التفريق بين مَن يطلب الأجر مقابل العمل الديني وبين مَن يُقدَّم له من غير طلب .
A-
A=
A+
الشيخ : في فرق بين مَن يطلب الأجر الدنيوي مقابل العمل الديني وبين مَن يُقدَّم له الأجر ، في فرق بين الاثنين ، والفرق هو أن الأول واضح مكشوف أنه عَمِلَ عملًا من أعمال الآخرة من أجل إيش ؟ الدنيا ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( بشِّرْ هذه الأمَّة بالرفعة والسَّناء والمجد والتمكين في الأرض ، ومَن عَمِلَ منهم عملًا للدنيا ؛ فليس له في الآخرة من نصيب ) ؛ فالفرق أن هذا الذي يطلب المادة مقابل الأجر الأخروي ما كشف عن نيَّته ابتداءً ، أما الذي يُعطى له الأجر فهنا في التفصيل التالي ؛ وهو : يشمل بقى كل الأنواع اللي كنَّا فيها ، نبدأ بإمام المسجد ، اليوم من الآفات القائمة بين طلاب العلم أنُّو بيدرس الشريعة - مثلًا - بيدرس القرآن ، وبيحفظ القرآن مشان يرشِّح حاله يتقدَّم لطلب وظيفة الإمامية ، هذا دخل في القسم الأول ، يطلب الأجر الدنيوي مقابل الأجر الأخروي ، هذا لا يجوز ، ( ليس له في الآخرة من نصيب ) ، لكن ليس كذلك .
معذرة الآن بدأ الشَّيخ يثبت حاله أنُّو فعلًا شيخ ، آمنتم ؟
الطالب : آمنَّا بالله العظيم .
الشيخ : ها أبو أحمد .
الطالب : نعم يا شيخي .
الشيخ : آمنتم أن بدأ الشَّيخ يثبت حاله أنه شيخ يعني .
الطالب : ما شاء الله عنك !
الشيخ : المهم الذي يدرس الشريعة أو يحفظ القرآن يخطِّط ليصبح موظَّفًا هذا ليس له في الآخرة من نصيب ، لكن شخص آخر يدرس العلم لله ، يدرس القرآن لله ، فيأتي شخص ويقول له : نريد أن نجعلَك إمامًا ولك كذا ، هذا يختلف عن الأول ، لكن ليكون ناجيًا في الآخرة لا بد الآن من ذكر التفصيل التالي وهو : أنُّو هو لا يأخذ ما يُعطى له . انتبه يا أبا إسلام الله يهديك .
الطالب : ... .
الشيخ : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )) ، خاصَّة بالنسبة لأنت وأنت واجهتي الآن ، وأنا متوجِّه إليك بكليتي مثل ما أنت لازم تتوجَّه إليَّ بكليتك .
الطالب : شيخنا ، لما تقول أبو إسلام قل أبو إسلام طلعت ... أنا ، زيد لها طلعت ، أبو إسلام طلعت ، أو أبو إسلام نمرة اثنين .
الشيخ : طلعت ، بس يقولوا يا أبا إسلام بيقولوا أنُّو لسان الحال أنطق من لسان المقال ، هو أنا بأقول : أنا مواجهك وهو مواجهني ، هذا ما يصدق على أبو إسلامنا القديم ؛ فلذلك لسان الحال أنطق من لسان المقال ، فما ضروري نقول بقى أبو إسلام طلعت ، وأبو إسلام طالع ، لسان الحال أنطق من لسان المقال .
المهم هذا الذي طلب العلم لوجه الله وحفظ القرآن لوجه الله ، شو - مثلًا - من فوارق طلب العلم ؛ لأن قرأ في القرآن : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) ، لازم أنا أكون من هؤلاء الذين لا يستوي الآخرون معهم ، (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) ، لازم أنا يكون لي درجات عند الله عاليات إلى آخره ، يحفظ القرآن لأنه سَمِعَ - مثلًا - على الأقل حديثين اثنين ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( خيركم مَن تعلَّمَ القرآن وعلَّمَه ) ؛ إذًا هو بدو يتعلَّم القرآن مشان يعلِّم الناس ، ويكون هو خير الناس ، وسمع حديثًا آخر : ( مَن قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ) ، بكل حرف عشر حسنات ، قال - عليه السلام - : ( لا أقول : الم حرف ؛ بل ألف حرف ، لام حرف ، ميم حرف ) ، هذا الذي طلب العلم لوجه الله وحفظ القرآن لوجه الله قيل له : نريد أن نفرِّغَك أن تؤمَّ الناس أن تخطب الناس أن تعلِّم الناس إلى آخره ؛ جاز له أن يأخذ ما قدَّمَه ، لا أن يأخذ ما طلبه .
الطالب : نعم .
الشيخ : لكن هنا بالنسبة لهذا الذي قُدِّم إليه ولم يطلب ، قُدِّم إليه ؛ ننصحه بأن لا يأخذ ما يأخذه أجرًا ، وإنما منحةً .
الطالب : قضاء حاجة .
الشيخ : منحةً وهديَّةً وهبةً ، وعلى حدِّ ما جاء في الحديث الصحيح في " صحيح مسلم " عن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا جاءه أموال وقسمها على الأصحاب أعطى منها قسمة لعمر ، فيقول عمر " ، عمر وما أدراك ما عمر ؟! " يا رسول الله ، أعطِه مَن هو أحوج منِّي إليه " ، شوف شلون ما ... بياخدها ما بيصدِّق تجيه ؛ لا ، " يقول : أعطِه مَن هو أحوج منِّي إليه " . يقول : ( يا عمر ، ما آتاك الله من مالٍ ونفسُك غير مشرفةٍ إليه فخُذْه وتموَّلْه ؛ فإنما هو رزقٌ ساقَه الله إليك ) . وفي رواية من تمام حكمة الرسول : ( ثم إن شئْتَ تصرَّفْتَ به أو تصدَّقْتَ به ) ، فأنت تملَّكه وصير بقى إيش ؟ مالكه وحر فيه ، أنت في غنى عنه أعطه للفقراء والمساكين يكتب لك الأجر ، أما أن تقول أعطه مَن هو أحوج ، ما في مانع ، لكن الأحوج خُذْه أنت مني وأعطه إياه ، بتكون سبب إيش ؟ واسطة الخير يعني .
فالمقصود أنَّ هذا الذي طلب العلم أو حفظ القرآن لوجه الله - تبارك وتعالى - ، ثم قُدِّم إليه راتب معاش سمِّه ما شئت ، لا يأخذه مقابل أجر كما أنا بأقول - مثلًا - أحيانًا أنا ساعاتي ، بأصلِّح الساعة لصاحبي ، صاحبي يريد يأكل حقِّي ، بقول له : لا ، لازم تعطيني أجر تعبي هذا ؛ لأن هذه مهنة ، لكن أنا علَّمته حديث ، علَّمته شيء ما بيجوز أنا أطلب منه أجر ، أنا ألَّفت كتاب الآن بيدخل في صميم واقعي ، أنا ألَّفت كتاب ربِّي يعلم إن كنت أنا قصدت بهذا الكتاب الأجر طلبت الأجر أو قصدت به هداية الناس ، ثم جاء فلان وقال : أنا أطبع لك الكتاب وإلى آخره ، ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى ؛ فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومَن كانت هجرته إلى دنيا يصيبُها أو امرأة ينكحها ؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . كيف تتبيَّن هذه الحقائق ؟ في شيء لا يعلمه إلا الله ، في شيء يعلمه حتى البشر ، أنت لما بتقول : أنا بدي أتوظَّف في الوظيفة الفلانية عشان أعتاش كشفت عن نفسك النقاب ما بدها بيان ، لكن والله جاءك رزق من باب التفريغ كما قلنا آنفًا هون بقى أنت وربك ، ما حدا بيكتشف ما في قلبك ، لكن أنت بقى أصلح وعمِّر قلبك بالإخلاص لربِّك في كل الأعمال الدينية كبيرها وصغيرها ، ما كان فرضًا وما كان نفلًا ، كل هذه عبادات لا يجوز أن يطلب بها أجرًا عاجلًا ، وإنما يطلب بها الأجر الآجل عند الله - عز وجل - ، وما عند الله خير وأبقى .
الآن في عندك شيء ؟ هَيْ جاءك المدد ، فش خلقك بقى هلق .
معذرة الآن بدأ الشَّيخ يثبت حاله أنُّو فعلًا شيخ ، آمنتم ؟
الطالب : آمنَّا بالله العظيم .
الشيخ : ها أبو أحمد .
الطالب : نعم يا شيخي .
الشيخ : آمنتم أن بدأ الشَّيخ يثبت حاله أنه شيخ يعني .
الطالب : ما شاء الله عنك !
الشيخ : المهم الذي يدرس الشريعة أو يحفظ القرآن يخطِّط ليصبح موظَّفًا هذا ليس له في الآخرة من نصيب ، لكن شخص آخر يدرس العلم لله ، يدرس القرآن لله ، فيأتي شخص ويقول له : نريد أن نجعلَك إمامًا ولك كذا ، هذا يختلف عن الأول ، لكن ليكون ناجيًا في الآخرة لا بد الآن من ذكر التفصيل التالي وهو : أنُّو هو لا يأخذ ما يُعطى له . انتبه يا أبا إسلام الله يهديك .
الطالب : ... .
الشيخ : (( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ )) ، خاصَّة بالنسبة لأنت وأنت واجهتي الآن ، وأنا متوجِّه إليك بكليتي مثل ما أنت لازم تتوجَّه إليَّ بكليتك .
الطالب : شيخنا ، لما تقول أبو إسلام قل أبو إسلام طلعت ... أنا ، زيد لها طلعت ، أبو إسلام طلعت ، أو أبو إسلام نمرة اثنين .
الشيخ : طلعت ، بس يقولوا يا أبا إسلام بيقولوا أنُّو لسان الحال أنطق من لسان المقال ، هو أنا بأقول : أنا مواجهك وهو مواجهني ، هذا ما يصدق على أبو إسلامنا القديم ؛ فلذلك لسان الحال أنطق من لسان المقال ، فما ضروري نقول بقى أبو إسلام طلعت ، وأبو إسلام طالع ، لسان الحال أنطق من لسان المقال .
المهم هذا الذي طلب العلم لوجه الله وحفظ القرآن لوجه الله ، شو - مثلًا - من فوارق طلب العلم ؛ لأن قرأ في القرآن : (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) ، لازم أنا أكون من هؤلاء الذين لا يستوي الآخرون معهم ، (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) ، لازم أنا يكون لي درجات عند الله عاليات إلى آخره ، يحفظ القرآن لأنه سَمِعَ - مثلًا - على الأقل حديثين اثنين ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( خيركم مَن تعلَّمَ القرآن وعلَّمَه ) ؛ إذًا هو بدو يتعلَّم القرآن مشان يعلِّم الناس ، ويكون هو خير الناس ، وسمع حديثًا آخر : ( مَن قرأ القرآن فله بكلِّ حرف عشر حسنات ) ، بكل حرف عشر حسنات ، قال - عليه السلام - : ( لا أقول : الم حرف ؛ بل ألف حرف ، لام حرف ، ميم حرف ) ، هذا الذي طلب العلم لوجه الله وحفظ القرآن لوجه الله قيل له : نريد أن نفرِّغَك أن تؤمَّ الناس أن تخطب الناس أن تعلِّم الناس إلى آخره ؛ جاز له أن يأخذ ما قدَّمَه ، لا أن يأخذ ما طلبه .
الطالب : نعم .
الشيخ : لكن هنا بالنسبة لهذا الذي قُدِّم إليه ولم يطلب ، قُدِّم إليه ؛ ننصحه بأن لا يأخذ ما يأخذه أجرًا ، وإنما منحةً .
الطالب : قضاء حاجة .
الشيخ : منحةً وهديَّةً وهبةً ، وعلى حدِّ ما جاء في الحديث الصحيح في " صحيح مسلم " عن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا جاءه أموال وقسمها على الأصحاب أعطى منها قسمة لعمر ، فيقول عمر " ، عمر وما أدراك ما عمر ؟! " يا رسول الله ، أعطِه مَن هو أحوج منِّي إليه " ، شوف شلون ما ... بياخدها ما بيصدِّق تجيه ؛ لا ، " يقول : أعطِه مَن هو أحوج منِّي إليه " . يقول : ( يا عمر ، ما آتاك الله من مالٍ ونفسُك غير مشرفةٍ إليه فخُذْه وتموَّلْه ؛ فإنما هو رزقٌ ساقَه الله إليك ) . وفي رواية من تمام حكمة الرسول : ( ثم إن شئْتَ تصرَّفْتَ به أو تصدَّقْتَ به ) ، فأنت تملَّكه وصير بقى إيش ؟ مالكه وحر فيه ، أنت في غنى عنه أعطه للفقراء والمساكين يكتب لك الأجر ، أما أن تقول أعطه مَن هو أحوج ، ما في مانع ، لكن الأحوج خُذْه أنت مني وأعطه إياه ، بتكون سبب إيش ؟ واسطة الخير يعني .
فالمقصود أنَّ هذا الذي طلب العلم أو حفظ القرآن لوجه الله - تبارك وتعالى - ، ثم قُدِّم إليه راتب معاش سمِّه ما شئت ، لا يأخذه مقابل أجر كما أنا بأقول - مثلًا - أحيانًا أنا ساعاتي ، بأصلِّح الساعة لصاحبي ، صاحبي يريد يأكل حقِّي ، بقول له : لا ، لازم تعطيني أجر تعبي هذا ؛ لأن هذه مهنة ، لكن أنا علَّمته حديث ، علَّمته شيء ما بيجوز أنا أطلب منه أجر ، أنا ألَّفت كتاب الآن بيدخل في صميم واقعي ، أنا ألَّفت كتاب ربِّي يعلم إن كنت أنا قصدت بهذا الكتاب الأجر طلبت الأجر أو قصدت به هداية الناس ، ثم جاء فلان وقال : أنا أطبع لك الكتاب وإلى آخره ، ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى ؛ فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومَن كانت هجرته إلى دنيا يصيبُها أو امرأة ينكحها ؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . كيف تتبيَّن هذه الحقائق ؟ في شيء لا يعلمه إلا الله ، في شيء يعلمه حتى البشر ، أنت لما بتقول : أنا بدي أتوظَّف في الوظيفة الفلانية عشان أعتاش كشفت عن نفسك النقاب ما بدها بيان ، لكن والله جاءك رزق من باب التفريغ كما قلنا آنفًا هون بقى أنت وربك ، ما حدا بيكتشف ما في قلبك ، لكن أنت بقى أصلح وعمِّر قلبك بالإخلاص لربِّك في كل الأعمال الدينية كبيرها وصغيرها ، ما كان فرضًا وما كان نفلًا ، كل هذه عبادات لا يجوز أن يطلب بها أجرًا عاجلًا ، وإنما يطلب بها الأجر الآجل عند الله - عز وجل - ، وما عند الله خير وأبقى .
الآن في عندك شيء ؟ هَيْ جاءك المدد ، فش خلقك بقى هلق .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 319
- توقيت الفهرسة : 00:36:08
- نسخة مدققة إملائيًّا