ، وفيه الضعيف الواهي الذي لا يفيد الواقف عليه شيئًا إلا أن يعرف وهاءه وضعفه ، وفيه بعض الأحاديث الضعيفة . هذا الكتاب هذا الكتاب الضخم يقول بعض الناس لماذا لم يصف الإمام أحمد هذا الكتاب المسند من الأحاديث الضعيفة والموضوعة نقول : كفى الإمام أحمد فضلًا أنه كرّس حياته كلها في سبيل جمع هذا المسند من مختلف البلاد الإسلامية ، أنتم تعلمون أن الإمام أحمد هو أحد الأئمة الأربعة من الفقهاء فقهاء المسلمين الذي يقلدهم جماهير المسلمين من أهل السنة ولعلكم تعلمون معي أن هذا الإمام الذي هو آخر الأئمة الفقهاء الأربعة هو أكثر هؤلاء الأئمة بل وغيرهم ليس فقط من الفقهاء بل ومن المحدثين هو أكثرهم حديثًا لماذا ؟ لأنه صرف جهده لجمع هذه الأحاديث في هذا الكتاب العظيم وبذلك مهد الطريق لتصفية هذه الأحاديث وتمييز صحيحها من ضعيفهاولا غرابة في أن يكون هذا الإمام الإمام أحمد من شيوخ الصحيحين من شيوخ البخاري ومسلم فقد رويا عنه في " الصحيحين " فضلًا عن غيرهما كثيرًا من الأحاديثقلت : إن أكثر علماء الحديث كان همهم جمع الحديث من صدور الرواة يومئذٍ ثم تلاهم جمهور آخر كان همهم كتابة هذه الأحاديث وجمعها في الكتب أيضًا على ذلك النمط من التقميش دون التفتيش ، من الجمع دون التمييز بين الصحيح والضعيف فكانت هذه الكتب الكثيرة التي يتداولها المسلمون اليوم من العلماء وطلاب العلم لكن بين هؤلاء من تقصد الغاية من ذلك الجمع والتقميش ألا وهو التمييز كان من هؤلاء كما قلنا ثلة من الأولين منهم الإمام البخاري والإمام مسلم وقليل من الآخرين .

مواضيع متعلقة