ما الرَّاجح من أقوال العلماء في وقوع المجاز من عدمه في القرآن الكريم ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، لو تجلُّوا لنا - بارك الله فيكم - قضية المجاز ؛ لأنهم اختلفوا هل في القرآن مجاز أو لا ؛ فنريد بارك الله فيكم يعني القول الصحيح الراجح من قول السلف الصالح ؟
الشيخ : والله المسألة كما يقال : " وعند جُهَينة الخبر اليقين " ، ابن تيمية تكلَّم بكلام رائع جدًّا في هذا الموضوع ونحن منه نستقي ، أوَّلًا : لأني رجل ألباني ما لي عربي . وثانيًا : لأني طالب علم ولست بعالم ؛ فلذلك نحن نستقي من أمثال ابن تيمية .
السائل : ... .
الشيخ : كلنا سواء ، كلنا في الهواء سواء ، كلنا طلَّاب علم .
الطالب : ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء .
الشيخ : هذا فضل الله عظيم .
الشاهد : الذي بدا لي في خصوص الحقيقة والمجاز ، والمجاز الذي ينفيه ابن تيمية على كثير من علماء اللغة الذين يستعملون كثيرًا لفظة المجاز ويطبِّقونها على بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة أن هناك خلافًا لفظيًّا من جهة وخلافًا حقيقيًّا من جهة أخرى . الخلاف اللفظي : ابن تيمية يعتقد بوجود ما يسمِّيه علماء اللغة في بعض النصوص مجازًا ، هو يؤمن بهذا لكن لا يسمِّيه مجازًا ، ويقول : هو حقيقة ، وأنا عطفًا على قولي - ليس تواضعًا وإنما بيانًا للواقع - لعدم تخصُّصي في هذا العلم أقول : أضرب مثلًا واحدًا فقط مما يسمِّيه العلماء الذين يردِّدون على ألسنتهم لفظة المجاز مجازًا ، وابن تيمية يقول : لا ، هذه الحقيقة وليست مجازًا . المثل : في سورة يوسف - عليه السلام - : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )) ، علماء اللغة يسمُّون هذا مجاز الحذف ، تقديره : واسأل أهل القرية ، هو لا يسمِّيه مجازًا لا مجاز حذف ولا مجاز آخر ، يقول : هذه حقيقة ، ويُحاجِجُهم بنفس منطقهم ؛ لأنهم يقولون : الأصل في كلِّ عبارة عربية الحقيقة ، وأنه لا يجوز الخروج عنها إلى المجاز إلا إذا تعذَّرت الحقيقة ، فيقول ابن تيمية : في اللغة ما هي الحقيقة ؟ هو المعنى الذي يتبادر إلى ذهن السامع للكلام العربي هو الحقيقة ، ثم لا عليك بعد ذلك سمَّيتها مجازًا أو سمَّيتها حقيقةً ، ففي هذا المثال مَن هو العربي الذي يفهم من هذه الآية ومَثِيلاتها في الاستعمالات العربية ؛ مَن الذي يفهم ظاهرها ؟ ظاهرها (( اسْأَلِ الْقَرْيَةَ )) يعني حيطانها ؛ ما أحد يفهم هذا الكلام ؛ إذًا ما هو المفهوم من هذا الكلام العربي ؟
السائل : أهل القرية .
الشيخ : هو ما يسمِّيه اللغويون مجازًا ؛ إذًا هذا يقول ابن تيمية ليس مجازًا ؛ لأن المجاز هو الخروج عن الحقيقة إلى معنى غير متبادر لأول ما يسمع الإنسان تلك العبارة . هنا العكس تمامًا ما يخطر في بال إنسان أبدًا المعنى المجازي ، وإنما المعنى رأسًا : اسأل سكَّان القرية وركَّاب القافلة ونحو ذلك ، ويذكر أمثلة على هذا من الاستعمالات العربية مثلًا يقول العربي : سرتُ والقمرَ ، سرتُ والقمرَ ، القمر في السماء وأنت في الأرض ، مَن يفهم أنُّو سار هو بجنبك وأنت بجنبه ؟! لكن هم يسمُّونه مجازًا ، هو يقول : لا ، هذا ليس مجاز ؛ هذا حقيقة ؛ لأنه لا أحد يفهم إلا هذا المعنى اللي أنتم عم تسمُّوه مجازًا ، لكن هو حقيقة ؛ إذًا هنا ما أخرجنا المعنى المتبادر إلى معنى غير متبادر ، وإنما بقينا على المعنى المتبادر إلا أنَّ أولئك سمَّوه مجازًا .
= -- وعليكم السلام -- =
السائل : فينا نقول : الخلاف لفظي شيخنا ؟
الشيخ : ما هذا قلته ، في التقاء في ناحية ، ولسا بدي أكمل لك في اختلاف ، في اختلاف لفظي وفي اختلاف حقيقي ، فهنا الآن أنا في الاختلاف اللفظي ، أما المعنى متفقين هن في النهاية ، ما أحد يقول : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ )) حيطانها لا الذي يقول : هنا مجاز ، ولا الذي يقول : لا مجاز ، متفقون على هذا .
لكن هناك خلاف حقيقي وهو توسُّع الذين يستعملون المجاز في تطبيق المجاز ، ويخالفون في تطبيقهم للمجاز القاعدة أن الأصل البقاء على الحقيقة إلا إذا تعذَّرت هذه الحقيقة شرعًا أو عقلًا ؛ هنا بقى يظهر خطر القول بالمجاز ؛ لأنهم جاؤوا إلى نصوص تتحدَّث عن الغيب ، بل عن غيب الغيوب وهو الله وصفاته العليا ، (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )) مجاز ؛ ليه ؟ قال : لأن الله يجيء إذا قلنا : يجيء ؛ إذًا شبَّهْناه ؛ هنا بقى بتشتغل الكوانة التأويلية وبيقعوا في الضلال المبين ؛ لأن هذا يؤدِّي بهم إلى التعطيل المطلق ، إلى جحد الله - عز وجل - كذات موصوفة بكلِّ صفات الكمال .
الشيخ : والله المسألة كما يقال : " وعند جُهَينة الخبر اليقين " ، ابن تيمية تكلَّم بكلام رائع جدًّا في هذا الموضوع ونحن منه نستقي ، أوَّلًا : لأني رجل ألباني ما لي عربي . وثانيًا : لأني طالب علم ولست بعالم ؛ فلذلك نحن نستقي من أمثال ابن تيمية .
السائل : ... .
الشيخ : كلنا سواء ، كلنا في الهواء سواء ، كلنا طلَّاب علم .
الطالب : ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء .
الشيخ : هذا فضل الله عظيم .
الشاهد : الذي بدا لي في خصوص الحقيقة والمجاز ، والمجاز الذي ينفيه ابن تيمية على كثير من علماء اللغة الذين يستعملون كثيرًا لفظة المجاز ويطبِّقونها على بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة أن هناك خلافًا لفظيًّا من جهة وخلافًا حقيقيًّا من جهة أخرى . الخلاف اللفظي : ابن تيمية يعتقد بوجود ما يسمِّيه علماء اللغة في بعض النصوص مجازًا ، هو يؤمن بهذا لكن لا يسمِّيه مجازًا ، ويقول : هو حقيقة ، وأنا عطفًا على قولي - ليس تواضعًا وإنما بيانًا للواقع - لعدم تخصُّصي في هذا العلم أقول : أضرب مثلًا واحدًا فقط مما يسمِّيه العلماء الذين يردِّدون على ألسنتهم لفظة المجاز مجازًا ، وابن تيمية يقول : لا ، هذه الحقيقة وليست مجازًا . المثل : في سورة يوسف - عليه السلام - : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )) ، علماء اللغة يسمُّون هذا مجاز الحذف ، تقديره : واسأل أهل القرية ، هو لا يسمِّيه مجازًا لا مجاز حذف ولا مجاز آخر ، يقول : هذه حقيقة ، ويُحاجِجُهم بنفس منطقهم ؛ لأنهم يقولون : الأصل في كلِّ عبارة عربية الحقيقة ، وأنه لا يجوز الخروج عنها إلى المجاز إلا إذا تعذَّرت الحقيقة ، فيقول ابن تيمية : في اللغة ما هي الحقيقة ؟ هو المعنى الذي يتبادر إلى ذهن السامع للكلام العربي هو الحقيقة ، ثم لا عليك بعد ذلك سمَّيتها مجازًا أو سمَّيتها حقيقةً ، ففي هذا المثال مَن هو العربي الذي يفهم من هذه الآية ومَثِيلاتها في الاستعمالات العربية ؛ مَن الذي يفهم ظاهرها ؟ ظاهرها (( اسْأَلِ الْقَرْيَةَ )) يعني حيطانها ؛ ما أحد يفهم هذا الكلام ؛ إذًا ما هو المفهوم من هذا الكلام العربي ؟
السائل : أهل القرية .
الشيخ : هو ما يسمِّيه اللغويون مجازًا ؛ إذًا هذا يقول ابن تيمية ليس مجازًا ؛ لأن المجاز هو الخروج عن الحقيقة إلى معنى غير متبادر لأول ما يسمع الإنسان تلك العبارة . هنا العكس تمامًا ما يخطر في بال إنسان أبدًا المعنى المجازي ، وإنما المعنى رأسًا : اسأل سكَّان القرية وركَّاب القافلة ونحو ذلك ، ويذكر أمثلة على هذا من الاستعمالات العربية مثلًا يقول العربي : سرتُ والقمرَ ، سرتُ والقمرَ ، القمر في السماء وأنت في الأرض ، مَن يفهم أنُّو سار هو بجنبك وأنت بجنبه ؟! لكن هم يسمُّونه مجازًا ، هو يقول : لا ، هذا ليس مجاز ؛ هذا حقيقة ؛ لأنه لا أحد يفهم إلا هذا المعنى اللي أنتم عم تسمُّوه مجازًا ، لكن هو حقيقة ؛ إذًا هنا ما أخرجنا المعنى المتبادر إلى معنى غير متبادر ، وإنما بقينا على المعنى المتبادر إلا أنَّ أولئك سمَّوه مجازًا .
= -- وعليكم السلام -- =
السائل : فينا نقول : الخلاف لفظي شيخنا ؟
الشيخ : ما هذا قلته ، في التقاء في ناحية ، ولسا بدي أكمل لك في اختلاف ، في اختلاف لفظي وفي اختلاف حقيقي ، فهنا الآن أنا في الاختلاف اللفظي ، أما المعنى متفقين هن في النهاية ، ما أحد يقول : (( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ )) حيطانها لا الذي يقول : هنا مجاز ، ولا الذي يقول : لا مجاز ، متفقون على هذا .
لكن هناك خلاف حقيقي وهو توسُّع الذين يستعملون المجاز في تطبيق المجاز ، ويخالفون في تطبيقهم للمجاز القاعدة أن الأصل البقاء على الحقيقة إلا إذا تعذَّرت هذه الحقيقة شرعًا أو عقلًا ؛ هنا بقى يظهر خطر القول بالمجاز ؛ لأنهم جاؤوا إلى نصوص تتحدَّث عن الغيب ، بل عن غيب الغيوب وهو الله وصفاته العليا ، (( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا )) مجاز ؛ ليه ؟ قال : لأن الله يجيء إذا قلنا : يجيء ؛ إذًا شبَّهْناه ؛ هنا بقى بتشتغل الكوانة التأويلية وبيقعوا في الضلال المبين ؛ لأن هذا يؤدِّي بهم إلى التعطيل المطلق ، إلى جحد الله - عز وجل - كذات موصوفة بكلِّ صفات الكمال .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 315
- توقيت الفهرسة : 00:12:29
- نسخة مدققة إملائيًّا