لا يخفاكم أن الدعوة إلى الله قد تشعبت أمورها في هذا العصر وحتى تستطيع الدعوة القيام بواجبها فإن ذلك يلزم تنظيم أمورها وتوزيع الأعمال على الأفراد ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ، حيث يشيع خصومكم عنكم أنكم تحرمون التنظيم فنرجوا التكرم والإيضاح ؟
A-
A=
A+
السائل : لا يخفاكم أن الدعوة إلى الله قد تشعَّبت أمورها في هذا العصر وحتى تستطيع الدعوة القيام بواجبها فإن ذلك يلزم تنظيم أمورها وتوزيع الأعمال على الأفراد ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ؟ حيث يشيع خصومكم عنكم أنكم تحرمون التنظيم فنرجو التكرم والإيضاح .
الشيخ : لا شك أن التنظيم المذكور هنا مجمل ، وإذا نظرنا إليه تعديل التنظيم المذكور في نفس هذا السؤال وهو ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ؟نقول : ما يشاع من أننا ننكر التنظيم فليس هذا هو التنظيم الذي ننكره ، وإنما ننكر تنظيمًا ليس للأعمال المتعلقة بالدعوة ذلك لأن تنظيم الدعوة من الأمور الواضحة جدًّا أن الداعية أو الدعاة يجعلون مثلًا لدروسهم أيامًا محدثة حتى يتيسر للراغبين بالتعرف على الدعوة أن يأتوها في أوقات معينة ، فمثل هذا التنظيم لا يمكن أن يتبادر إلى ذهن إنسان إنه حرام أو بدعة كيف وأصل ذلك معروف في السنة كما جاء في " صحيح البخاري " وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد جعل للنساء فضلًا عن الرجال يومًا معينًا يأتيهن ويعظهن ويعلمهن ، أما إذا كان المقصود من التنظيم هو تنظيم يترتب من ورائه التحزب والتعصب لهذه الجماعة على الجماعات الإسلامية الأخرى بحيث لا يتسع للتنظيم لتقبل أي جماعة أخرى ولو كان لهم نظام خاص ، وهذا النظام قد يكون من هذا النوع الذي لا نراه جائزًا ، فقد يكون مثلًا نظامًا سريًا يشبه قيام دولة وسط دولة فذلك مما يترتب منه مفاسد كثيرة ، وقد وقع مثل ذلك في عصرنا الحاضر أكثر من مرة ، وما جنى المسلمون من وراء ذلك إلا كما يقال الحنظل ، فإذن التنظيم اسم يطلق ويراد به ما هو جائز مما جاء في السؤال تنظيم الدعوة ، ويطلق ويراد شيئًا آخر وهذا الذي نحن ننكره وهو التنظيم الحزبي الذي يفرض على الحزبيين أمورًا ونظامًا يجعلهم يتكتلون على ضد المسلمين الآخرين ولا يتعاملون معهم لأنهم ليسوا منتظمين في هذا النظام فإذن فرق بين نظام وآخر ، والحد الفاصل بين ذلك أن لا يكون في النظام إلا تنظيم الدعوة إلى الله بصورة علنية ، ولم يكن هناك تنظيم سري لأن هذا التنظيم السري ما يأتي على المسلمين إلا بالبلاء العظيم ، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك هذا جوابي عن هذا السؤال .
السائل : ...
الشيخ : تفضل .
السائل : إذن كأنه يقول الممنوع هو أن ينشأ تنظيم سري يتعصب له لأنه تنظيم .
الشيخ : إي نعم .
السائل : ويوالى ويعادى من أجله .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وهل نستفيد المنع بهذا من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال : يا للأنصار قال : يا للمهاجرين ، ثم قال : ( أبدعوى الجاهلية ؟! ) مع أنهم تنادوا إلى اسم شرعي .
الشيخ : هذه عصبية ليس لها علاقة بالتنظيم .
السائل : ما يستفاد منه أن من تداعى إلى جماعة يعني تعصب لها أن يكون هذا من الممنوع ؟
الشيخ : هو ممنوع بلا شك ، أما الحديث يعني هي قبلية جاهلية حرمها الرسول - عليه السلام - ليس له علاقة بالتنظيم الذي نحن ننكره ، لكن على كل حال ما أنكره الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث هو لأنهم عادوا إلى ما كان عليه عادتهم في الجاهلية من أن يتعصب كل قبيلة لقبيلتها على الحق وعلى الباطل ، فمن هذه الزاوية ممكن أن يلتقي الحديث مع التنظيم السري الذي يعادي من ليس معهم ويحاربهم ولا يتعاونون مع المسلمين ويكونون حزبًا منفصلين عن جماعة المسلمين ، ولذلك فنحن نرى أن التنظيم كما جاء في السؤال إذا كان تنظيمًا للدعوة التي تتسع لكل الجماعات الإسلامية ولا تتقوقع كما يقال على نفسها ولا تقبل إلا من دان بنظامها فهذا التنظيم إذا كان هو المقصود بهذا السؤال كما هو الظاهر هذا لا يمكن لإنسان أن ينكره بل هو يحبذه ويدعو إليه ، إلا أنه يجب الملاحظة أن كلمة التنظيم لا شك أنها كلمة عربية قديمة ، لكنها في اصطلاح العصر الحاضر تعني شيئًا غير الذي يتبادر مما جاء في السؤال من تعظيم الدعوة والدعاة ليقوم كل منهم بواجبه ، فالتنظيم حينما يطلق فإنما يراد شيء لا نراه مشروعًا ؛ ولذلك فإذا ما دعونا إلى التنظيم فلا بد من تحديد المراد وتوضيحه للناس حتى لا يتبادر لأذهان البعض بأنه من نوى ذلك التنظيم الذي جاء بالبلاء على جميع المسلمين وفي كل البلاد .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : لا شك أن التنظيم المذكور هنا مجمل ، وإذا نظرنا إليه تعديل التنظيم المذكور في نفس هذا السؤال وهو ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ؟نقول : ما يشاع من أننا ننكر التنظيم فليس هذا هو التنظيم الذي ننكره ، وإنما ننكر تنظيمًا ليس للأعمال المتعلقة بالدعوة ذلك لأن تنظيم الدعوة من الأمور الواضحة جدًّا أن الداعية أو الدعاة يجعلون مثلًا لدروسهم أيامًا محدثة حتى يتيسر للراغبين بالتعرف على الدعوة أن يأتوها في أوقات معينة ، فمثل هذا التنظيم لا يمكن أن يتبادر إلى ذهن إنسان إنه حرام أو بدعة كيف وأصل ذلك معروف في السنة كما جاء في " صحيح البخاري " وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قد جعل للنساء فضلًا عن الرجال يومًا معينًا يأتيهن ويعظهن ويعلمهن ، أما إذا كان المقصود من التنظيم هو تنظيم يترتب من ورائه التحزب والتعصب لهذه الجماعة على الجماعات الإسلامية الأخرى بحيث لا يتسع للتنظيم لتقبل أي جماعة أخرى ولو كان لهم نظام خاص ، وهذا النظام قد يكون من هذا النوع الذي لا نراه جائزًا ، فقد يكون مثلًا نظامًا سريًا يشبه قيام دولة وسط دولة فذلك مما يترتب منه مفاسد كثيرة ، وقد وقع مثل ذلك في عصرنا الحاضر أكثر من مرة ، وما جنى المسلمون من وراء ذلك إلا كما يقال الحنظل ، فإذن التنظيم اسم يطلق ويراد به ما هو جائز مما جاء في السؤال تنظيم الدعوة ، ويطلق ويراد شيئًا آخر وهذا الذي نحن ننكره وهو التنظيم الحزبي الذي يفرض على الحزبيين أمورًا ونظامًا يجعلهم يتكتلون على ضد المسلمين الآخرين ولا يتعاملون معهم لأنهم ليسوا منتظمين في هذا النظام فإذن فرق بين نظام وآخر ، والحد الفاصل بين ذلك أن لا يكون في النظام إلا تنظيم الدعوة إلى الله بصورة علنية ، ولم يكن هناك تنظيم سري لأن هذا التنظيم السري ما يأتي على المسلمين إلا بالبلاء العظيم ، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك هذا جوابي عن هذا السؤال .
السائل : ...
الشيخ : تفضل .
السائل : إذن كأنه يقول الممنوع هو أن ينشأ تنظيم سري يتعصب له لأنه تنظيم .
الشيخ : إي نعم .
السائل : ويوالى ويعادى من أجله .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وهل نستفيد المنع بهذا من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال : يا للأنصار قال : يا للمهاجرين ، ثم قال : ( أبدعوى الجاهلية ؟! ) مع أنهم تنادوا إلى اسم شرعي .
الشيخ : هذه عصبية ليس لها علاقة بالتنظيم .
السائل : ما يستفاد منه أن من تداعى إلى جماعة يعني تعصب لها أن يكون هذا من الممنوع ؟
الشيخ : هو ممنوع بلا شك ، أما الحديث يعني هي قبلية جاهلية حرمها الرسول - عليه السلام - ليس له علاقة بالتنظيم الذي نحن ننكره ، لكن على كل حال ما أنكره الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث هو لأنهم عادوا إلى ما كان عليه عادتهم في الجاهلية من أن يتعصب كل قبيلة لقبيلتها على الحق وعلى الباطل ، فمن هذه الزاوية ممكن أن يلتقي الحديث مع التنظيم السري الذي يعادي من ليس معهم ويحاربهم ولا يتعاونون مع المسلمين ويكونون حزبًا منفصلين عن جماعة المسلمين ، ولذلك فنحن نرى أن التنظيم كما جاء في السؤال إذا كان تنظيمًا للدعوة التي تتسع لكل الجماعات الإسلامية ولا تتقوقع كما يقال على نفسها ولا تقبل إلا من دان بنظامها فهذا التنظيم إذا كان هو المقصود بهذا السؤال كما هو الظاهر هذا لا يمكن لإنسان أن ينكره بل هو يحبذه ويدعو إليه ، إلا أنه يجب الملاحظة أن كلمة التنظيم لا شك أنها كلمة عربية قديمة ، لكنها في اصطلاح العصر الحاضر تعني شيئًا غير الذي يتبادر مما جاء في السؤال من تعظيم الدعوة والدعاة ليقوم كل منهم بواجبه ، فالتنظيم حينما يطلق فإنما يراد شيء لا نراه مشروعًا ؛ ولذلك فإذا ما دعونا إلى التنظيم فلا بد من تحديد المراد وتوضيحه للناس حتى لا يتبادر لأذهان البعض بأنه من نوى ذلك التنظيم الذي جاء بالبلاء على جميع المسلمين وفي كل البلاد .
السائل : جزاك الله خيرًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 331
- توقيت الفهرسة : 00:00:00