ما الحكم إذا أمر الإمام عالمًا بعدم الإفتاء أو التعليم للناس وأراد أن يلزمه بفتوى معيَّنة ؟
A-
A=
A+
السائل : الشق الآخر من السؤال يقول : إذا أمر الإمام عالمًا بعدم الإفتاء أو التَّعليم للناس ، وأراد أن يُلزِمَه بفتوى معيَّنة ؛ فما هو الحكم ؟ وهل المسألة فيها تفصيل ؟
الشيخ : المسألة هذه تدخل في اعتقادي في موضوع سدِّ الذريعة وسدِّ باب الفتنة ، إذا كان الحاكم هو من النوع الأول وهو العادل ، وأمر شخصًا معيَّنًا بأن لا يُفتي الناس ؛ وَجَبَ على هذا الشخص أن يُطيع هذا الحاكم العادل ، ونحن نذكر في مثل هذه المناسبة القصة المرويَّة في " صحيح البخاري " وهي " أن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - بَلَغَه أن أبا موسى الأشعري كان يفتي بـ " إيش ؟
الطالب : التمتُّع .
الشيخ : " بالتمتُّع في الحج ، فأرسل خلفه ، وذكر له بأنك أنت تفتي الناس بالتمتُّع بالعمرة إلى الحج ، قال : إن شئت فعلت ، وإن شئت تركت " ، ويشبه هذا تمامًا - بل هو أصرح - قصة صاحب التيمُّم مع عمر بن الخطاب ، قصة التيمُّم هو علي بن حاتم الطائي ، ولَّا شخص آخر ؟ لعلي أتذكَّر وأنا أسرد القصة ، المهم : " كان يفتي بأن المسافر إذا لم يجد الماء تيمَّم " ، ما تذكر أبو العبد ؟ ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أبو موسى .
الطالب : ... .
الشيخ : آ .
الطالب : ... .
الشيخ : المهم ما أظن أبو موسى صاحب قصة التيمُّم ، على كلِّ حال ما بيهّمنا الاسم ؛ " أرسل إليه وقال : إنك تفتي بالتيمُّم بالنسبة للمسافر . قال له : نعم يا أمير المؤمنين ، ألا تذكر أنَّنا كنَّا في سفر ولم نجد الماء ؟! " .
الطالب : عمار بن ياسر .
الشيخ : عمار بن ياسر ، هذا هو ، عمار بن ياسر يقينًا .
" ألا تذكر أنَّنا كنَّا في سفر ولم نجد الماء ، فتَمَرَّغْنا كما تتمرَّغ الدابة بالتراب ، فلما جئنا إلى الرسول - عليه السلام - قال : ( إنما كان يكفيك أن تضرب بكفَّيك ضربة واحدة ) . قال : لا أذكر . عمار بن ياسر يقول : لا ، عفوًا عمر يقول لعمار : لا أذكر . قال له : أمسك عن الفتوى ؟ هنا الشاهد قال : " لا ، إنَّما نولِّيك ما تولَّيت " ، يعني على مسؤوليتك ، " إنما نولِّيك ما تولَّيت " .
الشاهد من ... تلك القصة وهذه ولها مثيلاتها مثلًا : عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنهما - ... رأي عمر بن الخطاب بالنهي عن التمتُّع بالعمرة إلى الحج ، مع أن هذا حكم منصوص عليه في القرآن الكريم : (( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )) ، وهناك أحاديث كثيرة معروفة ، ومن ذلك قوله - عليه السلام - : ( دخلت العمرة بالحج إلى يوم القيامة ) ، مع ذلك عثمان بن عفان الذي تولَّى الخلافة بعد عمر بن الخطاب كان يتبنَّى رأي عمر ، وينهى الناس عن التمتُّع بالعمرة إلى الحج ، فتجهَّز ... وهو ينهى الناس عن المتعة ، ووقف في وجهه علي بن أبي طالب وقال : " لِمَ تَنْهَ الناس عن شيء فعلناه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ لبيك اللهم بعمرة ، لبيك اللهم بعمرة " .
الشاهد : أن الصحابة كانوا يرون عمر - رضي الله عنه - كما ذكرنا آنفًا في أول الجلسة أنه كان مُلهَمًا ، وكان له آراء يعني حقيقة لها وجاهتها على الأقل في زمانه .
فالآن نعود إلى الحاكم إذا كان عالمًا وكان عادلًا ، وبدا أن ينهى عالمًا من علماء المسلمين أن يفتي الناس ؛ فحين ذاك على هذا أن ينتهي ، والمسألة فيها كلام ، كبير كلام إلى أنَّ الحاكم المسلم إذا كان يحكم بالإسلام ، وبدا له أن يأمر عالمًا بأن لا يفتي الناس ؛ فالمفروض أن هذا العالم يطيع هذا الحاكم العادل ؛ ذلك لأنَّ في هذه الطاعة أوَّلًا ليس فيه معصية كما قد يبدو لبعض الناظرين ؛ كما قد يبدو لبعض الناظرين ليس فيه معصية ؛ ذلك لأنَّ نشر العلم بين الناس هو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فإذا رأى الحاكم المسلم أن يأمر فردًا معيَّنًا من أهل العلم أن لا يُفتي الناس فهو لم يأمر بمعصية ، إلا لو لم يكن هناك مَن يفتي إلا هذا الرجل الوحيد ؛ حينئذٍ ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .
فإذا كان الأمر ليس كذلك ؛ أي : لم يأمر كل العلماء بأن لا يتكلَّموا ، وإنما أمر شخصًا معيَّنًا لسبب بدا هو له ، وهنا لا بد من لفت النظر إلى شيء ؛ وهو أنَّ هذا الحاكم الذي هو راعي الأمة بما عنده من أهل الشورى وأهل العلم وأهل الاختصاص في كل المجالات التي تتعلق بإدارة الأمة يكون هو فردًا في الحقيقة بمعرفة حاجة الناس ما ينفعهم وما يضرُّهم ، وليس كذلك أيّ عالم من العلماء الذين يعيشون تحت حكمه وهو أعلم بما يصلح للفتوى وما لا يصلح ؛ لِمَن يصلح أن يفتي الناس ومن لا يصلح ؛ فحينئذٍ ينبغي لهذا الفرد أن يطيع هذا الإمام العالم . لأنَّه إذا أمر الجميع أن لا يتكلموا فلا طاعة ؛ لأنها معصية .
بقية السؤال ؟
السائل : إذا كان الإمام غير عادل ؟
الشيخ : هذا كلام فيما إذا كان عادلًا .
السائل : نعم .
الشيخ : إي نعم ، أما إذا كان غير عادل فإذا أمَرَ بما هو مشروع فيجب إطاعته ؛ لأنه لو لم يكن هو قد أمر به فهو مأمور به أصلًا .
الشيخ : المسألة هذه تدخل في اعتقادي في موضوع سدِّ الذريعة وسدِّ باب الفتنة ، إذا كان الحاكم هو من النوع الأول وهو العادل ، وأمر شخصًا معيَّنًا بأن لا يُفتي الناس ؛ وَجَبَ على هذا الشخص أن يُطيع هذا الحاكم العادل ، ونحن نذكر في مثل هذه المناسبة القصة المرويَّة في " صحيح البخاري " وهي " أن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - بَلَغَه أن أبا موسى الأشعري كان يفتي بـ " إيش ؟
الطالب : التمتُّع .
الشيخ : " بالتمتُّع في الحج ، فأرسل خلفه ، وذكر له بأنك أنت تفتي الناس بالتمتُّع بالعمرة إلى الحج ، قال : إن شئت فعلت ، وإن شئت تركت " ، ويشبه هذا تمامًا - بل هو أصرح - قصة صاحب التيمُّم مع عمر بن الخطاب ، قصة التيمُّم هو علي بن حاتم الطائي ، ولَّا شخص آخر ؟ لعلي أتذكَّر وأنا أسرد القصة ، المهم : " كان يفتي بأن المسافر إذا لم يجد الماء تيمَّم " ، ما تذكر أبو العبد ؟ ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أبو موسى .
الطالب : ... .
الشيخ : آ .
الطالب : ... .
الشيخ : المهم ما أظن أبو موسى صاحب قصة التيمُّم ، على كلِّ حال ما بيهّمنا الاسم ؛ " أرسل إليه وقال : إنك تفتي بالتيمُّم بالنسبة للمسافر . قال له : نعم يا أمير المؤمنين ، ألا تذكر أنَّنا كنَّا في سفر ولم نجد الماء ؟! " .
الطالب : عمار بن ياسر .
الشيخ : عمار بن ياسر ، هذا هو ، عمار بن ياسر يقينًا .
" ألا تذكر أنَّنا كنَّا في سفر ولم نجد الماء ، فتَمَرَّغْنا كما تتمرَّغ الدابة بالتراب ، فلما جئنا إلى الرسول - عليه السلام - قال : ( إنما كان يكفيك أن تضرب بكفَّيك ضربة واحدة ) . قال : لا أذكر . عمار بن ياسر يقول : لا ، عفوًا عمر يقول لعمار : لا أذكر . قال له : أمسك عن الفتوى ؟ هنا الشاهد قال : " لا ، إنَّما نولِّيك ما تولَّيت " ، يعني على مسؤوليتك ، " إنما نولِّيك ما تولَّيت " .
الشاهد من ... تلك القصة وهذه ولها مثيلاتها مثلًا : عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنهما - ... رأي عمر بن الخطاب بالنهي عن التمتُّع بالعمرة إلى الحج ، مع أن هذا حكم منصوص عليه في القرآن الكريم : (( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ )) ، وهناك أحاديث كثيرة معروفة ، ومن ذلك قوله - عليه السلام - : ( دخلت العمرة بالحج إلى يوم القيامة ) ، مع ذلك عثمان بن عفان الذي تولَّى الخلافة بعد عمر بن الخطاب كان يتبنَّى رأي عمر ، وينهى الناس عن التمتُّع بالعمرة إلى الحج ، فتجهَّز ... وهو ينهى الناس عن المتعة ، ووقف في وجهه علي بن أبي طالب وقال : " لِمَ تَنْهَ الناس عن شيء فعلناه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ لبيك اللهم بعمرة ، لبيك اللهم بعمرة " .
الشاهد : أن الصحابة كانوا يرون عمر - رضي الله عنه - كما ذكرنا آنفًا في أول الجلسة أنه كان مُلهَمًا ، وكان له آراء يعني حقيقة لها وجاهتها على الأقل في زمانه .
فالآن نعود إلى الحاكم إذا كان عالمًا وكان عادلًا ، وبدا أن ينهى عالمًا من علماء المسلمين أن يفتي الناس ؛ فحين ذاك على هذا أن ينتهي ، والمسألة فيها كلام ، كبير كلام إلى أنَّ الحاكم المسلم إذا كان يحكم بالإسلام ، وبدا له أن يأمر عالمًا بأن لا يفتي الناس ؛ فالمفروض أن هذا العالم يطيع هذا الحاكم العادل ؛ ذلك لأنَّ في هذه الطاعة أوَّلًا ليس فيه معصية كما قد يبدو لبعض الناظرين ؛ كما قد يبدو لبعض الناظرين ليس فيه معصية ؛ ذلك لأنَّ نشر العلم بين الناس هو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فإذا رأى الحاكم المسلم أن يأمر فردًا معيَّنًا من أهل العلم أن لا يُفتي الناس فهو لم يأمر بمعصية ، إلا لو لم يكن هناك مَن يفتي إلا هذا الرجل الوحيد ؛ حينئذٍ ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) .
فإذا كان الأمر ليس كذلك ؛ أي : لم يأمر كل العلماء بأن لا يتكلَّموا ، وإنما أمر شخصًا معيَّنًا لسبب بدا هو له ، وهنا لا بد من لفت النظر إلى شيء ؛ وهو أنَّ هذا الحاكم الذي هو راعي الأمة بما عنده من أهل الشورى وأهل العلم وأهل الاختصاص في كل المجالات التي تتعلق بإدارة الأمة يكون هو فردًا في الحقيقة بمعرفة حاجة الناس ما ينفعهم وما يضرُّهم ، وليس كذلك أيّ عالم من العلماء الذين يعيشون تحت حكمه وهو أعلم بما يصلح للفتوى وما لا يصلح ؛ لِمَن يصلح أن يفتي الناس ومن لا يصلح ؛ فحينئذٍ ينبغي لهذا الفرد أن يطيع هذا الإمام العالم . لأنَّه إذا أمر الجميع أن لا يتكلموا فلا طاعة ؛ لأنها معصية .
بقية السؤال ؟
السائل : إذا كان الإمام غير عادل ؟
الشيخ : هذا كلام فيما إذا كان عادلًا .
السائل : نعم .
الشيخ : إي نعم ، أما إذا كان غير عادل فإذا أمَرَ بما هو مشروع فيجب إطاعته ؛ لأنه لو لم يكن هو قد أمر به فهو مأمور به أصلًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 321
- توقيت الفهرسة : 00:57:50
- نسخة مدققة إملائيًّا