السائل : ... سؤالين ما هو بيع العينة ؟ الثاني ما موقف المذاهب المعروفة باثنين وسبعين فرقة الموجودة ؟

الشيخ : السؤال الثاني يعني غير واضح ما موقف المذاهب ؟

السائل : ما موقف المذاهب المعروفة عندنا حاليا الطوائف المعروفة .

سائل آخر : ... الفرق .

الشيخ : أي هذا هو بس سؤاله خطأ مش موقف المذاهب من الفرق هو يريد أن يقول ما موقفنا نحن من المذاهب ؟ هل نعتبرها من الفرق أم لا ؟ شتان بين ما تقصد وما تنطق . أما بيع العينة السؤال الأول فهو هذا البراد تأتي تريد أن تشتري برادًا والحقيقة لا تريد أن تشتري برادًا تريد فلوسًا تأتي إلى التاجر فتسوم البراد هو مثلًا بمية جنيه قبل أن يسمي لك الثمن تأتي معاملة نعتقدها - أيضًا - غير مشروعة يقول لك تريد أن تشتري نقدًا أم تقسيطًا أنت كما قلنا في صورة بيع العينة لا تريد أن تشتري أصلا تقول لا أنا أريد أن أشتري بالتقسيط فهذا البراد لو قلت له تقسيطا ربما قال لك ثمانين أو تسعين عفوًا نقدًا وتقسيطًا يقول لك مئة فأنت تأتي وتقول : أريد هذا البراد تقسيط وإلا نقد ؟ تقول : تقسيط بيقول لك مئة سجل عليه مئة انتهى كل شيء وما انتهى أي شيء ليه ؟ ستعود أنت وقد اشتريت البراد بائعا ويعود التاجر البائع لك شاريًا وذلك تقول له تشتري أنت مني هذا البراد نقدا هو كان يبيعه لك بالتقسيط مثلًا ثمانين فالآن هو يشتري منك بخمس وسبعين أو دون ذلك على حسب ما يناسبه ويناسب جشعه وطمعه فأنت تأخذ الخمس وسبعين دينارًا وتنطلق وقد سجل عليك ماذا ؟ مئة دينار هذا هو صورة بيع العينة والعينة مشتقة من عين الشيء وذاته أي هذا البراد عينه وذاته بيع واشتري في مجلس واحد ودون أن يتزحزح من مكانه وبثمنين مختلفين ثمن باهظ هو ثمن البيع الأول وثمن ناقص هو ثمن البيع الثاني كل ذلك لف ودوران واحتيال كحيلة اليهود على استحلال ما حرم الله من الربا فبدل أن يأتي شاري البراد على طريقة بيع العينة إلى التاجر وهو لا يريد أن يشتري بدل أن يأتي إليه ويقول يا أخي أنا بحاجة إلى خمسة وسبعين دينار أعطني إياهم وأعطيك إياهم بعد كذا شهر بمئة دينار هاي مكشوفة هذا ربا مكشوف اليهود ما فعلوها خمسة وسبعين يدفع بدل خمسة وسبعين مئة هذا ربا مكشوف لذلك زين لهم الشيطان سوء أعمالهم وقال لهم : هذا ربا مكشوف لكن لف ودور على الحكم الشرعي وصل توصل إلى مأربك الذي هو أخذ الدين بربا بواسطة إيش ؟ هذا البيع بيع العينة تمامًا كما صح عن الرسول - عليه السلام - أنه قال : ( لعن الله اليهود لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها وأكلوا أثمانها وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) إيش معنى الحديث ؟ حرم الله على اليهود الشحوم كما قال مشيرًا إلى ذلك : (( فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ )) منها شحوم الدابة الذبيحة فكان محرم عليهم أن ينتفعوا بالشحم يرمونه أرضا كما يرمون القاذورات ونحوها مما لا يسمن ولا يغني من جوع فصبر اليهود على ذلك مدة ثم وسوس إليهم الشيطان واليهود وما أدراك ما اليهود جشع وطمع في المال قال لهم : كيف تضيعون هذه الشحوم أرضًا خذوها وضعوها في الأواني الضخمة الحلل وأوقدوا النار من تحتها فستذوب هذه الشحوم وتأخذ شكلا جديدا فتستطيعون أن تبيعوه وأن تنتفعوا بأثمانها ، وكذلك فعلوا فاستحقوا بهذا السبب كغيره من الأسباب لعنة الله - عز وجل - عليهم ما الفرق بين الشحم قبل أن يذوب وبين الشحم بعد ما ذوب وهو شحم من قبل وشحم من بعد هذا لا يشك فيه عاقل إطلاقا لكن هكذا الشيطان زين لهم هذا التغيير من أجل استحلال ما حرم الله - عز وجل - ما الفرق بين أن يقول القائل للتاجر أعطني خمسة وسبعين أوفيها إياك مئة بعد كذا وبين إدخال الوسيط هذا بينه وبينه والنتيجة واحدة لا تختلف أخذ خمسة وسبعين وسيوفيها مئة هذا حلال ؟ حاش لله ولذلك جاء في حديث في سنده عندي شيء من الضعف وقد جود إسناده الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في التفسير عن الرسول - عليه السلام - قال : ( لا ترتكبوا الحيل كما فعلت اليهود ) وقد وقع المسلمون في مثل هذا الاحتيال في كثير من الأمور هناك أناس عندنا تجار كانوا بعرف أحدهم ... عمامة بيضاء تاجر في السوق يأتي الفقير يحمله كيس سكر وفيه عشرات الجنيهات الذهبية العثمانية يومئذ يقول : خذ هذا الكيس زكاة مالي فيهتم الرجل ما يستطيع أن يحمل الكيس يحاول يفتش على عتال حمال فيتظاهر الرجل بأنه لا خبر عنده يقول له : طيب أنا أشتري منك الكيس بدل ما تحمله الكيس إلى البيت فيدفع له ثمن الكيس وفيه ما يساوي مية كيس هذا بظنه أنه أدى زكاة ماله وطهر نفسه هذا بالعكس خبزها لو أبقى هذه الجنيهات وهذه الليرات في صندوقه كان أقل شرًّا له ما أقول خيرًا له من هذه الحيلة الشيطانية الخلاصة بيع العينة إذن هو بيع الشيء في مجلس واحد مرتين بثمنين متباينين كوسيط لاستحلال الربا المكشوف لعله وضح .

السائل : نعم .