تتمة الكلام حول مناقشة الشيخ للقسيس اللبناني .
A-
A=
A+
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ فهذا أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية لشيخنا / محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- نسأل الله أن ينفع به الجميع والآن مع الشريط الرابع بعد المائتين على واحد
لأنه من كمال الإسلام ، كما قلت آنفاً ، بس بشيء مفصل هناك ، قلت له من كمال الإسلام أنه وضع مبادئ وقواعد ، ألزم المسلمين أن يتمسكوا بها ، في سبيل المحافظة على شخصيتهم المسلمة ، فهو الشارع الحكيم ، كما عالج أمراض القلوب والنفوس المطوية في الأبدان ، كذلك عالج الظواهر التي يظهر بها المسلمون في أبدانهم وفي منطلقهم في حياتهم ، وذكرت له أحاديث مما جاء به النهي من التشبه بغير المسلمين ( بعثت بين يديَّ الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) فقلت له إن الإسلام أراد بالمسلمين أن يحافظوا على شخصيتهم الظاهرة ، ولا يندمجوا في شخصيات شعوب أو أمم أخرى ، قلت له لأنك تعلم كما أظن أن الضعيف يتشبه بالقوي ، ولا عكس ، ليس القوي يتشبه بالضعيف ، فإذا المسلم تشبه بغير المسلم فمعنى ذلك أنه وضع الصغار لنفسه ، والخضوع لذلك الكافر . فلفت نظروا إلى حكمة تتعلق بالظواهر ، في كتاب أحد الأوروبيين مؤلفه كنت قد قرأته قديما منذ ثلاثين أربعين سنة ، عنوانه عجيب جداً لكن استفدت منه . اسمه فلسفة الملابس ، فلسفة الملابس . في الحقيقة أنه استرعى انتباهي مثال ذكره ، مع أن هذا موجود ومشاهد . لكن الناس ما ينتبهوا ، يقول هذا الرجل في هذا الكتاب ، أنه الإنسان شديد التأثر إلى درجة بلباسه ، يتأثر بلباسه ، إذا كان لابس ثياب هشة رثه ، تجده ماشي هيك متمسكن ، أما إذا لابس ثياب جديد ومكوية إلى آخره تجده ماشي وصدره لقدام ، ولسان حاله يقول : يا أرض اشتدي ما حد عليكِ قدي ، فلسفة الملابس وهذه الظاهرة ترونها بيننا جميعاً ، والمتأثرين المتغربين المتأوروبين ، المتأثرين بالثقافة الغربية ، بتلاقي إن كان لابسا الجاكيت الضيق والبنطلون الأضيق اللي بعض على أفخاذه ولا مؤاخذة على مؤخرته عضا ما يستطيع أن يركع ، فضلاً عن أنه لا يستطيع يسجد لأنه رايح ينفتق ، هذا شايف حاله ، ليه ؟ متمدن مثقف ، ليش هذا عامل هيك ؟ لأنه قدوته الأوروبيون . عظماؤه هم الأوروبيون . فإذاً قلت لهذا القسيس الماروني . الثياب تؤثر في أصحابها . ولذلك نهانا الشارع الحكيم عن أن نتشبه بغيرنا ، تكلمت ما شاء الله . ثم رجعت إلى الوتر الحساس ، قلت له إذا كان اللباس ، ليس له تأثير ، وإنما الأمر لما في القلب . هل أفهم من كلامك أنه أنت ما بأثر عندك ، إذا قمت القلنسوة السوداء نزعتها ووحطيت عمامة بيضاء على الطربوش الأحمر ، بتطلع شيخ مسلم . قال : لا . لا . لا . - يضحك الإخوة الطلبة والشيخ رحمه الله - . يا قس هذا يخالف ما قلته آنفاً . العبرة كما قلت بما في القلب ، أنت رجل نصراني مسيحي ، فإذا حطيت اللفة على الطربوش الأحمر مش رايح تصير شيخ مسلم ، قال : لا نحن رجال دين ، لكن صار معه والحمد لله مثل ما نقول عنا في الشام ، كان تحت المطر وصار تحت المزراب . - بضحك شيخ السنة رحمه الله - مسكته مثل ما بيقولوا عنا في الشام من خوانيقه . قلت له ها هذا هو الفرق بيننا وبينكم . أنت رجل دين ، أنتم معشر النصارى قسمان ، رجال دين ورجال لا دين ، فما يحرم عليكم يحل على الآخرين ، وما يجب لكم لا يجب على الآخرين ، أما الإسلام فقد سوى بين الناس جميعاً " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، لا فرق عندنا أبداً بين العالم الصالح التقي الورع ، وبين الجاهل المسلم ، هما عند الله سواء مظهراً ومخبراً . كل مين الله يحاسبه على حسب ما في نفسه وعلى حسب منطلقه في حياته ، نحن ما عندنا رجال دين . كل مسلم هو رجل دين ، ولذلك إن جاز لي أنا أن أضع هذه القلنسوة على رأسي شرعاً جاز لكل مسلم ، وإن حرم ذلك عليَّ حرم ذلك على كل مسلم ، وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناءٍ بما فيه ينضح . هذه يعني قصة أحببت أن أحكيها بتلك المناسبة .
السائل : تعقد .
الشيخ : اه. تعقد لكن شوف هذا المعقد ، ذكرني بشيء أو بشيئين . بعد ذلك جرى الحديث بيني وبينه بالتثليث تبعهم ، يومئذٍ شوف الشيء بالشيء يذكر كان الإنجليز دخلوا سوريا ، بعد الفرنسيين . المهم الإنجليز أتوا بجنود بعض المستعمرات من جملتهم جنود لبنانين ، كان في القطار جندي بريطاني لبناني ، لما أنا كنت أتناقش مع المسيحي هذا ، شو قال هذا الجندي اللبناني المسيحي . قال والله يا أبونا بدك الحق كلام الشيخ صحيح . ضحك الشيخ والطلبة حفظهم الله . الشاهد القطار كان ينطلق بنا إلى مضايا تقريباً في خمسين كيلو متر ، ما شعرنا بالمسير هذه أبداً ، لما قاربنا من النزول بعض أخوانا ذكروني أنه هيأ حالك بدنا ننزل الآن ، تعلق الرجل بيَّ وقال لو أنك تمشي معنا إلى بيروت حتى نتمتع بحديثك وكذا إلى آخره . قلت أنا في نفسي سبحان الله لو جلست مع شيخ من إخواننا المسلمين كان ينفجر القطار بنا . يضحك الإخوة الطلبة ، هذا رجل نصراني يتمنى يطول المشوار لحتى نتم معه في الحديث ، شيء مؤسف. القصد الأسلوب يختلف ما في فرق بين مسيحي ونصراني نعم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ فهذا أحد أشرطة سلسلة الهدى والنور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية لشيخنا / محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- نسأل الله أن ينفع به الجميع والآن مع الشريط الرابع بعد المائتين على واحد
لأنه من كمال الإسلام ، كما قلت آنفاً ، بس بشيء مفصل هناك ، قلت له من كمال الإسلام أنه وضع مبادئ وقواعد ، ألزم المسلمين أن يتمسكوا بها ، في سبيل المحافظة على شخصيتهم المسلمة ، فهو الشارع الحكيم ، كما عالج أمراض القلوب والنفوس المطوية في الأبدان ، كذلك عالج الظواهر التي يظهر بها المسلمون في أبدانهم وفي منطلقهم في حياتهم ، وذكرت له أحاديث مما جاء به النهي من التشبه بغير المسلمين ( بعثت بين يديَّ الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ) فقلت له إن الإسلام أراد بالمسلمين أن يحافظوا على شخصيتهم الظاهرة ، ولا يندمجوا في شخصيات شعوب أو أمم أخرى ، قلت له لأنك تعلم كما أظن أن الضعيف يتشبه بالقوي ، ولا عكس ، ليس القوي يتشبه بالضعيف ، فإذا المسلم تشبه بغير المسلم فمعنى ذلك أنه وضع الصغار لنفسه ، والخضوع لذلك الكافر . فلفت نظروا إلى حكمة تتعلق بالظواهر ، في كتاب أحد الأوروبيين مؤلفه كنت قد قرأته قديما منذ ثلاثين أربعين سنة ، عنوانه عجيب جداً لكن استفدت منه . اسمه فلسفة الملابس ، فلسفة الملابس . في الحقيقة أنه استرعى انتباهي مثال ذكره ، مع أن هذا موجود ومشاهد . لكن الناس ما ينتبهوا ، يقول هذا الرجل في هذا الكتاب ، أنه الإنسان شديد التأثر إلى درجة بلباسه ، يتأثر بلباسه ، إذا كان لابس ثياب هشة رثه ، تجده ماشي هيك متمسكن ، أما إذا لابس ثياب جديد ومكوية إلى آخره تجده ماشي وصدره لقدام ، ولسان حاله يقول : يا أرض اشتدي ما حد عليكِ قدي ، فلسفة الملابس وهذه الظاهرة ترونها بيننا جميعاً ، والمتأثرين المتغربين المتأوروبين ، المتأثرين بالثقافة الغربية ، بتلاقي إن كان لابسا الجاكيت الضيق والبنطلون الأضيق اللي بعض على أفخاذه ولا مؤاخذة على مؤخرته عضا ما يستطيع أن يركع ، فضلاً عن أنه لا يستطيع يسجد لأنه رايح ينفتق ، هذا شايف حاله ، ليه ؟ متمدن مثقف ، ليش هذا عامل هيك ؟ لأنه قدوته الأوروبيون . عظماؤه هم الأوروبيون . فإذاً قلت لهذا القسيس الماروني . الثياب تؤثر في أصحابها . ولذلك نهانا الشارع الحكيم عن أن نتشبه بغيرنا ، تكلمت ما شاء الله . ثم رجعت إلى الوتر الحساس ، قلت له إذا كان اللباس ، ليس له تأثير ، وإنما الأمر لما في القلب . هل أفهم من كلامك أنه أنت ما بأثر عندك ، إذا قمت القلنسوة السوداء نزعتها ووحطيت عمامة بيضاء على الطربوش الأحمر ، بتطلع شيخ مسلم . قال : لا . لا . لا . - يضحك الإخوة الطلبة والشيخ رحمه الله - . يا قس هذا يخالف ما قلته آنفاً . العبرة كما قلت بما في القلب ، أنت رجل نصراني مسيحي ، فإذا حطيت اللفة على الطربوش الأحمر مش رايح تصير شيخ مسلم ، قال : لا نحن رجال دين ، لكن صار معه والحمد لله مثل ما نقول عنا في الشام ، كان تحت المطر وصار تحت المزراب . - بضحك شيخ السنة رحمه الله - مسكته مثل ما بيقولوا عنا في الشام من خوانيقه . قلت له ها هذا هو الفرق بيننا وبينكم . أنت رجل دين ، أنتم معشر النصارى قسمان ، رجال دين ورجال لا دين ، فما يحرم عليكم يحل على الآخرين ، وما يجب لكم لا يجب على الآخرين ، أما الإسلام فقد سوى بين الناس جميعاً " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، لا فرق عندنا أبداً بين العالم الصالح التقي الورع ، وبين الجاهل المسلم ، هما عند الله سواء مظهراً ومخبراً . كل مين الله يحاسبه على حسب ما في نفسه وعلى حسب منطلقه في حياته ، نحن ما عندنا رجال دين . كل مسلم هو رجل دين ، ولذلك إن جاز لي أنا أن أضع هذه القلنسوة على رأسي شرعاً جاز لكل مسلم ، وإن حرم ذلك عليَّ حرم ذلك على كل مسلم ، وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناءٍ بما فيه ينضح . هذه يعني قصة أحببت أن أحكيها بتلك المناسبة .
السائل : تعقد .
الشيخ : اه. تعقد لكن شوف هذا المعقد ، ذكرني بشيء أو بشيئين . بعد ذلك جرى الحديث بيني وبينه بالتثليث تبعهم ، يومئذٍ شوف الشيء بالشيء يذكر كان الإنجليز دخلوا سوريا ، بعد الفرنسيين . المهم الإنجليز أتوا بجنود بعض المستعمرات من جملتهم جنود لبنانين ، كان في القطار جندي بريطاني لبناني ، لما أنا كنت أتناقش مع المسيحي هذا ، شو قال هذا الجندي اللبناني المسيحي . قال والله يا أبونا بدك الحق كلام الشيخ صحيح . ضحك الشيخ والطلبة حفظهم الله . الشاهد القطار كان ينطلق بنا إلى مضايا تقريباً في خمسين كيلو متر ، ما شعرنا بالمسير هذه أبداً ، لما قاربنا من النزول بعض أخوانا ذكروني أنه هيأ حالك بدنا ننزل الآن ، تعلق الرجل بيَّ وقال لو أنك تمشي معنا إلى بيروت حتى نتمتع بحديثك وكذا إلى آخره . قلت أنا في نفسي سبحان الله لو جلست مع شيخ من إخواننا المسلمين كان ينفجر القطار بنا . يضحك الإخوة الطلبة ، هذا رجل نصراني يتمنى يطول المشوار لحتى نتم معه في الحديث ، شيء مؤسف. القصد الأسلوب يختلف ما في فرق بين مسيحي ونصراني نعم
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 204
- توقيت الفهرسة : 00:00:41
- نسخة مدققة إملائيًّا