الجواب عن استدراك ابن رُشيد على الإمام مسلم في مسألة اشتراط اللقاء وعدمه في ثبوت السماع .
A-
A=
A+
السائل : قد اعترض ابن رُشيد على مسلم بأن الراوي إذا عاصر الراويَ عنه وثبت سماعه منه مع البراءة من التدليس ؛ فإن روايته عنه بصيغة ليست نصًّا في السماع تُحمل على الاتصال قطعًا .
الشيخ : هذا الرد على مَن ؟
السائل : على مسلم يعني في حكمه ... .
الشيخ : لماذا ... ؟
السائل : يعني هو يرد عليه .
سائل آخر : لسا ما كمل كلامه .
السائل : إي الكلام ما انتهى .
سائل آخر : يعني هذا رأي مسلم الذي سيردُّه ابن رُشيد في الكلام الآتي لسا ما انتهى ، هو يقول : قد اعترض ابن رُشيد على مسلم في هذا الكلام .
الشيخ : آ .
السائل : لسا الاعتراض ما .
الشيخ : تفضل .
السائل : بأن الراوي إذا عاصر الراوي عنه ، وثبت سماعه منه مع البراءة من التدليس ؛ فإن روايته عنه بصيغة ليست نصًّا في السماع تُحمل على الاتصال قطعًا ، أما مع عدم ثبوت اللقاء فلا يُقطع معها بالاتصال ، لأن الأول إذا روى عمن سمع منه بالعنعنة ما لم يسمع منه كان مدلِّسًا وهو ليس كذلك ، فيُقطع بالسماع بخلاف مَن لم يثبت سماعه منه ؛ فما الجواب عن ذلك ؟
الشيخ : ما فهمت أنا وين الاعتراض ؟
السائل : يعني : أنه إذا روى عن شيخه وهو قد سمع منه ؛ لأن البخاري يشترط السماع ولو مرَّة ، فإذا كان سمع منه مع البراءة من وَصمة التدليس فتُحمل عنعنته فيما بعد ذلك على الاتصال ، لأنه بريء من التدليس ، أما مع عدم السماع فلو أنه روى عنه بصيغة تحتمل السماع وغيره ؛ فإنه يعني لا ، التدليس لا ينفي عنه لأنه قد يرسل .
سائل آخر : يتكلم عن اللقاء شيخنا ، يعني استدراك ابن رُشيد على الإمام مسلم في قضية اللقاء وعدمه .
الشيخ : عدم اشتراطه اللقاء .
السائل : اللقاء نعم .
سائل آخر : فلذلك يقول : أما مع عدم ثبوت اللقاء يبدو لي أنه من هنا استدراك ابن رُشيد .
السائل : إي نعم .
سائل آخر : أما مع عدم ثبوت اللقاء فلا يُقطع معها بالاتصال ؛ لأن الأول إذا روى عمَّن سمع منه بالعنعنة ما لم يسمع منه كان مدلِّسًا ، وهو ليس كذلك ، فيُقطع بالسماع بخلاف من لم يثبت سماعه منه . الكلام مش واضح جيدًا ، آ شيخنا ؟
الشيخ : أنا كنت كتبت كلمة حول الموضوع تذكر وين ؟
الطالب : في " السلسلة الصحيحة " في المجلد السادس في كلمة في تعقيباتكم على " إغاثة اللهفان " شيخنا - أيضًا - ، لكن ما رأيناها ، إنما ذكرتها لنا .
الشيخ : أنا عندي رد على الذين ينتصرون لاشتراط اللقاء ، لكن الآن ما لي مستحضر الجواب عن هذه الشبهة ، شوف لي إياه . ذكرت في بعض تعليقاتي وتخريجاتي أن اشتراط البخاري للَّقاء وعدم اكتفائه بالمعاصرة هذا شرط كمال وليس شرط صحة ؛ لأني وجدت تلميذه البار " أبا عيسى الترمذي " في كتابه المعروف بـ " السنن " قد ذكر حديثًا وحسَّنه ونقل تحسينه عن الإمام البخاري ، وليس هناك اشتراط في الراوي أو في أحد الرواة عن شيخه ثبوت اللقاء ، هذا كتبته في بعض التخريجات والتعليقات ، ولا أريد أن أذهب بعيدًا ؛ فما الذي يحضرك الآن وهَيْ أخونا " أبو الحارث " حاضر ونستفيد من المناقشة معه ، فأقول : يا أبا الحارث أنا أورد على ابن رُشيد هذا ما أورَدَه على مسلم .
السائل : تعكس عليه ؟
الشيخ : إي نعم ، فأنا أقول : هذا الاحتمال الذي طرَّقَه على مسلم أنا أطرِّقه عليه باعتبار أنه تبنَّى مذهب البخاري وهو اشتراط اللقاء ، فأنا أقول : الاحتمال يرد ؛ يعني ألا يجوز لرجل أن يكون سمع من شيخه وثبت لقاؤه منه كثيرًا وكثيرًا جدًّا ألا يجوز أن يدلِّس ؟
السائل : ممكن .
الشيخ : يجوز ، فما الفرق إذًا بين هذا التطريق وذاك التطريق ؟ الاحتمال وارد على المذهبين تمامًا ولا فرق إطلاقًا ، فأنا أرجو إن كان عندك شيء الآن يعني تطرحه نسمعه ، وإلا فتفكِّر فيه .
السائل : يقولون مع نفي التدليس ، يعني فضيلتكم قلتم : إنه يرد عليه أنه يدلس ، لكنه قال : مع نفي التدليس عنه ، يعني أن .
الشيخ : كيف ننفي التدليس ؟
السائل : يعني الراوي الذي يروي عمَّن سمع منه وهو ليس مدلِّسًا .
الشيخ : كيف عرفنا أنه ليس مدلِّسًا ؟
السائل : يعني لم يثبت أنه مدلِّس .
الشيخ : وهذا - أيضًا - يُقال في نفس مذهب مسلم : لم يثبت أنه مدلِّس .
السائل : لم يثبت أنه مدلِّس ، لكن قد يكون يُرسل .
الشيخ : وذاك أيضًا ، أليس هناك أئمة كثيرون - مثلًا - مثل سعيد بن المسيب روى عن أبي هريرة كثيرًا وعن غيره مع ذلك يُرسل ، كلُّ هذا وارد ؛ لذلك كما قلنا نحن : عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم .
السائل : يرسل عن أبي هريرة ؟
الشيخ : ها ؟
السائل : يرسل عن أبي هريرة ؟
الشيخ : يرسل عن رسول الله .
السائل : لا ، يرسل عن الراوي نفسه .
الشيخ : طيب .
السائل : يعني أنه لما لم يكن مدلِّسًا ، فإذا انتفى عنه التدليس وروى عنه بالعنعنة قد يكون قد روى عنه بواسطة ، وأسقط هذه الواسطة .
الشيخ : ويكون مدلِّسًا .
السائل : لا يكون مدلِّسًا ؛ لأنه ما سمع منه .
الشيخ : ويكون مدلِّسًا إذا أسقط الواسطة .
السائل : إذا أسقطه وهو لم يسمع منه يُوصف بالتدليس ؟ وهو ما سمع منه .
الشيخ : مثال سعيد .
السائل : عن أبي هريرة .
الشيخ : سمع عن أبي هريرة .
السائل : نعم ، فإذا روى عنه .
الشيخ : روى حديثًا عن أبي هريرة وبينه وبين أبي هريرة واسطة ، فأسقط الواسطة .
السائل : ورواه عن أبي هريرة .
الشيخ : إي ، ألا يكون مدلِّسًا ؟
السائل : يكون مدلِّسًا .
الشيخ : طيب !
السائل : فإذا انتفى عنه التدليس .
الشيخ : كيف نفينا عنه التدليس ؟
السائل : يعني أن .
الشيخ : السؤال الآن أرجوك أن نقف ، كيف ننفي التدليس ؟ نحن لا نستطيع أن نقول إلا أننا لا نعلم أن فلانًا يدلِّس .
السائل : مع عدم ثبوت التدليس عنه .
الشيخ : في فرق بين هذه العبارة وبين قولي آنفًا ؟ لا نعلم أن فلانًا مدلِّس .
السائل : لا نعلم أنه مدلِّس .
الشيخ : في فرق ؟
السائل : إي نعم ، لا نعلم أنه مدلِّس أدق طبعًا .
الشيخ : طيب ، فنحن نقول : أيُّ راوٍ روى عن شيخ له على مذهب مسلم طرَّقوا عليه احتمال أنه دلَّس عنه .
السائل : نعم .
الشيخ : احتمال .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، نفس الاحتمال نطرِّقه على مذهب البخاري ، وقلت أكثر من مرة ولا فرق ، وإذا كان هناك فرق فهات لنشوف ؟
السائل : يعني يقولون - مثلًا - إنه لما لم يشتهر لم يكثر من التدليس فالأصل الحكم على غلبة الظن .
الشيخ : تقول : لم يكثر من التدليس ، بحثنا الآن هل ثبت التدليس أم لا ؟ هل ثبت نفي التدليس أم لا ؟ إثبات التدليس أمر واقعي .
السائل : نعم .
الشيخ : نافي التدليس أمر عدمي .
السائل : عدمي نعم .
الشيخ : يعني لا نعلم أنه دلَّس .
السائل : لا نعلم .
الشيخ : وعلى هذا نمشي .
السائل : نعم .
الشيخ : على هذا نمشي ، لأنه ما يجوز اتِّهام المسلم بشيء فيه مغمز ومطعن فيه إلا إذا ثَبَتَ ذلك ، فأيُّ راوٍ سواء كان يروي عمَّن عاصره أو عمَّن لَقِيَه من حيث الاحتمال يحتمل أن يدلِّس عمَّن لَقِيَه ولا يحتمل ، فإن ثبت احتمال أنه دلَّس صار مدلِّسًا وأخذنا حذرنا ، أما إذا لم يثبت لا نأخذ حذرَنا منه سواء كان يروي عمَّن عاصَرَه أو كان يروي عمَّن لَقِيَه ؛ لا فرق بين الأمرين ، شو طلع معك يا أستاذ في شيء ؟
سائل آخر : في أشياء شيخنا ، اللهم بارك .
السائل : لا ، يعني يحتمل أن يكون أرسل مش دلَّس ، أرسل .
سائل آخر : يعني روى عمَّن .
السائل : لم يسمَّع منه .
سائل آخر : عمَّن لم يسمع .
السائل : لأنه ما ثبت السماع عندنا .
سائل آخر : الإرسال الخفي .
السائل : يعني الآن هو ثبت المعاصرة .
الشيخ : معليش يا أخي ، لكن كونه عم نفرِّق الآن بين دلَّس وبين أرسل .
السائل : إي .
الشيخ : طيب ، سواء نريد أن نقول : يحتمل أنه دلَّس أو يحتمل أنه أرسل ؛ هل بالاحتمال يُطعن في الراوي الثقة ؟
السائل : لا ، يُطعن في الاتصال ، ما يطعن في الراوي .
الشيخ : هو هذا ، الراوي الثقة يقول عمَّن عاصره : قال فلان .
السائل : نعم ، عن فلان .
الشيخ : معليش ، نحن هلق بينه وبين الشَّيخ ما بدنا نسلسل الرواية ، بينه وبين الشَّيخ المعاصِر مع المعاصَر .
السائل : قال : عن فلان .
الشيخ : قال : عن فلان .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، هذا الراوي يروي عن هذا الشَّيخ بالعنعنة .
السائل : نعم .
الشيخ : نقول : فيه احتمال التدليس كنَّا نقول .
السائل : إي .
الشيخ : الآن صرت تقول : الإرسال .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، هذا الاحتمال شو وزنه ؟ هل كل احتمال له وجاهة من النظر ؟ شو وزنه ؟ إذا نحن كنَّا نسوق الحديث آنفًا أنُّو كما يحتمل أن يكون هذا دلَّس ، وهكذا أظن جاء في التحرير هنا ، الآن رفعنا كلمة تدليس وحلَّ مكانها الإرسال ؛ أليس كذلك ؟
السائل : نعم ، الإرسال نعم .
الشيخ : مثل ما يرد هذا الاحتمال من إرسال الراوي المعاصر للراوي عنه .
السائل : نعم .
الشيخ : يرد مثله التدليس ، التدليس من الراوي الذي روى عن شيخه الذي عاصَرَه بالعنعنة .
السائل : وسمع منه .
الشيخ : لَقِيَه وسمع منه ، لكن روى عنه بالعنعنة ، روى عنه بالعنعنة .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا أعيد الصورة السابقة ، كما يحتمل ذاك الإرسال بالنسبة لِمَن روى عمَّن عاصَرَه ولم يثبت لقاؤه ، كذلك يحتمل التدليس من هذا الراوي الذي روى عمَّن لَقِيَه ، لكن روى عنه بالعنعنة ؛ ألا يحتمل أن يكون دلَّس ؟
السائل : لكن يقولون : إنه يشترط فيه أن لا يكون مدلِّسًا .
الشيخ : صار دورة ، من أين عرفنا أنه ليس بمدلِّس ؟
السائل : لم يُوصف بالتدليس .
الشيخ : هذا هو .
السائل : هذا كلام الشَّيخ من الأول لم يثبت عليه تدليس .
سائل آخر : ما وصف بالتدليس .
الشيخ : وهذا أيضًا .
السائل : فالأصل أنه غير مدلِّس .
الشيخ : -- ... وينك ؟ أنت قولي له في عنده ضيوف ، اعتذري له --
يعني الاحتمال ولو الآن اختلف لفظًا ، لكن هو من حيث المعنى وارد ، جوابك أنه ما وُصِفَ بالتدليس .
السائل : ما وصف ، نعم .
الشيخ : وهذا - أيضًا - لم يُوصف بالإرسال كما تقول أنت الآن ، هذا - أيضًا - لم يُوصف بالإرسال .
سائل آخر : هذه الاحتمال انتبهت ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعود الكلام ليس كلُّ احتمال له وجاهة من النظر ، وعلى هذا جرى الإمام مسلم وجرى جمهور علماء المسلمين ، أنا ذكرت عن يمكن في هذا البحث وفي غيره : الإمام النووي في مقدمة " صحيح مسلم " يميل إلى مذهب البخاري ، لكنه في المصطلح مالَ إلى مذهب مسلم ، عمليًّا لا يمكن إلا الاعتماد على مذهب مسلم إلا إذا ثَبَتَ تدليس هذا المعاصر ، طيب ما سمعت أنا أنت .
سائل آخر : والله - يا شيخنا - حقيقة في أنت الآن كلمتك الأخيرة ذكَّرتني بكلمة هنا بتقول بأن هذا فيه هدم يعني .
الشيخ : أكيد ، ما عم أقول لك .
سائل آخر : خلينا نشوف أول شيء هنا ثم نرجع إلى هذا .
الشيخ : نعم .
الشيخ : هذا الرد على مَن ؟
السائل : على مسلم يعني في حكمه ... .
الشيخ : لماذا ... ؟
السائل : يعني هو يرد عليه .
سائل آخر : لسا ما كمل كلامه .
السائل : إي الكلام ما انتهى .
سائل آخر : يعني هذا رأي مسلم الذي سيردُّه ابن رُشيد في الكلام الآتي لسا ما انتهى ، هو يقول : قد اعترض ابن رُشيد على مسلم في هذا الكلام .
الشيخ : آ .
السائل : لسا الاعتراض ما .
الشيخ : تفضل .
السائل : بأن الراوي إذا عاصر الراوي عنه ، وثبت سماعه منه مع البراءة من التدليس ؛ فإن روايته عنه بصيغة ليست نصًّا في السماع تُحمل على الاتصال قطعًا ، أما مع عدم ثبوت اللقاء فلا يُقطع معها بالاتصال ، لأن الأول إذا روى عمن سمع منه بالعنعنة ما لم يسمع منه كان مدلِّسًا وهو ليس كذلك ، فيُقطع بالسماع بخلاف مَن لم يثبت سماعه منه ؛ فما الجواب عن ذلك ؟
الشيخ : ما فهمت أنا وين الاعتراض ؟
السائل : يعني : أنه إذا روى عن شيخه وهو قد سمع منه ؛ لأن البخاري يشترط السماع ولو مرَّة ، فإذا كان سمع منه مع البراءة من وَصمة التدليس فتُحمل عنعنته فيما بعد ذلك على الاتصال ، لأنه بريء من التدليس ، أما مع عدم السماع فلو أنه روى عنه بصيغة تحتمل السماع وغيره ؛ فإنه يعني لا ، التدليس لا ينفي عنه لأنه قد يرسل .
سائل آخر : يتكلم عن اللقاء شيخنا ، يعني استدراك ابن رُشيد على الإمام مسلم في قضية اللقاء وعدمه .
الشيخ : عدم اشتراطه اللقاء .
السائل : اللقاء نعم .
سائل آخر : فلذلك يقول : أما مع عدم ثبوت اللقاء يبدو لي أنه من هنا استدراك ابن رُشيد .
السائل : إي نعم .
سائل آخر : أما مع عدم ثبوت اللقاء فلا يُقطع معها بالاتصال ؛ لأن الأول إذا روى عمَّن سمع منه بالعنعنة ما لم يسمع منه كان مدلِّسًا ، وهو ليس كذلك ، فيُقطع بالسماع بخلاف من لم يثبت سماعه منه . الكلام مش واضح جيدًا ، آ شيخنا ؟
الشيخ : أنا كنت كتبت كلمة حول الموضوع تذكر وين ؟
الطالب : في " السلسلة الصحيحة " في المجلد السادس في كلمة في تعقيباتكم على " إغاثة اللهفان " شيخنا - أيضًا - ، لكن ما رأيناها ، إنما ذكرتها لنا .
الشيخ : أنا عندي رد على الذين ينتصرون لاشتراط اللقاء ، لكن الآن ما لي مستحضر الجواب عن هذه الشبهة ، شوف لي إياه . ذكرت في بعض تعليقاتي وتخريجاتي أن اشتراط البخاري للَّقاء وعدم اكتفائه بالمعاصرة هذا شرط كمال وليس شرط صحة ؛ لأني وجدت تلميذه البار " أبا عيسى الترمذي " في كتابه المعروف بـ " السنن " قد ذكر حديثًا وحسَّنه ونقل تحسينه عن الإمام البخاري ، وليس هناك اشتراط في الراوي أو في أحد الرواة عن شيخه ثبوت اللقاء ، هذا كتبته في بعض التخريجات والتعليقات ، ولا أريد أن أذهب بعيدًا ؛ فما الذي يحضرك الآن وهَيْ أخونا " أبو الحارث " حاضر ونستفيد من المناقشة معه ، فأقول : يا أبا الحارث أنا أورد على ابن رُشيد هذا ما أورَدَه على مسلم .
السائل : تعكس عليه ؟
الشيخ : إي نعم ، فأنا أقول : هذا الاحتمال الذي طرَّقَه على مسلم أنا أطرِّقه عليه باعتبار أنه تبنَّى مذهب البخاري وهو اشتراط اللقاء ، فأنا أقول : الاحتمال يرد ؛ يعني ألا يجوز لرجل أن يكون سمع من شيخه وثبت لقاؤه منه كثيرًا وكثيرًا جدًّا ألا يجوز أن يدلِّس ؟
السائل : ممكن .
الشيخ : يجوز ، فما الفرق إذًا بين هذا التطريق وذاك التطريق ؟ الاحتمال وارد على المذهبين تمامًا ولا فرق إطلاقًا ، فأنا أرجو إن كان عندك شيء الآن يعني تطرحه نسمعه ، وإلا فتفكِّر فيه .
السائل : يقولون مع نفي التدليس ، يعني فضيلتكم قلتم : إنه يرد عليه أنه يدلس ، لكنه قال : مع نفي التدليس عنه ، يعني أن .
الشيخ : كيف ننفي التدليس ؟
السائل : يعني الراوي الذي يروي عمَّن سمع منه وهو ليس مدلِّسًا .
الشيخ : كيف عرفنا أنه ليس مدلِّسًا ؟
السائل : يعني لم يثبت أنه مدلِّس .
الشيخ : وهذا - أيضًا - يُقال في نفس مذهب مسلم : لم يثبت أنه مدلِّس .
السائل : لم يثبت أنه مدلِّس ، لكن قد يكون يُرسل .
الشيخ : وذاك أيضًا ، أليس هناك أئمة كثيرون - مثلًا - مثل سعيد بن المسيب روى عن أبي هريرة كثيرًا وعن غيره مع ذلك يُرسل ، كلُّ هذا وارد ؛ لذلك كما قلنا نحن : عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم .
السائل : يرسل عن أبي هريرة ؟
الشيخ : ها ؟
السائل : يرسل عن أبي هريرة ؟
الشيخ : يرسل عن رسول الله .
السائل : لا ، يرسل عن الراوي نفسه .
الشيخ : طيب .
السائل : يعني أنه لما لم يكن مدلِّسًا ، فإذا انتفى عنه التدليس وروى عنه بالعنعنة قد يكون قد روى عنه بواسطة ، وأسقط هذه الواسطة .
الشيخ : ويكون مدلِّسًا .
السائل : لا يكون مدلِّسًا ؛ لأنه ما سمع منه .
الشيخ : ويكون مدلِّسًا إذا أسقط الواسطة .
السائل : إذا أسقطه وهو لم يسمع منه يُوصف بالتدليس ؟ وهو ما سمع منه .
الشيخ : مثال سعيد .
السائل : عن أبي هريرة .
الشيخ : سمع عن أبي هريرة .
السائل : نعم ، فإذا روى عنه .
الشيخ : روى حديثًا عن أبي هريرة وبينه وبين أبي هريرة واسطة ، فأسقط الواسطة .
السائل : ورواه عن أبي هريرة .
الشيخ : إي ، ألا يكون مدلِّسًا ؟
السائل : يكون مدلِّسًا .
الشيخ : طيب !
السائل : فإذا انتفى عنه التدليس .
الشيخ : كيف نفينا عنه التدليس ؟
السائل : يعني أن .
الشيخ : السؤال الآن أرجوك أن نقف ، كيف ننفي التدليس ؟ نحن لا نستطيع أن نقول إلا أننا لا نعلم أن فلانًا يدلِّس .
السائل : مع عدم ثبوت التدليس عنه .
الشيخ : في فرق بين هذه العبارة وبين قولي آنفًا ؟ لا نعلم أن فلانًا مدلِّس .
السائل : لا نعلم أنه مدلِّس .
الشيخ : في فرق ؟
السائل : إي نعم ، لا نعلم أنه مدلِّس أدق طبعًا .
الشيخ : طيب ، فنحن نقول : أيُّ راوٍ روى عن شيخ له على مذهب مسلم طرَّقوا عليه احتمال أنه دلَّس عنه .
السائل : نعم .
الشيخ : احتمال .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، نفس الاحتمال نطرِّقه على مذهب البخاري ، وقلت أكثر من مرة ولا فرق ، وإذا كان هناك فرق فهات لنشوف ؟
السائل : يعني يقولون - مثلًا - إنه لما لم يشتهر لم يكثر من التدليس فالأصل الحكم على غلبة الظن .
الشيخ : تقول : لم يكثر من التدليس ، بحثنا الآن هل ثبت التدليس أم لا ؟ هل ثبت نفي التدليس أم لا ؟ إثبات التدليس أمر واقعي .
السائل : نعم .
الشيخ : نافي التدليس أمر عدمي .
السائل : عدمي نعم .
الشيخ : يعني لا نعلم أنه دلَّس .
السائل : لا نعلم .
الشيخ : وعلى هذا نمشي .
السائل : نعم .
الشيخ : على هذا نمشي ، لأنه ما يجوز اتِّهام المسلم بشيء فيه مغمز ومطعن فيه إلا إذا ثَبَتَ ذلك ، فأيُّ راوٍ سواء كان يروي عمَّن عاصره أو عمَّن لَقِيَه من حيث الاحتمال يحتمل أن يدلِّس عمَّن لَقِيَه ولا يحتمل ، فإن ثبت احتمال أنه دلَّس صار مدلِّسًا وأخذنا حذرنا ، أما إذا لم يثبت لا نأخذ حذرَنا منه سواء كان يروي عمَّن عاصَرَه أو كان يروي عمَّن لَقِيَه ؛ لا فرق بين الأمرين ، شو طلع معك يا أستاذ في شيء ؟
سائل آخر : في أشياء شيخنا ، اللهم بارك .
السائل : لا ، يعني يحتمل أن يكون أرسل مش دلَّس ، أرسل .
سائل آخر : يعني روى عمَّن .
السائل : لم يسمَّع منه .
سائل آخر : عمَّن لم يسمع .
السائل : لأنه ما ثبت السماع عندنا .
سائل آخر : الإرسال الخفي .
السائل : يعني الآن هو ثبت المعاصرة .
الشيخ : معليش يا أخي ، لكن كونه عم نفرِّق الآن بين دلَّس وبين أرسل .
السائل : إي .
الشيخ : طيب ، سواء نريد أن نقول : يحتمل أنه دلَّس أو يحتمل أنه أرسل ؛ هل بالاحتمال يُطعن في الراوي الثقة ؟
السائل : لا ، يُطعن في الاتصال ، ما يطعن في الراوي .
الشيخ : هو هذا ، الراوي الثقة يقول عمَّن عاصره : قال فلان .
السائل : نعم ، عن فلان .
الشيخ : معليش ، نحن هلق بينه وبين الشَّيخ ما بدنا نسلسل الرواية ، بينه وبين الشَّيخ المعاصِر مع المعاصَر .
السائل : قال : عن فلان .
الشيخ : قال : عن فلان .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، هذا الراوي يروي عن هذا الشَّيخ بالعنعنة .
السائل : نعم .
الشيخ : نقول : فيه احتمال التدليس كنَّا نقول .
السائل : إي .
الشيخ : الآن صرت تقول : الإرسال .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، هذا الاحتمال شو وزنه ؟ هل كل احتمال له وجاهة من النظر ؟ شو وزنه ؟ إذا نحن كنَّا نسوق الحديث آنفًا أنُّو كما يحتمل أن يكون هذا دلَّس ، وهكذا أظن جاء في التحرير هنا ، الآن رفعنا كلمة تدليس وحلَّ مكانها الإرسال ؛ أليس كذلك ؟
السائل : نعم ، الإرسال نعم .
الشيخ : مثل ما يرد هذا الاحتمال من إرسال الراوي المعاصر للراوي عنه .
السائل : نعم .
الشيخ : يرد مثله التدليس ، التدليس من الراوي الذي روى عن شيخه الذي عاصَرَه بالعنعنة .
السائل : وسمع منه .
الشيخ : لَقِيَه وسمع منه ، لكن روى عنه بالعنعنة ، روى عنه بالعنعنة .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا أعيد الصورة السابقة ، كما يحتمل ذاك الإرسال بالنسبة لِمَن روى عمَّن عاصَرَه ولم يثبت لقاؤه ، كذلك يحتمل التدليس من هذا الراوي الذي روى عمَّن لَقِيَه ، لكن روى عنه بالعنعنة ؛ ألا يحتمل أن يكون دلَّس ؟
السائل : لكن يقولون : إنه يشترط فيه أن لا يكون مدلِّسًا .
الشيخ : صار دورة ، من أين عرفنا أنه ليس بمدلِّس ؟
السائل : لم يُوصف بالتدليس .
الشيخ : هذا هو .
السائل : هذا كلام الشَّيخ من الأول لم يثبت عليه تدليس .
سائل آخر : ما وصف بالتدليس .
الشيخ : وهذا أيضًا .
السائل : فالأصل أنه غير مدلِّس .
الشيخ : -- ... وينك ؟ أنت قولي له في عنده ضيوف ، اعتذري له --
يعني الاحتمال ولو الآن اختلف لفظًا ، لكن هو من حيث المعنى وارد ، جوابك أنه ما وُصِفَ بالتدليس .
السائل : ما وصف ، نعم .
الشيخ : وهذا - أيضًا - لم يُوصف بالإرسال كما تقول أنت الآن ، هذا - أيضًا - لم يُوصف بالإرسال .
سائل آخر : هذه الاحتمال انتبهت ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعود الكلام ليس كلُّ احتمال له وجاهة من النظر ، وعلى هذا جرى الإمام مسلم وجرى جمهور علماء المسلمين ، أنا ذكرت عن يمكن في هذا البحث وفي غيره : الإمام النووي في مقدمة " صحيح مسلم " يميل إلى مذهب البخاري ، لكنه في المصطلح مالَ إلى مذهب مسلم ، عمليًّا لا يمكن إلا الاعتماد على مذهب مسلم إلا إذا ثَبَتَ تدليس هذا المعاصر ، طيب ما سمعت أنا أنت .
سائل آخر : والله - يا شيخنا - حقيقة في أنت الآن كلمتك الأخيرة ذكَّرتني بكلمة هنا بتقول بأن هذا فيه هدم يعني .
الشيخ : أكيد ، ما عم أقول لك .
سائل آخر : خلينا نشوف أول شيء هنا ثم نرجع إلى هذا .
الشيخ : نعم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 317
- توقيت الفهرسة : 00:03:09
- نسخة مدققة إملائيًّا