تفنيد الشَّيخ الألباني لكلام " سلمان العودة " في مسألة إلصاق الكعب بالكعب والمنكب بالمنكب في الصلاة .
A-
A=
A+
سلمان العودة : فلا بدَّ للإنسان قبل أن يطبِّق السنة أن يتأكَّد من أنها سنة فعلًا . الملاحظة الثانية : هي التكلُّف في تطبيق السنة ، فبعد أن يتأكد الشاب من أن هذه المسألة سنة فعلًا عليه أن يطبِّقها باعتدال ، وخاصَّة إن كانت السنة تتعلق بالآخرين ، مثلًا : رصُّ الصفوف ، وهذه يجري فيها الأمر الأول والثاني ، فأوَّلًا تأكَّد فيما يتعلق برصِّ الصفوف ، ما هي السنة في رصِّ الصفوف ؟ رأيت كثيرًا من إخواننا من الشباب من طلاب العلم يعتقد أن السنة في رصِّ الصفوف أن يلصق كعبه بكعب الذي بجواره ، ويتكلَّف في ذلك ويرصُّ رجله عليه رصًّا شديدًا ، وهذا فيه إيذاء للجار ، وفيه إشغال عن الصلاة ، وفيه تكلُّف ، وفيه تعب ، فإن كانت سنة ثابتة سلَّمنا ، لكن هل هو سنة ؟ هاتوا لنا الدليل ؟ الدليل ما رواه الشَّيخان عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لَتسوُّنَّ صفوفكم أو لَيُخالفَنَّ الله بين وجوهكم - أو بين قلوبكم - ، قال : فلقد رأيت أحدنا يُلصِقُ كعبَه بكعب صاحبه ، ومنكبَه بمنكبه ) .
ولما تأمَّلت هذا الحديث ظهر لي أن الاستدلال به على أن هذا الفعل سنة غير مسلَّم ، أوَّلًا : لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - ما أمر بذلك ، وإنما قال : ( لَتسوُّنَّ صفوفكم ) فأمر بتسوية الصفوف ، والأصل أو الظاهر المتبادر من الأمر بتسوية الصفوف يعني أن لا يكون في الصف واحد متقدِّم وآخر متأخر ، بل أن يكون الجميع على سمت واحد ، هذا الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم إن النعمان - رضي الله عنه - قال : " رأيت أحدنا أو أنا يُلصق كعبَه بكعب صاحبه " ؛ فكأن المعنى : أنه يلصقه في بداية الصلاة حتى يطمئنَّ إلى أن جسمه موازٍ لجسمه ؛ لأن الجسم على استقامة الكعب وليس على استقامة الأصابع ، فالناس الآن إذا أرادوا أن يسوُّوا الصف سوُّوا أصابع أرجلهم ، وهذا ليس بصحيح ، لأنه ليس المقصود أن تكون أصابع الرجلين متفقة ، المقصود أن تكون الأجسام متفقة أثناء القيام ، وهذا لا يكون إلا إذا صار الكعب موازيًا للكعب ومساويًا له ، كعبك مساويًا لكعب جارك ، فإذا اطمأنَنْت إلى أن كعبك مساويًا لكعب جارك فلا يلزم أن تتكلَّف إلصاقه به ، بل إنني أقول : إن إلصاق الكعب بالكب حرفيًّا متعذر ، لأن يلزم أن يرفع الإنسان رجله حتى يلصق كعبَه بكعب جاره ، وكذلك الحال بالنسبة للمنكب ؛ فيلزم أن الإنسان يميل ذات اليمين - مثلًا - حتى يلصق منكبه بمنكب جاره ، وإذا مال ذات اليمين وجدت الفجوة على الآخر الذي عن شماله ، وهكذا يُعلم أن ظاهر الحديث لا يدل على التشديد في إلصاق الكعب بالكعب ، وإنما يدلُّ على عدم وجود فُرَج في الصف ، ويدل على أن تكون الأجسام كلها على استقامة واحدة وعلى سمت واحد ، وبعض الناس قد يشدِّدون في هذه السنة حتى يسبِّبون نفور للناس وتسخُّط منهم ومقت ، وربما يقعون في الشباب من حَمَلة السنة والدعاة إليها بسبب مثل هذا الأمر .
الشيخ : يحتاج إلى لقاءات منشان لفت نظرهم على بعض ... الموجودة عنده أو سوء فهم أن الحماس هذا بهذه الإجمالات التي تحتاج إلى تفاصيل عديدة ما بيكون الإرشاد ولا بيكون الهداية والتعليم .
الطالب : اسمع له ، اسمع له شيخنا ، يا ربي لك الحمد .
الشيخ : لا إله إلا الله ، أنا أظن ما جينا من هذا الطريق .
الطالب : اللي قبلها شيخي .
الشيخ : يقال للأخ هذا : الصحابة حينما فعلوا ما فعلوا من لصق القدم بالقدم والكعب بالكعب والمنكب بالمنكب أصابوا في تسوية الصفوف أم أخطؤوا ؟ ما أظن يصل به الأمر أن يقول بأنهم أخطؤوا ، إذًا هم أصابوا ، فإذا قال بأنهم أصابوا فَمَن اقتدى بهم واهتدى بهديهم أصاب أم أخطأ ؟
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : سيقول بلا شك : أصاب ، طيب إذًا ما وجه الإنكار على هؤلاء الذين يتشدَّدون بزعمه أنهم يرصُّون الصفوف على هذه الطريقة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يُضاف إلى هذا ما كنت تكلَّمت اليوم في مناسبة مضت أنُّو نحن نطبِّق النصوص على ما طبَّقَه السلف ، وأن الرسول - عليه السلام - حينما أمَرَهم بالتسوية وسوُّوها على هذه الطريقة أو على هذا المنهج فمعنى ذلك : أن هذا الذي رَضِيَه لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فنحن نرضى لنا ما رضيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... هديك المسألة أيضًا .
ولما تأمَّلت هذا الحديث ظهر لي أن الاستدلال به على أن هذا الفعل سنة غير مسلَّم ، أوَّلًا : لأن الرسول - عليه الصلاة والسلام - ما أمر بذلك ، وإنما قال : ( لَتسوُّنَّ صفوفكم ) فأمر بتسوية الصفوف ، والأصل أو الظاهر المتبادر من الأمر بتسوية الصفوف يعني أن لا يكون في الصف واحد متقدِّم وآخر متأخر ، بل أن يكون الجميع على سمت واحد ، هذا الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم إن النعمان - رضي الله عنه - قال : " رأيت أحدنا أو أنا يُلصق كعبَه بكعب صاحبه " ؛ فكأن المعنى : أنه يلصقه في بداية الصلاة حتى يطمئنَّ إلى أن جسمه موازٍ لجسمه ؛ لأن الجسم على استقامة الكعب وليس على استقامة الأصابع ، فالناس الآن إذا أرادوا أن يسوُّوا الصف سوُّوا أصابع أرجلهم ، وهذا ليس بصحيح ، لأنه ليس المقصود أن تكون أصابع الرجلين متفقة ، المقصود أن تكون الأجسام متفقة أثناء القيام ، وهذا لا يكون إلا إذا صار الكعب موازيًا للكعب ومساويًا له ، كعبك مساويًا لكعب جارك ، فإذا اطمأنَنْت إلى أن كعبك مساويًا لكعب جارك فلا يلزم أن تتكلَّف إلصاقه به ، بل إنني أقول : إن إلصاق الكعب بالكب حرفيًّا متعذر ، لأن يلزم أن يرفع الإنسان رجله حتى يلصق كعبَه بكعب جاره ، وكذلك الحال بالنسبة للمنكب ؛ فيلزم أن الإنسان يميل ذات اليمين - مثلًا - حتى يلصق منكبه بمنكب جاره ، وإذا مال ذات اليمين وجدت الفجوة على الآخر الذي عن شماله ، وهكذا يُعلم أن ظاهر الحديث لا يدل على التشديد في إلصاق الكعب بالكعب ، وإنما يدلُّ على عدم وجود فُرَج في الصف ، ويدل على أن تكون الأجسام كلها على استقامة واحدة وعلى سمت واحد ، وبعض الناس قد يشدِّدون في هذه السنة حتى يسبِّبون نفور للناس وتسخُّط منهم ومقت ، وربما يقعون في الشباب من حَمَلة السنة والدعاة إليها بسبب مثل هذا الأمر .
الشيخ : يحتاج إلى لقاءات منشان لفت نظرهم على بعض ... الموجودة عنده أو سوء فهم أن الحماس هذا بهذه الإجمالات التي تحتاج إلى تفاصيل عديدة ما بيكون الإرشاد ولا بيكون الهداية والتعليم .
الطالب : اسمع له ، اسمع له شيخنا ، يا ربي لك الحمد .
الشيخ : لا إله إلا الله ، أنا أظن ما جينا من هذا الطريق .
الطالب : اللي قبلها شيخي .
الشيخ : يقال للأخ هذا : الصحابة حينما فعلوا ما فعلوا من لصق القدم بالقدم والكعب بالكعب والمنكب بالمنكب أصابوا في تسوية الصفوف أم أخطؤوا ؟ ما أظن يصل به الأمر أن يقول بأنهم أخطؤوا ، إذًا هم أصابوا ، فإذا قال بأنهم أصابوا فَمَن اقتدى بهم واهتدى بهديهم أصاب أم أخطأ ؟
الطالب : الله أكبر !
الشيخ : سيقول بلا شك : أصاب ، طيب إذًا ما وجه الإنكار على هؤلاء الذين يتشدَّدون بزعمه أنهم يرصُّون الصفوف على هذه الطريقة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : يُضاف إلى هذا ما كنت تكلَّمت اليوم في مناسبة مضت أنُّو نحن نطبِّق النصوص على ما طبَّقَه السلف ، وأن الرسول - عليه السلام - حينما أمَرَهم بالتسوية وسوُّوها على هذه الطريقة أو على هذا المنهج فمعنى ذلك : أن هذا الذي رَضِيَه لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فنحن نرضى لنا ما رضيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... هديك المسألة أيضًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 318
- توقيت الفهرسة : 00:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا