مقارنة بين كتاب " التاريخ الكبير " للبخاري ، وبين كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم .
A-
A=
A+
الشيخ : أما البخاري فليس له باع طويل في هذا المجال ، هو يقتصر حتى في الرواة الثقات على ذكر راوٍ واحد أو اثنين فضلًا عن الرواة المستورين أو المجهولين ، فالإمام البخاري لا يطيل الكلام في بيان الرواة عن المترجم المسكوت عنه ، ثم البخاري الحقيقة في كتابه " التاريخ " وأنا لا أحبُّ التعصُّب للرجال ، فأنا أقدِّر الإمام البخاري في علمه وفي نقده ، لكن لا أقدِّر كتابه " التاريخ " تقديري لـ " الجرح والتعديل " ، " الجرح والتعديل " قلَّما لا نجد فيه راويًا لم يُعطنا رأيه فيه ، والعكس تمامًا ؛ قلَّما نجد في " تاريخ البخاري " راويًا صرَّح بتوثيقه ؛ ولذلك الاستفادة من " الجرح والتعديل " أكثر بكثير من " تاريخ البخاري " ، بخاصَّة بهذه الناحية ، أي : الرواة الذين سكت عنهم " ابن أبي حاتم " ، وقد نستفيد منه توثيقًا بطريق غير مباشر منه ، وإنما على طريقتنا نحن ، فإذا وجدناه يقول : روى عنه فلان وفلان وفلان وسكت ، وهذه الفلانات إذا صحَّ التعبير ثقات عنده وعند غيره ؛ فحينئذٍ تطمئنُّ نفسنا للاحتجاج بحديث هذا المُترجَم على الرغم من أنه سكت عنه ، وليس كذلك إذا قال : فلان روى عنه فلان وانتهى الأمر ؛ لا يستويان مثلًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 317
- توقيت الفهرسة : 00:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا