مناقشة الشيخ أحد القساوسة اللبنانيين في سفره .
A-
A=
A+
أنا أضرب لكم مثالاً عن نفسي كيف أفكر أحيانًا ، كيف أعالج أمرًا ما ، حتى ما نكون مستعجلين في معالجة الأمور بغير الحكمة ، أقص هذه القصة كمثال لما نحن في صدده من جهة ولأنه فيها فائدة من جهة أخرى أو ربما فكاهة ، ركبنا ذات يوم مع بعض الشباب القطار في دمشق قاصدين مصيفًا هناك اسمه مضايا وعادة القطار كالباص يمشي مسافة ، يوقف من أجل ينزل ويركب إلى آخره ، ركبنا القطار في محطة الحجاز عندنا هناك لوصل لمحطة البرامكة حتى وصل محطة القطار من أجل أن يأخذ ركاب أحد سكان تلك المحلة بتعرفه سعيد الأُبري الخياط ، ما بتعرفه ؟ صعد إلى القطار أنا على علم كان شديد الصلة بي إنه في الأمس القريب بنى بأهله تزوج ، أما الشباب اللي معي ما عندهم خبر ، ما كاد القطار يمشي إلا يأتى لي أحدهم أحد الشباب فيساورني فيقول لي الآن صعد قسيس ، وهو في الغرفة الفلانية فهززت له برأسي فهمت عليه كأنه يقول عليك به - يضحك رحمه الله - انتقلت إلى الغرفة اللي هو فيها بتعرفوا طبعًا أن القطار به صافين من الكراسي مع طول القطار صف هيك معترضن دخلت أنا في ركاب طبعًا ، أكثرهم مسلمين السلام عليكم ، هو جالس بهذيك الزاوية أنا تعمدت أن لا أجلس تجاهه حتى ما يشعر أنني جئت مثيرًا له ، وإنما جلست بعيدًا ، هذه أول وحدة ، لكن قعدت أفكر كيف بدي أدخل معه في الموضوع هذه تحتاج لمقدمة تكون مناسبة وربنا عز وجل كما قال في القرآن الكريم وهذه لازم تنطبع في قلوبنا تمامًا : (( والذين جاهدوا لنهدينهم سبلنا )) وسرعان ما جاءت المناسبة الله بعثها ، وهي دخل هذا اللي اسمه سعيدًا الأُبري اللي كان تزوج في الأمس القريب ، هنا بقى انفتح أمامي الدخول مع هذا الإنسان بطريقة غير مباشرة ، قلت له اسمع شبابنا وبالتالي النصراني هو قسيس ماروني لبناني ، لابس الطربوش الأسود الطويل ، إذا كنت شفته وجبة سوداء ، فقلت لصاحبنا ، فقلت لصاحبنا هذا سعيد ، قلت أبارك لك بما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبارك لأصحابه فأقول : ( بارك الله لك وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير ) ولا أقول لك كما كانت الجاهلية الأولى تقول وكما تقول جاهلية القرن العشرين على صفحات الجرائد والمجلات بالرفاه والبنين ، لا أقول لك بهذه التهنئة ؛ لأن الشارع الحكيم نهانا عنها ، شو معنى بالرفاه والبنين ؟ وكم وكم من والدين رزقوا من البنين ما فرحوا بهم ، أولاً ثم كان عاقبة أمرهم سوء ، أما ( بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير ) فهذا جمع الخير كله ، ومشيت ومشيت أذكر جيدًا سلسلت الموضوع تحدثت طبعًا شيء من عظمة الإسلام وآداب الإسلام التي حرمها الآخرون ، منها أن الإسلام عالج صحة المسلمين بالدين ؛ لأنه لا يوجد عندهم أطباء يعرفون دقائق الأمراض ، ولكن باسم الدين نبههم على أشياء الآن العلم بعد القرون الطويلة قبل الإسلام وبعد الإسلام ، اكتشف بعضها الآن من ذلك أن الشارع الحكيم نهى المسلمين أن يشربوا أو يأكلوا في الإناء المثلوم ، المشعور فانتهى المسلمون من استعمال هذا الإناء ، هذا نهي شرعي لكن فيه معنى طبي ما بالى المسلمون هيك الشرع انتهى الشرع لو أرادوا يومئذ أن يعرفوا شو السر شو الحكمة ، ما أحد يعرف ، الآن انكشف السر ، أنه هذا الشعر الدقيق اللي في العين المجردة ، صعب أن يُرى يزعمون الأطباء اليوم أنه هناك ملايين من الجراثيم فإذن قال لهم الدين لا تستعملوا هذا الإناء أذكر هذا ذكرته لما شعرت أن القسيس امتلأ ، امتلأ بدو يتكلم وقلت في نفس ذاك ما أبغي ولكني صمت فعلاً ، وإذا به ينطلق بالكلام يقول ما دام الإسلام هكذا شوف الفرق كيف أنا دخلت وكيف هو دخل ؛ لأنه هو مش عم يستلهم رب العالمين ، شوف كيف دجها قفز هذه القفزة شو قال ما دام هيك الإسلام ليش المسلمين كفروا أتاتورك ؟ شوف شو جاب لجاب ، ما في اتصال أبدًا بين بحثي وبين سؤاله ، ليش كفروا أتاتورك ؟ ألأنه فرض على الشعب التركي لبس القبعة الأوربية ، العبرة بما في القلوب صار هو يؤيد العمل هذا ، تركته حتى أفضي بكل ما في نفسه ... ما كفروا أتاتورك ، لكن هو حكم بنفسه على نفسه بكفره حينما رفض شريعة ربه ، القائل : (( للذكر مثل حظ الأنثيين )) وبطبيعة الحال أي مسلم يعترض على شريعة الله عز وجل فهو لا يكون مسلمًا هذا أولاً ، ثانيًا أعني أولا يعني كفره المسلمون لهذا ، ثانيًا أتاتورك أنت بتقول انه هذه القبعة ما لها تأثير هذا زي عام صار أممي على حد تعبيره هو والعبرة بما في القلب من الإيمان ، قلنا له لا ، هذا إسلاميًا مرفوض هذا الكلام ... آنفا بس بشيء مفصل هناك قلت له من كمال الإسلام أنه وضع مبادئ وقواعد ألزم بها المسلمين أن يتمسكوا بها في سبيل المحافظة على شخصيتهم المسلمة فهو الشارع الحكيم كما عالج أمراض القلوب و النفوس المطوية في الأبدان كذلك عالج
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 203
- توقيت الفهرسة : 00:55:20
- نسخة مدققة إملائيًّا