ما حكم الذبيحة إذا بدأ الذابح بسلخها قبل أن تخرج روحها ؟
A-
A=
A+
السائل : وهو بالنسبة لبعض المسالخ في بلاد الإسلام الآن يذبحون سواء كان الدجاج أو الخرفان أو البقر ذبح جماعي ، ويتم تقطيع الذبيحة وسلخها قبل طلوع روحها ؟
الشيخ : نعم .
المسألة هذه في الحقيقة لها جانبان : جانب يتعلق بالذابح ، وجانب يتعلق بالآكل لهذه الذبائح : الجانب الأول : إذا كان الذابح يذبح ذبحًا شرعيًّا ؛ أي : يُسيل الدم من الوريد - كما هو المعهود - فهذا الذبح أحلَّ الذبيحة ، فما دام الذبيحة حلَّت معنى ذلك أنه حلَّ للآكل أن يأكلها . لكن بقي شيء آخر يتعلق بالذابح : إذا كان يبدأ بسلخها قبل أن تلفظ أنفاسها كلها فهذا تعذيب منه للحيوان ، وهذا بالطبع في شريعة الإسلام لا يجوز ، لكن هذا لا يحرِّم الذبيحة من حيث الأكل ، إنما يحرِّم عليه هذا الفعل . مثاله كما تعلمون : كما جاء في بعض الأحاديث التي كنتُ خرَّجتها في المجلد الأول من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " تحت " الرفق بالحيوان " : أن الرسول - عليه السلام - رأى رجلًا يجر الذبيحة يريد أن يذبحها بجانب أختها ، قال له : ( أتريد أن تذبَحَها مرَّتين ؟! ) ، فهذا رفق بالحيوان ، ما بيجوز تندبح الأخت هذه أمام تلك وهي تلعبط وكذا إلى آخره . فلو ذبحها أمام أختها ذبحًا شرعيًا حلَّ أكلها ، لكن حرم عليه فعله ، وهكذا هذه المسألة تمامًا ، إي نعم .
وأنا شاهدت في بريطانيا - حينما قُدِّرَ لي الذهاب إليها منذ يمكن أربعين سنة الله أعلم - مجزرة على الطريقة الإسلامية ، واستُعمِلَ فيها الأداة العصرية بعض الشيء ، رجل مسلم طالب علم باكستاني ، كنَّا تعرَّفنا عليه في جُدة في بعض المناسبات من حج أو عمرة ، ودعانا لزيارته هناك في بريطانيا في قرية تبعد عن لندن نحو مئة وعشرين كيلو متر ، فذهبنا إليه وأطلَعَنا على أقسام المجزرة ، في قسم هي مبارك الغنم والذبائح التي يريد أن يذبحها ، وبجانبه قسم آخر خالي في طرف منه يقف رجلان ، أحدهما يأخذ الذبيحة ويقدِّمها للذابح ، يُضجِعُها ويذبحها ، وما يكاد أن تُذبح إلا تُعلَّق بالكلاليب ، هذه كلاليب معلَّقة بِسكَّة ، يدفعها هكذا تمشي نحو خمسة أمتار أو ستة أمتار ، في نزول السكة ، ثم تتحوَّل إلى غرفة أخرى لا يراها إلا مَن كان يمشي معها ، هناك يكون شخص ينتظر الذبيحة ، والمسافة بمقدار قدَّروها هم بالتجربة الظاهر : بتكون الذبيحة انتهى . عم ينتظر مجيئها بيبدأ إيش ؟ يسلخها ، بس وظيفته السلخ ، يزيل الجلد بيرميه في برميل عنده ، ثم يدفعه دفعة أخرى مسافة ستة أمتار تقريبًا ، هناك شخص آخر بيشق بطنها وبيستخرج الأمعاء والكبدة ونحو وذلك ، وبيسلِّط الماء بقوة بضخّ شديد فبتطلع عم تلمع لمع نظيفة ، ثم يدفعها الدفع الأخير بتروح للميزان ، رأسًا تُسجَّل ويُكتب عليها ، والزبائن واقفين في غرفة أخيرة هناك ، كل واحد بيأخد ذبيحة جاهزة ونظيفة وبيدفع سعرها لأنه مكتوب فيها .
بيقول هذا الأخ المسلم : عنده مدجنة - أيضًا - للدجاج بيذبحها - أيضًا - على الطريقة الإسلامية ، بينما هناك كما تعلمون خنق بيخنقوا ، يقول الإنكليز يأتون ويشترون من عنده سواء الدجاج أو ذبائح الغنم ؛ لأنهم عرفوا أنها أصح طبًّا من ذبائح الكفار الإنكليز وغيرهم .
فالقصد إذًا هو أنها إذا ذُبِحت حلَّت ، لكن يحرم البدء بسلخها إلا بعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة .
السائل : الله يجزيك الخير .
الشيخ : الله يحفظك .
الشيخ : نعم .
المسألة هذه في الحقيقة لها جانبان : جانب يتعلق بالذابح ، وجانب يتعلق بالآكل لهذه الذبائح : الجانب الأول : إذا كان الذابح يذبح ذبحًا شرعيًّا ؛ أي : يُسيل الدم من الوريد - كما هو المعهود - فهذا الذبح أحلَّ الذبيحة ، فما دام الذبيحة حلَّت معنى ذلك أنه حلَّ للآكل أن يأكلها . لكن بقي شيء آخر يتعلق بالذابح : إذا كان يبدأ بسلخها قبل أن تلفظ أنفاسها كلها فهذا تعذيب منه للحيوان ، وهذا بالطبع في شريعة الإسلام لا يجوز ، لكن هذا لا يحرِّم الذبيحة من حيث الأكل ، إنما يحرِّم عليه هذا الفعل . مثاله كما تعلمون : كما جاء في بعض الأحاديث التي كنتُ خرَّجتها في المجلد الأول من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " تحت " الرفق بالحيوان " : أن الرسول - عليه السلام - رأى رجلًا يجر الذبيحة يريد أن يذبحها بجانب أختها ، قال له : ( أتريد أن تذبَحَها مرَّتين ؟! ) ، فهذا رفق بالحيوان ، ما بيجوز تندبح الأخت هذه أمام تلك وهي تلعبط وكذا إلى آخره . فلو ذبحها أمام أختها ذبحًا شرعيًا حلَّ أكلها ، لكن حرم عليه فعله ، وهكذا هذه المسألة تمامًا ، إي نعم .
وأنا شاهدت في بريطانيا - حينما قُدِّرَ لي الذهاب إليها منذ يمكن أربعين سنة الله أعلم - مجزرة على الطريقة الإسلامية ، واستُعمِلَ فيها الأداة العصرية بعض الشيء ، رجل مسلم طالب علم باكستاني ، كنَّا تعرَّفنا عليه في جُدة في بعض المناسبات من حج أو عمرة ، ودعانا لزيارته هناك في بريطانيا في قرية تبعد عن لندن نحو مئة وعشرين كيلو متر ، فذهبنا إليه وأطلَعَنا على أقسام المجزرة ، في قسم هي مبارك الغنم والذبائح التي يريد أن يذبحها ، وبجانبه قسم آخر خالي في طرف منه يقف رجلان ، أحدهما يأخذ الذبيحة ويقدِّمها للذابح ، يُضجِعُها ويذبحها ، وما يكاد أن تُذبح إلا تُعلَّق بالكلاليب ، هذه كلاليب معلَّقة بِسكَّة ، يدفعها هكذا تمشي نحو خمسة أمتار أو ستة أمتار ، في نزول السكة ، ثم تتحوَّل إلى غرفة أخرى لا يراها إلا مَن كان يمشي معها ، هناك يكون شخص ينتظر الذبيحة ، والمسافة بمقدار قدَّروها هم بالتجربة الظاهر : بتكون الذبيحة انتهى . عم ينتظر مجيئها بيبدأ إيش ؟ يسلخها ، بس وظيفته السلخ ، يزيل الجلد بيرميه في برميل عنده ، ثم يدفعه دفعة أخرى مسافة ستة أمتار تقريبًا ، هناك شخص آخر بيشق بطنها وبيستخرج الأمعاء والكبدة ونحو وذلك ، وبيسلِّط الماء بقوة بضخّ شديد فبتطلع عم تلمع لمع نظيفة ، ثم يدفعها الدفع الأخير بتروح للميزان ، رأسًا تُسجَّل ويُكتب عليها ، والزبائن واقفين في غرفة أخيرة هناك ، كل واحد بيأخد ذبيحة جاهزة ونظيفة وبيدفع سعرها لأنه مكتوب فيها .
بيقول هذا الأخ المسلم : عنده مدجنة - أيضًا - للدجاج بيذبحها - أيضًا - على الطريقة الإسلامية ، بينما هناك كما تعلمون خنق بيخنقوا ، يقول الإنكليز يأتون ويشترون من عنده سواء الدجاج أو ذبائح الغنم ؛ لأنهم عرفوا أنها أصح طبًّا من ذبائح الكفار الإنكليز وغيرهم .
فالقصد إذًا هو أنها إذا ذُبِحت حلَّت ، لكن يحرم البدء بسلخها إلا بعد أن تلفظ أنفاسها الأخيرة .
السائل : الله يجزيك الخير .
الشيخ : الله يحفظك .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 311
- توقيت الفهرسة : 00:33:44
- نسخة مدققة إملائيًّا