سمعت من أحد طلاب العلم أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يدرِّس قبل خطبة الجمعة ؛ فكيف نوفِّق بين هذا وبين النهي عن التحلق قبل صلاة الجمعة ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ، بالنسبة لدرس ما قبل الجمعة ما قبل الخطبة ، سمعت من أحد طلبة العلم بأن أبا هريرة - رضي الله عنه - كان يعطي هذا الدرس قبل يوم الجمعة أو قبل الخطبة ، ثم تأتي الخطبة ويأتي دورها !
الشيخ : نعم ، ونبي أبي هريرة شو سوى ؟
السائل : طبعًا خلاف ذلك .
الشيخ : إذًا شو بيهمك بقى من اللي سمعته من طالب العلم !
السائل : فعل الصحابي .
الشيخ : بنرجع هلأ للموضوع نفسه ؛ طالب العلم اللي سمعت منه هو عالم ؟
السائل : طالب علم ليس بعالم .
الشيخ : خلص ، إيش بتهمك القضية ما دام هو طالب علم رأى رواية أبي هريرة ولا يستطيع أن يوفِّق بينها وبين : " نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التحلُّق يوم الجمعة " ؟ هلَّا سألته هذا السؤال ؟ سامحك الله .
السائل : والله ذهبت عن بالي .
الشيخ : إي ، سامحك الله .
السائل : اللهم آمين .
الشيخ : دعونا لك بالسماح سلفًا .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : الآن أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - قد يفعل فعله غيره في كل زمان وفي كل مكان ، مثلًا قد تعرض قضية فيقوم فيخطب بمناسبتها قبل خطبة الخطيب الراتب الرسمي ، فيقال أنُّو أبا هريرة فعل كذا ، لكن من أين له أن أبا هريرة فعل ذلك على نظام دائم ؟! ثم أخيرًا : لو فعل ذلك قد يُنظر إلى فعله نظرة القبول فيما لو لم يكن هناك حديث عن الرسول يخالف ما واظب عليه أبو هريرة ، والمواظبة غير مرويَّة إطلاقًا ، لكن لو فرضنا هذا من باب المبالغة للقضاء على أصل المشكلة التي قامت في ذهن هذا الطَّالب ، ثم شغل مَن كان مثله طالبًا أو غير طالب شغل باله ، فللقضاء على المشكلة نحن نقول : لو كان في الحديث أن أبا هريرة كان يواظب فنقول : أبو هريرة ولَّا نبي أبو هريرة ؟
السائل : نبي أبي هريرة .
الحاضرون : صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : لماذا نهتمُّ بكل رواية تُروى وعندنا حديث عن الرسول - عليه السلام - بخلاف تلك الرواية التي تُروى عن غير الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؟ خذ مثلًا يتعلق بأبي هريرة : أبو هريرة من الثابت عنه في حديث أصح من حديث درسه قبل الصلاة يوم الجمعة : كان إذا توضَّأ شمَّر هيك لهون ، بتعرفوه هذا الحديث ولَّا لا ؟ نحن نقول : قال - عليه الصلاة والسلام - بعد أن توضَّأ مرة مرة ، ثم مرتين مرتين ، ثم ثلاثًا ثلاثًا ، ثم قال - عليه الصلاة والسلام - : ( هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ؛ فَمَن زاد أو نقص فقد تعدَّى وظلم ) ، فالرسول يا ترى لما توضأ توضأ هيك ؟ لا ، هذا يقينًا ، علماء الحديث لا يختلفون في هذا أن الرسول كان يغسل إلى المرفقين كما هو نصُّ القرآن الكريم . فأبو هريرة فعل زيادة عن هذا الغسل الذي ذكرته لكم ، بيجي واحد بقى طالب علم : إي أنا شفت حديث وفي " صحيح مسلم " أن أبا هريرة فعل كذا ، مسكين مش عارف هداك الحديث أو عارفه وأحلاهما مرُّ ، إذا كان عارف فكيف يصرف نظره عن العمل بما جاء عن الرسول - عليه السلام - إلى ما جاء عن أبي هريرة خلافًا أوَّلًا : لفعل الرسول ولقوله - عليه السلام - . وثانيًا : أبو هريرة من الطَّرائف أنه مرة رُئِيَ يفعل هذا الفعل ، فلفت نظره واحد كان عم يراقبه ، فقال له : أنت ههنا يا ! إيش قال له : يا بني ؟!
السائل : بني فروخ .
الشيخ : بني فروخ ما ؟ كأنه كان يفعل ويظن أن ما أحد يراقبه شو السبب ؟ أنا أدري ما هو السبب ، هو كان يرى أن هذا الفعل ليس بسنة ، لكن يفعله لذات نفسه احتياطًا ، كثير من الناس يفعلون هذا ؛ ولذلك قال : لو كان يعلم أن أحدًا يراقبه هناك كان ما فعل هذا الفعل ؛ إذًا هذا ليس بعبادة ؛ يعني لنقرِّب الموضوع بمثال : بعض الموَسوِسين وإن شئت قلت الموَسوَسين قد يفعل فعلًا ويعرف أن والله الوسوسة ما هي مشروعة ، لكن الشيطان متسلِّط عليه ، فلو أن أحدًا تنبَّه له ما بيقول له : لازم تفعل مثل فعلته ، هو بيعرف أنه مغلوب على أمره . فإذًا الفقه ليس بالأمر السهل يا أخي ؛ فلذلك ما ينبغي أن نقول : والله الدعاة يقولون كذا أو بعضهم كذا ، بعض طلاب العلم يقولون كذا وكذا إلى آخره ، وإلا صارت القضية فوضى لا نظام لها .
الشيخ : نعم ، ونبي أبي هريرة شو سوى ؟
السائل : طبعًا خلاف ذلك .
الشيخ : إذًا شو بيهمك بقى من اللي سمعته من طالب العلم !
السائل : فعل الصحابي .
الشيخ : بنرجع هلأ للموضوع نفسه ؛ طالب العلم اللي سمعت منه هو عالم ؟
السائل : طالب علم ليس بعالم .
الشيخ : خلص ، إيش بتهمك القضية ما دام هو طالب علم رأى رواية أبي هريرة ولا يستطيع أن يوفِّق بينها وبين : " نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن التحلُّق يوم الجمعة " ؟ هلَّا سألته هذا السؤال ؟ سامحك الله .
السائل : والله ذهبت عن بالي .
الشيخ : إي ، سامحك الله .
السائل : اللهم آمين .
الشيخ : دعونا لك بالسماح سلفًا .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : الآن أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - قد يفعل فعله غيره في كل زمان وفي كل مكان ، مثلًا قد تعرض قضية فيقوم فيخطب بمناسبتها قبل خطبة الخطيب الراتب الرسمي ، فيقال أنُّو أبا هريرة فعل كذا ، لكن من أين له أن أبا هريرة فعل ذلك على نظام دائم ؟! ثم أخيرًا : لو فعل ذلك قد يُنظر إلى فعله نظرة القبول فيما لو لم يكن هناك حديث عن الرسول يخالف ما واظب عليه أبو هريرة ، والمواظبة غير مرويَّة إطلاقًا ، لكن لو فرضنا هذا من باب المبالغة للقضاء على أصل المشكلة التي قامت في ذهن هذا الطَّالب ، ثم شغل مَن كان مثله طالبًا أو غير طالب شغل باله ، فللقضاء على المشكلة نحن نقول : لو كان في الحديث أن أبا هريرة كان يواظب فنقول : أبو هريرة ولَّا نبي أبو هريرة ؟
السائل : نبي أبي هريرة .
الحاضرون : صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : لماذا نهتمُّ بكل رواية تُروى وعندنا حديث عن الرسول - عليه السلام - بخلاف تلك الرواية التي تُروى عن غير الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؟ خذ مثلًا يتعلق بأبي هريرة : أبو هريرة من الثابت عنه في حديث أصح من حديث درسه قبل الصلاة يوم الجمعة : كان إذا توضَّأ شمَّر هيك لهون ، بتعرفوه هذا الحديث ولَّا لا ؟ نحن نقول : قال - عليه الصلاة والسلام - بعد أن توضَّأ مرة مرة ، ثم مرتين مرتين ، ثم ثلاثًا ثلاثًا ، ثم قال - عليه الصلاة والسلام - : ( هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ؛ فَمَن زاد أو نقص فقد تعدَّى وظلم ) ، فالرسول يا ترى لما توضأ توضأ هيك ؟ لا ، هذا يقينًا ، علماء الحديث لا يختلفون في هذا أن الرسول كان يغسل إلى المرفقين كما هو نصُّ القرآن الكريم . فأبو هريرة فعل زيادة عن هذا الغسل الذي ذكرته لكم ، بيجي واحد بقى طالب علم : إي أنا شفت حديث وفي " صحيح مسلم " أن أبا هريرة فعل كذا ، مسكين مش عارف هداك الحديث أو عارفه وأحلاهما مرُّ ، إذا كان عارف فكيف يصرف نظره عن العمل بما جاء عن الرسول - عليه السلام - إلى ما جاء عن أبي هريرة خلافًا أوَّلًا : لفعل الرسول ولقوله - عليه السلام - . وثانيًا : أبو هريرة من الطَّرائف أنه مرة رُئِيَ يفعل هذا الفعل ، فلفت نظره واحد كان عم يراقبه ، فقال له : أنت ههنا يا ! إيش قال له : يا بني ؟!
السائل : بني فروخ .
الشيخ : بني فروخ ما ؟ كأنه كان يفعل ويظن أن ما أحد يراقبه شو السبب ؟ أنا أدري ما هو السبب ، هو كان يرى أن هذا الفعل ليس بسنة ، لكن يفعله لذات نفسه احتياطًا ، كثير من الناس يفعلون هذا ؛ ولذلك قال : لو كان يعلم أن أحدًا يراقبه هناك كان ما فعل هذا الفعل ؛ إذًا هذا ليس بعبادة ؛ يعني لنقرِّب الموضوع بمثال : بعض الموَسوِسين وإن شئت قلت الموَسوَسين قد يفعل فعلًا ويعرف أن والله الوسوسة ما هي مشروعة ، لكن الشيطان متسلِّط عليه ، فلو أن أحدًا تنبَّه له ما بيقول له : لازم تفعل مثل فعلته ، هو بيعرف أنه مغلوب على أمره . فإذًا الفقه ليس بالأمر السهل يا أخي ؛ فلذلك ما ينبغي أن نقول : والله الدعاة يقولون كذا أو بعضهم كذا ، بعض طلاب العلم يقولون كذا وكذا إلى آخره ، وإلا صارت القضية فوضى لا نظام لها .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 313
- توقيت الفهرسة : 00:25:40
- نسخة مدققة إملائيًّا