شرح حديث معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - : " صلَّيت يومًا خلف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعطس رجلٌ بجانبي فقلت له : يرحمك الله ، فنظروا إليَّ " الحديث .
A-
A=
A+
الشيخ : معاوية بن الحكم ، قال معاوية بن الحكم السلمي : " صلَّيت يومًا خلف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعطس رجل بجانبي ، فقلت له : يرحمك الله وهو يصلي ، فنظروا إليَّ هكذا - أي : تسكيتًا - ، فقلت رافعًا صوتي : واثكل أمِّياه ! ما لكم تنظرون إليَّ ؟ فأخذوا ضربًا على أفخاذهم " ؛ كأنهم يقولون : اسكت ، ما هو وقت الكلام الآن .
وهنا للإفادة الفقهية أقف قليلًا : ضرْب أصحاب الرسول على أفخاذهم خلف الرسول دليل من أدلة كثيرة على أن الإشارة المفهمة في الصلاة لا تبطل الصلاة ؛ لأن بعض المذاهب مذاهب أهل السنة يقولون بأنَّ مَن أشار في الصلاة إشارة مفهمة بطلت صلاته ، لأنهم اعتبروا الإشارة المفهمة كالكلام المفهم ، مثلًا : دخل الولد أو البنت أو الأم والرجل يصلي ، أنت الآن بتصلي الفرض ولَّا النفل ؟ أنت عم تصلي الفرض ؟ مفهوم أنُّو لا ؟ إذًا بطلت الصلاة ، عم تصلي الفرض ؟ عم أصلي الفرض ؛ إذًا اقتدى معي السَّائل هذا ، هذه اسمها الإشارة المفهمة ، آخذ الكتاب ؟ أخذ الكتاب ؛ فهم ، إشارة مفهمة ، هذه في المذهب الحنفي تبطل الصلاة ، في المذاهب الأخرى لا تبطل الصلاة ، من أين أخذ الأحناف هذا الحكم ؟ من القياس من الاستنباط ، آخذ الكتاب ؟ خذ الكتاب ، بطلت الصلاة ، واضح لأنه كلام ، طيب الإشارة المفهمة قامت مقام الكلام ، أخذوا هذا الحكم الخطير من القياس ، من أجل ذلك نحن نقول ونكون في مسألة ننتقل إلى أخرى ؛ لأن هذا هو الفقه وهذا هو العلم ، بالمناسبة تظهر بعض الفوائد العلمية التي قد يكون الناس بل جماهير الناس بحاجة إليها .
القياس لا يُصار إليه إلا للضرورة ، ما في ضرورة نحن الآن نثقل كواهل المسلمين بالمسائل الفقهية الثقيلة ، وبخاصَّة إذا كان هذا الاستنباط يُخالف السنة ، السنة الصحيحة التي جرى عليها السلف الصالح ، ونحن الآن في مثل هذه السنة ؛ ذاك الرجل اللي اسمه معاوية بن الحكم السلمي يبدو أنه كان حديث عهد بالإسلام ، فسمع رجل عطس في الصلاة قال له : يرحمك الله ، هذا صار كلام ، الذين حوله يعرفون أن هذا الكلام لا يجوز ، فنظروا إليه نظرةً مفهمة ، إشارة بالعين مفهمة ، فهو ضاق ذرعًا وصاح بأعلى صوته دليل أنه حديث عهد بالإسلام وبالصلاة وأحكامها ، فرفع عقيرته وقال : واثكل أمِّياه ! شو معنى واثكل أمِّياه ؟ يعني : فَقَدَتْني أمي ، شو ساويت لكم عم تضربوا على أفخاذكم وتنظروا بأعينكم إلى آخره .
لما سمع الضرب على الأفخاذ فَهِمَ أنه مخطئ ، لكن ما بيعرف شو السبب ، لكن انتباهه أنه أخطأ صار بقى كما أتصوَّر من الحديث صار يتصوَّر أن الرسول الآن شو راح يساوي معه ؟ أخطأ في صلاة في عبادة الله - عز وجل - ، ويمكن يتصوَّر مثل ما بيتصوَّر بعض الناس اليوم أنُّو إذا إمام أحسَّ بخطأ أحد المصلين خلفه بينهره وربما بيجهّله وإلى آخره ، يمكن تصوَّر أن الرسول راح يعمل معه هيك عمل ، لكن خاب ظنه ؛ ما رأى من الرسول إلا كلَّ لطف ؛ ولذلك يعبر عن هذه الحقيقة بقوله : " فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة أقبل إليَّ " ، أقبل إليَّ شو راح يساوي بقى الرسول معه ، قال : " فوالله ما ضربني ، ولا قهرني ، ولا كهرني ، ولا شتمني ، وإنما قال لي : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي تسبيح وتكبير وقراءة القرآن ) " . لما هذا الرجل وجد هذا اللطف من الرسول - عليه السلام - وكل شيء من معدنه جميل ، تشجَّع ليسأل الرسول ويتعلَّم كما سأل صاحبنا آنفًا قال : يا رسول الله ، إنَّ منَّا أقوامًا يأتون الكهان . قال : ( فلا تأتوهم ) . والكهانة أنواع ، أقول أنا الآن ، الكهانة أنواع منها : استحضار الجنِّ إلا في الحدود الضيقة التي ذكرناها لكم وليس فيه من معنى الاستحضار شيء إطلاقًا إنما هو الرقية ، " قال : ( فلا تأتوهم ) . قال : إنَّ منَّا أقوامًا يتطيَّرون . قال : ( فلا يصُدَّنَّكم ) . التطير التشاؤم معروف عندكم ، والتشاؤم قد يقع الإنسان فيه رغم أنفه بدون قصد فلا يُؤاخذ ، لكنه يُؤاخذ فيما إذا تجاوب مع التطيُّر ومع التشاؤم .
أنا أضرب مثلًا على النحو الذي كان عليه يتشاءم الجاهليون قديمًا وقد يقع مثله حديثًا ، قديمًا لماذا سُمِّي الطيرة ، الطيرة مشتقَّة من الطير ، كان الرجل الجاهلي يهيِّئ نفسه يوم يومين ثلاثة يجمع زاده يهيِّئ دابته إلى آخره بدو يسافر ، يركب الدابة ينطلق ، أول طير يطير أمامه إن طار يمينًا تيامن واستأنس واستبشر خيرًا ، إن طار يسارًا هذه سفرة مشؤومة رجع أدراجه إلى داره ، بعد كل الاستعداد الطويل العريض ، سبحان الله ! إن كان هذا الطير يعرف الخير والشر ؛ فهل هو يعني أقدر على ذلك من هذا الإنسان ؟ هذا الإنسان عقله أسخف من عقل الطير لأنه آمن بالطير أكثر ممَّا آمن بنفسه ، الطير حيوان شاف الإنسان جاي لعنده بدو يطير يا يمينًا ولا يسارًا على غير هدى ، مع ذلك هو اعتبرها هَيْ هداية ، كأن الطير يقول له : الحقني إذا مشيت يمينًا تابع طريقك ، إذا أنا طرت يسارًا لا تتابع طريقك ، من هنا اشتُقَّت الطيرة . اليوم - مثلًا - بأقول أنا مثال : إنسان تجهَّز للسفر ، مسك الشنطة وطلع من الباب ، وإذ اثنين بيتخانقوا مع بعضهم البعض واحد بيقول للثاني - ما له علاقة بهذا المسافر - : " الله لا يوفقك " ، هَيْ بتنزل بمخه ، يحوِّلها على نفسه وبيتشاءم منها ويتطيَّر ويبطِّل إيش ؟ يسافر . فهذا إذا تطيَّر ومضى في سبيله ما في عليه مؤاخذة ، صحيح صار عنده شوية نقزة هيك لما سمع الكلام " الله لا يوفقك " ، لكن تذكَّر قول الرسول : ( قال : فلا يصدَّنَّكم ) مضى في سبيله .
إذًا الطيرة نوعان : طيرة يُفاجأ بها الإنسان فلا مؤاخذة ، لكن طيرة يتجاوب معها الإنسان فهي جاهلية ؛ فلا يجوز .
إنَّ منَّا أقوام يتطيَّرون . قال : ( فلا يصدَّنَّكم ) . قال : يا رسول الله ، إنَّ منَّا أقوامًا يخطُّون ؛ يعني ضرب الرمل ، وهذا إلى اليوم موجود ، قال : ( قد كان نبيٌّ من الأنبياء يخطُّ ؛ فمَن وافقَ خطُّه خطَّه فذاك ) . هذا اسمه عند العلماء تعليق بالمحال ؛ قد كان نبيٌّ من الأنبياء أُعطِيَ معجزةً بالضرب على الرمل ليستكشف بعض المغيَّبات كالوحي من السماء ينزل عليه وحي ، فيقول : سيقع كذا وكذا خصوصيَّة من الله له ، فالله ذاك النبي أعطاه هذا العلم الضرب على الرمل ، فيعلِّق الرسول - عليه السلام - بطريقة عربية جميلة جدًّا : ( قد كان نبيٌّ من الأنبياء يخطُّ ، فمَن وافقَ خطُّه خطَّه فذاك ) ، وهل يمكن الموافقة من إنسان غير نبي وغير معصوم أن يوافق خطُّه خطَّ ذلك النبي المعصوم ؟! هذا اسمه تعليق بالمحال ، معنى ذلك : لا تضربوا بالرمل ؛ لأن هذا - أيضًا - نوع من الكهانة .
وهنا للإفادة الفقهية أقف قليلًا : ضرْب أصحاب الرسول على أفخاذهم خلف الرسول دليل من أدلة كثيرة على أن الإشارة المفهمة في الصلاة لا تبطل الصلاة ؛ لأن بعض المذاهب مذاهب أهل السنة يقولون بأنَّ مَن أشار في الصلاة إشارة مفهمة بطلت صلاته ، لأنهم اعتبروا الإشارة المفهمة كالكلام المفهم ، مثلًا : دخل الولد أو البنت أو الأم والرجل يصلي ، أنت الآن بتصلي الفرض ولَّا النفل ؟ أنت عم تصلي الفرض ؟ مفهوم أنُّو لا ؟ إذًا بطلت الصلاة ، عم تصلي الفرض ؟ عم أصلي الفرض ؛ إذًا اقتدى معي السَّائل هذا ، هذه اسمها الإشارة المفهمة ، آخذ الكتاب ؟ أخذ الكتاب ؛ فهم ، إشارة مفهمة ، هذه في المذهب الحنفي تبطل الصلاة ، في المذاهب الأخرى لا تبطل الصلاة ، من أين أخذ الأحناف هذا الحكم ؟ من القياس من الاستنباط ، آخذ الكتاب ؟ خذ الكتاب ، بطلت الصلاة ، واضح لأنه كلام ، طيب الإشارة المفهمة قامت مقام الكلام ، أخذوا هذا الحكم الخطير من القياس ، من أجل ذلك نحن نقول ونكون في مسألة ننتقل إلى أخرى ؛ لأن هذا هو الفقه وهذا هو العلم ، بالمناسبة تظهر بعض الفوائد العلمية التي قد يكون الناس بل جماهير الناس بحاجة إليها .
القياس لا يُصار إليه إلا للضرورة ، ما في ضرورة نحن الآن نثقل كواهل المسلمين بالمسائل الفقهية الثقيلة ، وبخاصَّة إذا كان هذا الاستنباط يُخالف السنة ، السنة الصحيحة التي جرى عليها السلف الصالح ، ونحن الآن في مثل هذه السنة ؛ ذاك الرجل اللي اسمه معاوية بن الحكم السلمي يبدو أنه كان حديث عهد بالإسلام ، فسمع رجل عطس في الصلاة قال له : يرحمك الله ، هذا صار كلام ، الذين حوله يعرفون أن هذا الكلام لا يجوز ، فنظروا إليه نظرةً مفهمة ، إشارة بالعين مفهمة ، فهو ضاق ذرعًا وصاح بأعلى صوته دليل أنه حديث عهد بالإسلام وبالصلاة وأحكامها ، فرفع عقيرته وقال : واثكل أمِّياه ! شو معنى واثكل أمِّياه ؟ يعني : فَقَدَتْني أمي ، شو ساويت لكم عم تضربوا على أفخاذكم وتنظروا بأعينكم إلى آخره .
لما سمع الضرب على الأفخاذ فَهِمَ أنه مخطئ ، لكن ما بيعرف شو السبب ، لكن انتباهه أنه أخطأ صار بقى كما أتصوَّر من الحديث صار يتصوَّر أن الرسول الآن شو راح يساوي معه ؟ أخطأ في صلاة في عبادة الله - عز وجل - ، ويمكن يتصوَّر مثل ما بيتصوَّر بعض الناس اليوم أنُّو إذا إمام أحسَّ بخطأ أحد المصلين خلفه بينهره وربما بيجهّله وإلى آخره ، يمكن تصوَّر أن الرسول راح يعمل معه هيك عمل ، لكن خاب ظنه ؛ ما رأى من الرسول إلا كلَّ لطف ؛ ولذلك يعبر عن هذه الحقيقة بقوله : " فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة أقبل إليَّ " ، أقبل إليَّ شو راح يساوي بقى الرسول معه ، قال : " فوالله ما ضربني ، ولا قهرني ، ولا كهرني ، ولا شتمني ، وإنما قال لي : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي تسبيح وتكبير وقراءة القرآن ) " . لما هذا الرجل وجد هذا اللطف من الرسول - عليه السلام - وكل شيء من معدنه جميل ، تشجَّع ليسأل الرسول ويتعلَّم كما سأل صاحبنا آنفًا قال : يا رسول الله ، إنَّ منَّا أقوامًا يأتون الكهان . قال : ( فلا تأتوهم ) . والكهانة أنواع ، أقول أنا الآن ، الكهانة أنواع منها : استحضار الجنِّ إلا في الحدود الضيقة التي ذكرناها لكم وليس فيه من معنى الاستحضار شيء إطلاقًا إنما هو الرقية ، " قال : ( فلا تأتوهم ) . قال : إنَّ منَّا أقوامًا يتطيَّرون . قال : ( فلا يصُدَّنَّكم ) . التطير التشاؤم معروف عندكم ، والتشاؤم قد يقع الإنسان فيه رغم أنفه بدون قصد فلا يُؤاخذ ، لكنه يُؤاخذ فيما إذا تجاوب مع التطيُّر ومع التشاؤم .
أنا أضرب مثلًا على النحو الذي كان عليه يتشاءم الجاهليون قديمًا وقد يقع مثله حديثًا ، قديمًا لماذا سُمِّي الطيرة ، الطيرة مشتقَّة من الطير ، كان الرجل الجاهلي يهيِّئ نفسه يوم يومين ثلاثة يجمع زاده يهيِّئ دابته إلى آخره بدو يسافر ، يركب الدابة ينطلق ، أول طير يطير أمامه إن طار يمينًا تيامن واستأنس واستبشر خيرًا ، إن طار يسارًا هذه سفرة مشؤومة رجع أدراجه إلى داره ، بعد كل الاستعداد الطويل العريض ، سبحان الله ! إن كان هذا الطير يعرف الخير والشر ؛ فهل هو يعني أقدر على ذلك من هذا الإنسان ؟ هذا الإنسان عقله أسخف من عقل الطير لأنه آمن بالطير أكثر ممَّا آمن بنفسه ، الطير حيوان شاف الإنسان جاي لعنده بدو يطير يا يمينًا ولا يسارًا على غير هدى ، مع ذلك هو اعتبرها هَيْ هداية ، كأن الطير يقول له : الحقني إذا مشيت يمينًا تابع طريقك ، إذا أنا طرت يسارًا لا تتابع طريقك ، من هنا اشتُقَّت الطيرة . اليوم - مثلًا - بأقول أنا مثال : إنسان تجهَّز للسفر ، مسك الشنطة وطلع من الباب ، وإذ اثنين بيتخانقوا مع بعضهم البعض واحد بيقول للثاني - ما له علاقة بهذا المسافر - : " الله لا يوفقك " ، هَيْ بتنزل بمخه ، يحوِّلها على نفسه وبيتشاءم منها ويتطيَّر ويبطِّل إيش ؟ يسافر . فهذا إذا تطيَّر ومضى في سبيله ما في عليه مؤاخذة ، صحيح صار عنده شوية نقزة هيك لما سمع الكلام " الله لا يوفقك " ، لكن تذكَّر قول الرسول : ( قال : فلا يصدَّنَّكم ) مضى في سبيله .
إذًا الطيرة نوعان : طيرة يُفاجأ بها الإنسان فلا مؤاخذة ، لكن طيرة يتجاوب معها الإنسان فهي جاهلية ؛ فلا يجوز .
إنَّ منَّا أقوام يتطيَّرون . قال : ( فلا يصدَّنَّكم ) . قال : يا رسول الله ، إنَّ منَّا أقوامًا يخطُّون ؛ يعني ضرب الرمل ، وهذا إلى اليوم موجود ، قال : ( قد كان نبيٌّ من الأنبياء يخطُّ ؛ فمَن وافقَ خطُّه خطَّه فذاك ) . هذا اسمه عند العلماء تعليق بالمحال ؛ قد كان نبيٌّ من الأنبياء أُعطِيَ معجزةً بالضرب على الرمل ليستكشف بعض المغيَّبات كالوحي من السماء ينزل عليه وحي ، فيقول : سيقع كذا وكذا خصوصيَّة من الله له ، فالله ذاك النبي أعطاه هذا العلم الضرب على الرمل ، فيعلِّق الرسول - عليه السلام - بطريقة عربية جميلة جدًّا : ( قد كان نبيٌّ من الأنبياء يخطُّ ، فمَن وافقَ خطُّه خطَّه فذاك ) ، وهل يمكن الموافقة من إنسان غير نبي وغير معصوم أن يوافق خطُّه خطَّ ذلك النبي المعصوم ؟! هذا اسمه تعليق بالمحال ، معنى ذلك : لا تضربوا بالرمل ؛ لأن هذا - أيضًا - نوع من الكهانة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 315
- توقيت الفهرسة : 00:25:23
- نسخة مدققة إملائيًّا