ما حكم طلب الأجرة على العبادات ؟
A-
A=
A+
الشيخ : كل عبادة في الإسلام - يا أبا إسلام - ما بيجوز للإسلام أن يطلبوا أجرًا دنيويًّا عليها ؛ لماذا ؟ لمخالفة الطلب للإخلاص ، (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) ؛ شو معنى الإخلاص ؟ يعني يكون المئة بالمئة مئة لله ، فإذا شابها - شابها أي : خالط - شيء من أمور الدنيا هذه النية لم تكن خالصة ، العالم الذي يدرِّس على الناس ويقول لهم : هذا حرام وهذا حلال ، ويهتدي بكلامه كثير من الناس الضالين من قبل ، إذا كان لا يقصد به وجه الله هو معذَّب قبل الضالين هدول ، معذَّب في النار .
الطالب : ولو اهتدى على يديه كثير من الناس .
الشيخ : أيوا ، ليه ؟
الطالب : لأنه لغير الله .
الشيخ : لأنُّو ما أخلص في علمه .
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : لذلك في حديث أنا راح أرمي عصفورين بحجر واحد ، حديث ما له أصل ، ما له أصل لكن معناه جميل جدًّا ، الحديث شو بيقول ؟ ( الناس هلكى ) ، ( الناس هلكى ) كلُّهم هلكى ، ( إلا العالمون ، والعالمون هلكى إلا العاملون ، والعاملون هلكى إلا المخلصون ، والمخلصون على خطر ) .
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : هذا حديث ما له أصل ، شايف ؟ لكن معناه جميل جدًّا ... .
الطالب : ... الحديث .
الشيخ : وإن كان له وجاهة من حيث الدراية قوله - عليه السلام - : ( أوَّل مَن تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : عالم ومجاهد وغني ، يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيُقال له : أي عبدي ، ماذا عملت فيما علمت ؟ يقول : يا رب ، نشرته في سبيلك . فيقال له : كذبت ؛ إنما علَّمت ليقول الناس : فلان عالم ) . بيقولوا عندنا في سوريا فلان مثل الصحن الصيني من وين ما رنيته بجاوب ، ما شاء الله !! بتسأله عن الحديث بجاوبك ، عن الفقه بجاوبك ، عن اللغة عن التفسير إلى آخره ، هذا ينافي أن يُقال في العالم هكذا ؛ لأنه ينافي الإخلاص ، ( ماذا عملت فيما علمت ؟ نشرته في سبيلك . يُقال له : كذبت ؛ إنما علَّمت ليقول الناس : فلان عالم ، وقد قيل ) ؛ يعني الذي قصدت إليه وصلت إليه ، قال الناس : فلان عالم ما مثله عالم ، ( خذوا به إلى النار ) ؛ مع أنه عالم ، وربنا يقول في القرآن الكريم : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) ، فبدل أن يكون هو في الدرجات العلا في الجنان عند الله - عز وجل - وإذا هو كما قيل :
" وعالم بعلمه لم يعملا *** معذَّب من قبل عبَّاد الوثَنْ "
أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم هَيْ قصته ، ( ومجاهد ، يقال له : أي عبدي ، ماذا عملت فيما أنعمت عليك من قوَّة ؟ فيقول : يا رب ، قاتلت في سبيلك . فيقال له : كذبت ؛ إنما قاتلت ليقول الناس : فلان شجاع ، وقد قيل ) . أي : أنت أيها العالم وأنت أيها المجاهد حصَّلتم ما قصدتم إليه وما رميتم إليه ، هداك حتى يقولوا الناس عنه : عالم ، هاد حتى يقولوا عنه : شجاع وبطل ، حصَّلتم مقصودكم ؛ خذوا به إلى النار ، ( ثم يُؤتى بالغني فيقال له : أي عبدي ، ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال ؟ فيقول : يا رب ، أنفقته في سبيلك . يقال له : كذبت ؛ إنما أنفقت ليقول الناس : فلان كريم ، وقد قيل ؛ خذوا به إلى النار ) . فهؤلاء الثلاثة أول مَن تُسعر بهم النار يوم القيامة ، حديث في " صحيح مسلم " .
الطالب : نعم .
الشيخ : لذلك موضوع الإخلاص موضوع مهم جدًّا جدًّا في العبادات ، في العبادات ، تقدر أي مهنة أي علم ليس له علاقة بالعبادة أنك تستغلُّه وتطلب أجرك منه ما في عندك مانع إطلاقًا ، أما عبادة أي نوع كانت هذه العبادة فهذا لا يجوز أن ينويَ بعبادته غير وجه الله - عز وجل - . والأحاديث في هذا المجال كثيرة وكثيرة جدًّا ، أعود أقول الآن : هذا الباب واسع جدًّا يشمل - مثلًا - أئمة المساجد ، يشمل خطباء المساجد ، يشمل خَدَمَة المساجد ، يشمل جماعة اللي بيسموها اليوم تبع الفرقان القرآن شو بيسمُّوها الجمعيات .
الطالب : جمعية المحافظة على القرآن .
الشيخ : أيوا أيوا إلى آخره ، وهالبدعة اللي انتشرت الآن بيشجِّعوا المسلمين على أن يعنوا بحفظ القرآن مقابل إيش ؟ مكافآت ، مقابل أجر ، هذا إفساد باسم الإصلاح ، وهذا انتشر اليوم في العالم الإسلامي ولم يَعُدْ أحد ينكره ، بل ربما صدرت فتاوى تؤيده ، هذا الولد اللي منذ نعومة أظفاره ينشأ أنُّو ما يحفظ سورة خاصَّة إذا كان من السور الطوال إلا مقابل أجر ، بكرة بس يصير معلِّم ما بيقبل يدرِّس إلا مقابل أجر ؛ لذلك أوَّلًا يجب أن نفرِّق بين مَن يطلب الأجر وبين مَن يُقدَّم له الأجر ، هذا فارق ظاهر أظن عندكم ، ولَّا يحتاج إلى بيان ؟
الطالب : معذرة .
الشيخ : لا ، سؤال سؤال .
الطالب : ... .
الطالب : ولو اهتدى على يديه كثير من الناس .
الشيخ : أيوا ، ليه ؟
الطالب : لأنه لغير الله .
الشيخ : لأنُّو ما أخلص في علمه .
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : لذلك في حديث أنا راح أرمي عصفورين بحجر واحد ، حديث ما له أصل ، ما له أصل لكن معناه جميل جدًّا ، الحديث شو بيقول ؟ ( الناس هلكى ) ، ( الناس هلكى ) كلُّهم هلكى ، ( إلا العالمون ، والعالمون هلكى إلا العاملون ، والعاملون هلكى إلا المخلصون ، والمخلصون على خطر ) .
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : هذا حديث ما له أصل ، شايف ؟ لكن معناه جميل جدًّا ... .
الطالب : ... الحديث .
الشيخ : وإن كان له وجاهة من حيث الدراية قوله - عليه السلام - : ( أوَّل مَن تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : عالم ومجاهد وغني ، يُؤتى بالعالم يوم القيامة فيُقال له : أي عبدي ، ماذا عملت فيما علمت ؟ يقول : يا رب ، نشرته في سبيلك . فيقال له : كذبت ؛ إنما علَّمت ليقول الناس : فلان عالم ) . بيقولوا عندنا في سوريا فلان مثل الصحن الصيني من وين ما رنيته بجاوب ، ما شاء الله !! بتسأله عن الحديث بجاوبك ، عن الفقه بجاوبك ، عن اللغة عن التفسير إلى آخره ، هذا ينافي أن يُقال في العالم هكذا ؛ لأنه ينافي الإخلاص ، ( ماذا عملت فيما علمت ؟ نشرته في سبيلك . يُقال له : كذبت ؛ إنما علَّمت ليقول الناس : فلان عالم ، وقد قيل ) ؛ يعني الذي قصدت إليه وصلت إليه ، قال الناس : فلان عالم ما مثله عالم ، ( خذوا به إلى النار ) ؛ مع أنه عالم ، وربنا يقول في القرآن الكريم : (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) ، فبدل أن يكون هو في الدرجات العلا في الجنان عند الله - عز وجل - وإذا هو كما قيل :
" وعالم بعلمه لم يعملا *** معذَّب من قبل عبَّاد الوثَنْ "
أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم هَيْ قصته ، ( ومجاهد ، يقال له : أي عبدي ، ماذا عملت فيما أنعمت عليك من قوَّة ؟ فيقول : يا رب ، قاتلت في سبيلك . فيقال له : كذبت ؛ إنما قاتلت ليقول الناس : فلان شجاع ، وقد قيل ) . أي : أنت أيها العالم وأنت أيها المجاهد حصَّلتم ما قصدتم إليه وما رميتم إليه ، هداك حتى يقولوا الناس عنه : عالم ، هاد حتى يقولوا عنه : شجاع وبطل ، حصَّلتم مقصودكم ؛ خذوا به إلى النار ، ( ثم يُؤتى بالغني فيقال له : أي عبدي ، ماذا عملت فيما أنعمت عليك من مال ؟ فيقول : يا رب ، أنفقته في سبيلك . يقال له : كذبت ؛ إنما أنفقت ليقول الناس : فلان كريم ، وقد قيل ؛ خذوا به إلى النار ) . فهؤلاء الثلاثة أول مَن تُسعر بهم النار يوم القيامة ، حديث في " صحيح مسلم " .
الطالب : نعم .
الشيخ : لذلك موضوع الإخلاص موضوع مهم جدًّا جدًّا في العبادات ، في العبادات ، تقدر أي مهنة أي علم ليس له علاقة بالعبادة أنك تستغلُّه وتطلب أجرك منه ما في عندك مانع إطلاقًا ، أما عبادة أي نوع كانت هذه العبادة فهذا لا يجوز أن ينويَ بعبادته غير وجه الله - عز وجل - . والأحاديث في هذا المجال كثيرة وكثيرة جدًّا ، أعود أقول الآن : هذا الباب واسع جدًّا يشمل - مثلًا - أئمة المساجد ، يشمل خطباء المساجد ، يشمل خَدَمَة المساجد ، يشمل جماعة اللي بيسموها اليوم تبع الفرقان القرآن شو بيسمُّوها الجمعيات .
الطالب : جمعية المحافظة على القرآن .
الشيخ : أيوا أيوا إلى آخره ، وهالبدعة اللي انتشرت الآن بيشجِّعوا المسلمين على أن يعنوا بحفظ القرآن مقابل إيش ؟ مكافآت ، مقابل أجر ، هذا إفساد باسم الإصلاح ، وهذا انتشر اليوم في العالم الإسلامي ولم يَعُدْ أحد ينكره ، بل ربما صدرت فتاوى تؤيده ، هذا الولد اللي منذ نعومة أظفاره ينشأ أنُّو ما يحفظ سورة خاصَّة إذا كان من السور الطوال إلا مقابل أجر ، بكرة بس يصير معلِّم ما بيقبل يدرِّس إلا مقابل أجر ؛ لذلك أوَّلًا يجب أن نفرِّق بين مَن يطلب الأجر وبين مَن يُقدَّم له الأجر ، هذا فارق ظاهر أظن عندكم ، ولَّا يحتاج إلى بيان ؟
الطالب : معذرة .
الشيخ : لا ، سؤال سؤال .
الطالب : ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 319
- توقيت الفهرسة : 00:28:08
- نسخة مدققة إملائيًّا